لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"موطني"

"موطني"

ياسمين محفوظ
08:44 م السبت 01 يوليه 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

أخبرني وطني ألا مكان لديه لأبنائه..

ولا مجال للإنسانية والعدل..

أبكاني حين أبلغني أنه محجوز فقط للغرباء الذين يتاجرون به، فهي تجارة مربحة فالعائد بالدولار الأمريكي الذي يواصل ضرباته القاضية للجنيه. جميعهم يسكنون الأحياء الراقية ومنهم من يسكن القصور، يتعلم أولادهم في المدارس الأجنبية ومنهم من يتعلم بالدول الأوربية وأيضا منهم من يشغل أعلى المناصب، وحين يمرضون تنقلهم طائراتهم الخاصة إلى أرقى المستشفيات في العالم،

لا يطيقون الفقراء وإن أظهروا عكس ذلك في أحاديثهم التي تحث على إطعام المسكين وإيواء المشردين ومعالجة المرضى الكادحين، وتوفير مقعد في فصول التلاميذ من الفقراء. 

يحدثونك عن حب الوطن وضرورة دعمه ومساندته حتى وإن تطلب الأمر الاكتفاء بوجبة واحدة فقط يوميا، وعندما يفرغون من حديثهم الحامض يتوجهون إلى الفنادق الخمس نجوم ويتناولون العشاء الفاخر.

أسمعني وطني ما يبكي قلبي، وسألته وعيني يملأها دموع القهر: وكيف تكون وطنا لهؤلاء ونحن وحدنا نتحمل قسوتك ونتجرع مرارة حالك؟ كيف تكون طارد لنا وحاضن لهؤلاء؟

-أجابني وطني في أسى.. أنا وطن لهم وأنت وأمثالك حضن لي، كلما احتضنتموني تاجروا هم بي وتربحوا، فاحتضانكم لي رأس مالهم. دعك مني حتى يصيبني الجفاف ربما يتركونني وشأني وحينئذ سأكون مأوى لكم، فأنا موطنك الذي لا كرامة لأولادي الأنقياء على خريطة مبادئي، فلا تحدثني عن حلمك النبيل ولا تهتف به فيكون مصيرك يا ولدي خلف القضبان هكذا يروي التاريخ.

إعلان

إعلان

إعلان