- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
د. أحمد عمر
ذات يوم جاء شابُ لأحد أدباء روسيا الكبار، أظنه دوستويفسكي إن لم تخني الذاكرة ليسأله: ماذا يجب علي أن أفعل لكي أصير كاتباً كبيراً فقال له الأديب الروسي بإيجاز وتكثيف عبقريين: عليك أن تركب قطار الدرجة الثالثة.
وتأسيسًا على تلك النصيحة المختصرة، التي تنم عن حكمة وبصيرة، يمكنني القول أيضاً: إن رجال الدولة والقيادات التنفيذية في مصر، مهما كانت نزاهتهم وعلمهم وكفاءتهم، لا يمكن أن يصيروا كباراً، ويحققوا في حياتها نجاحاً ملموساً، يُحدث فارقاً في مواضعهم وسياقهم ومحيطهم، دون أن يقتربوا بصدق من حياة البسطاء وأبناء الطبقة الوسطى الدنيا في مصر، الذين يمثلون القطاع العريض من المصريين. ودون أن يركبوا قطار الدرجة الثالثة، ليعرفوا دراما حياة ومعاناة وأحلام وطموحات شعب الدرجة الثالثة.
ومع انعقاد المؤتمر الرابع للشباب، بمكتبة الإسكندرية يومي 24 / 25 يوليو الجاري، تأكد للجميع حرص مؤسسة الرئاسة على الاستمرار في خلق دوائر اتصال بين الشباب خاصة وكافة قطاعات الشعب عامة، وبين مؤسسات الدولة والقائمين عليها. مع السعي لتمكين الشباب، وتفعيل دورهم الإيجابي في مجتمعهم، بعد إعدادهم وتأهيلهم للقيادة السياسية والتنفيذية من خلال البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، الذي أوشكت دورته الثانية على الانتهاء، وبدأت إجراءات تقدم وترشح شباب أخرين لحضور دورته الثالثة.
وهنا نتوقف قليلاً للإشادة بالمستوى المتميز للهيئة العلمية والأكاديمية المشرفة على تصميم وتنفيذ هذا البرنامج، وبالشروط الموضوعية الرصينة لفحص وقبول المتقدمين إليه، وبما يتاح للمتدربين من إمكانات، ووسائل حصول على المعلومات التي تخص الدولة ومرافقها ومؤسساتها، مع تيسير اتصالهم بالمسؤولين ومراكز صنع القرار في الدولة.
ولكن عندما نحاول فحص المخرجات الناتجة عن ذلك البرنامج في دورته الأولى والثانية، فسوف نجد شباباً صار أغلبهم منفصلاً عن الواقع المحيط بهم، ودوائر الشباب التي ينتمون إليها، بفعل إحساسهم بتميز نوعي بوصفهم (قادة بالفعل) ومقربين لرئاسة الجمهورية ولدوائر السلطة؛ مما نتج عنه عجزهم عن التفاعل الإيجابي مع أقرانهم وزملائهم في محيطهم ودوائر عملهم. وهذا للأسف تبديد وهدر لأهداف البرنامج الرئاسي، والغاية المرجوة منه.
وهنا نتوقف لنتذكر تجربة رائدة في ( إعداد القادة ) قامت بها الدولة في ستينات القرن الماضي، يمكن الاستفادة منها بشكل أو بأخر، لتلافي أهم سلبيات ( مخرجات البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة) والمتمثلة في التعالي والانفصال النفسي للمتدربين عن الآخرين، وهي تجربة منظمة الشباب الاشتراكي، التي نجحت من خلالها الدولة في تكوين وإعداد قيادات شابة مسلحة بالوعي والمعرفة، وقادرة على الاندماج في حركة المجتمع والتواصل الفعال الناجح مع الجماهير وكسب ثقتها، وقيادتها نحو تحقيق أهداف ورؤية الدولة. وهي التجربة التي أمدت المجتمع المصري، بجيل من أهم القيادات السياسية والتنفيذية من حقبة الستينات حتى نهاية الألفية الثانية.
في النهاية، تبقى كلمة أخيرة: لو أراد صاحب فكرة البرنامج الرئاسي لتأهيل القيادات، أن يجعل الشباب الخاضعين للبرنامج فاعلين ومؤثرين في مجتمعهم ومؤسساتهم، بحيث يحقق البرنامج أهدافه، فعليه أن يعطيهم دورات في الإعداد والتأهيل النفسي، وأن يخلع عنهم البدلة والكرافت في غير ضرورة موجبة لارتدائهما، وينزع من قلوبهم وعقولهم الإحساس الزائف بالتميز عن الآخرين لتبعيتهم لرئاسة الجمهورية، ويعلمهم ركوب قطار الدرجة الثالثة، ليصبحوا أكثر التصاقاً بالواقع، وهموم الناس، وحياتهم العادية. وعليه أيضا أن يعلمهم أن تميزهم ينبع فقط مما يمتلكونه من فكر وعلم ووعي وطني متقدم، ومن إحساسهم بالناس ودورهم الإيجابي في مجتمعهم، لا من الشكل الخارجي الأنيق والتبعية لرئاسة الجمهورية.
وليتهم يتعلموا من تجربة الشاب الجميل ( ياسين الزغبي ) في الاقتراب من الناس، والتواصل معهم، والاحساس بهم. وهي التجربة المميزة التي شاهدنها وانفعلنا بها عبر الفيلم الذي عُرض في جلسة افتتاح مؤتمر الشباب الرابع بالإسكندرية.
إعلان