إعلان

وصدق شوبير في "وصفه" لمسؤولي الأهلي

وصدق شوبير في "وصفه" لمسؤولي الأهلي

كريم سعيد
10:03 م الأربعاء 26 يوليو 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

" محدش عنده الجرأة أو الشجاعة في النادي الأهلي عشان يقول لغالي ومتعب بالسلامة "... كان هذا هو تعقيب الكابتن أحمد شوبير في برنامجه على أزمة عماد متعب الأخيرة خلال لقاء الفيصلي وهو التعقيب الذي أجده علي المستوى الشخصي " أصدق وصف" قيل في هذه الأزمة.

وإذا كان الكابتن شوبير قد تكفل بالوصف بصفته مقدم برامج، فسأود أن أتكفل أنا كمحلل بتحليل هذا الوصف والإجابة علي سؤال منطقي قد يطرحه من أستمع لتعقيب الكابتن أو سيقرأه خلال هذا المقال وهو " وليه مفيش حد في الإدارة أو الجهاز الفني عنده الجرأة أو الشجاعة عشان يقول لمتعب وغالي أن المشوار خلص؟ "

 

ولكي أبدأ بالإجابة على هذا السؤال، سأجد نفسي أعود بالذاكرة قليلا للوراء وبالتحديد في نهاية فترة ولاية الكابتن فتحي مبروك وتحديدا في أكتوبر 2015 عقب الخروج المهين أمام اورلاندو بايراتس بطل جنوب افريقيا في قبل نهائي الكونفيدرالية حيث قال تصريحا مهما للغاية وقتها " لم يكن هناك روح بين لاعبي الأهلي والسبب اللاعبين الكبار وهذا تسبب في الخسارة أمام أورلاندو ".

التصريح الذي وجده الكثيرون صادما في هذا الوقت، كنت علي المستوي الشخصي قد حذرت الكابتن فتحي مبروك منه قبلها بشهر تقريبا في مقال عنوانه " كابتن فتحي مبروك .. ماذا حدث لك؟"

وكنت من وجهة نظري الفنية في هذا التوقيت أرى أن الأهلي بحاجة لتغيير جلده فيما يخص مركز حسام غالي ومركز عماد متعب، خاصة مع عامل تقدم السن والمردود البدني.

ومن بعد فتحي مبروك، جاء زيزو ثم بيسيرو ثم مارتن يول وجميعهم فشلوا في إجراء تغير جلد الفريق، بسبب واحد ومباشر وهو أن الأهلي مع كل هؤلاء المدربين كانت لجنة الكرة به في حكم " المتوفي".

فالمسؤول الأول والأساسي في التنظيم والتخطيط لملف كرة القدم في الأهلي منذ الأزل هي لجنة الكرة، والتي كانت دائما وابدا مصدر قوته في إتخاذ القرارات الصعبة أو "المحرجة"، ولكن مع إدارة المهندس محمود طاهر إنطفأت هذه الجزئية تماما لأسباب منطقية وطبيعية تعود لعقلية أعضاء هذه الإدارة.

فإدارة الأهلي الحالية يتملك عليها عقلية الـ"Business" أكثر من عقلية "كرة القدم"، ولهذا شهدنا طفرة في أمور شتى متعلقة بـ"بالبيزنس" مثل كثرة الرعاة والعمل علي إستكمال وتطوير المنشآت داخل الفروع المختلفة والخ.

لكن فقدان المجلس لأسماء قوية فيما يتعلق بقطاع كرة القدم، جعل منحني هذا الملف يسير خلال السنوات الـ3 الأخيرة بشكل غير مستقيم ومنعرج تماما، فتارة فوق، وتارة تحت.

وبالتالي عندما جاء موعد واحد من أهم ملفات قطاع الكرة في أي نادي وهو "مواجهة اللاعبين الكبار في نهاية مشوارهم" وصلنا إلى هذا الشكل المذري الذي يتم به التعامل مع عماد متعب.

فالإدارة ليس عندها القدرة لا على المواجهة ولا على الحل، وتتعامل مع متعب وغالي بطريق الـ"HR" في أي شركة استثمارية مع موظف قديم، تضغطه نفسيا وبالبلدي "بتزهقه في حياته" لكي يقدم هو استقالته منعا من المواجهة و"الإحراج".

وطبعا ونحن نتكلم عن أثنين من أكثر اللاعبين خبرة في كرة القدم المصرية، فمن السهل عليهما قراءة المشهد وبالتالي قررا أن يتجاهلا الإدارة تماما في هذه النقطة لكي يجبروها علي أن تخطو هي الخطوة المنتظرة وتقول لهما " مع السلامة " على رأي الكابتن شوبير، وهو طبعا ما لن يحدث.

وهذا ببساطة هو سبب الأزمة، أن الأهلي ليس به "الديكتاتور العادل" الذي يملك الشجاعة والجراءة لكي يجتمع بمتعب وغالي ليقول لهما " الأمانة تحتم القول ان دوركما الفني إنتهى فعليا مع الفريق، ووجب ترك هذه المساحة حاليا للاعبين أخرين يستفيد منهم الفريق للمستقبل، على أن يكون لكم الحرية إما في الإستمرار كرويا في نادي أخر إذا رغبتم، أو الإنتقال للسلك الإداري أو الفني داخل قطاع كرة القدم في النادي ".

هذه الفقرة هي التي اعتدنا سماعها من الأهلي في هذه المواقف، المواجهة والشفافية في التعامل، وليس اللف والدوران ونظام " قول انت الأول .. لا .. قول انت الأول"!

ازمة متعب وغالي اليوم، ستستمر وتتفاقم طالما ظل نفس الأسلوب مستمر في التعامل معها، والكارثة الكبرى أن عدم حلها بشكل جيد، قد يحول هذا الأسلوب ليكون "المعتاد" في التعامل مع أي ملف مشابه مستقبلا!

إعلان

إعلان

إعلان