لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

العدو الأول للإسلام!

العدو الأول للإسلام!

محمد شعير
08:34 م الخميس 31 أغسطس 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

في منتصف الثمانينيات، أجرى الكاتبان الفرنسيان لوك باربولسكو، وفيليب كاردينال (رئيس قسم الإعلام والعلاقات العامة في معهد العالم العربي في باريس) حوارات مع مفكرين وروائيين وشعراء عرب عن "رأيهم في الإسلام". لم يكن الغرب يبحث في تلك الأيام عن عدو، كانت الحرب الباردة ما تزال، ولم يكن الإسلام قد أصبح عدوا للغرب، لكن الكاتبين في حواراتهما كانا يبحثان عن الإسلام كإطار فكري بالنسبة للمتحاورين. صدرت ترجمة الحوارات إلى العربية عام 1987 عن دار الساقي تحت عنوان "رأيهم في الإسلام" بترجمة ابن منصور العبد الله.. وقد حرص المحاوران أن تكون أسئلتهما ثابتة وموحدة.. وسنتوقف هنا أمام سؤال واحد من أسئلتهما الذي تعددت الإجابات عليه وتنوعت.. كان السؤال: من هو العدو الأول للإسلام حاليا؟

يقول عبدالرحمن الشرقاوي: هو التصلب في الرأي ورفض التطور، وتحول رجال الدين طبقة حاكمة، فمصدر الخطر المحدق بالإسلام داخلي، يتهدده في عقر داره.

يقول توفيق الحكيم: هم الحكام المسلمون في أميتهم وجهلهم.

يقول يوسف إدريس: البترول. تلقى العرب رسالتين: الأولى إلهية، مصدرها الله وهي الإسلام الذي جعلهم أمة جبارة. والثانية من باطن الأرض، مصدرها الشيطان، ألا وهي البترول.. وأمنيتي ألا تقودنا إلى الخراب.

يقول أحمد بهاء الدين: إنه التخلف، لدى أكثرية الشعوب الإسلامية وحكوماتها فحقبات كاملة من تاريخ العرب غاب عنها الإسلام الحق، وبالتالي كان لها دور تاريخي سلبي: كعهد العثمانيين، عهد استعمار وتأخر بالنسبة للعالم العربي. أما بالنسبة إلى الأصوليين، فيعتبرون أن الغرب هو العدو الأول للإسلام والمستعمر التاريخي الداعي لأساليب وطرق معيشية جديدة، وبالتالي، الخطر الأول والأهم.

يقول لويس عوض: المسلمون أنفسهم.

يقول نجيب محفوظ: هي العقيدة الشيوعية، بمقدار ما تتعارض والمفاهيم الدينية.

يقول جمال الغيطاني: هو الاستعمار الغربي بصرف النظر عن التخلف. إلا أن سبب التخلف في هذه البلدان هو الاستعمار والجهل والقادة الانتهازيون الذين يرفعون لواء الإسلام للاستيلاء على السلطة.

يقول إدوار الخراط: التعصب.

يقول حسين أحمد أمين: المسلمون الرجعيون.

وطرح الكاتبان السؤال نفسه على عدد من الكتاب العرب.. وتنوعت إجاباتهم:

قال عبد الرحمن منيف: التسلط الاستعماري، والصهونية، والتخلف، والرجعية (الحاكمة حاليا)، والأنظمة الاستبدادية، فبين كل هذه القوى والتي ذكرت قبلا روابط حميمية وتحالفات موضوعية.

قال يوسف الخال: لا تكمن المشكلة في العداوات الخارجية، إنما تتجاذب الإسلام حاليا تيارات عديدة، منها الصادق المتفهم الداعي لتكييف الإسلام مع شئون العصر ومع المستقبل، ومنها الجاهل الذي لا يلم بمبادئ الإسلام الإلمام الحق ويقول باستحالة تنظيم المجتمع تحت لوائه. ومنها الخبيث الذي يدعي عن غير اقتناع أن الخضوع للشريعة الإسلامية واجب على كل المجتمعات، ويضم هذا التيار عددا من المثقفين لا يستهان به.

وقال الروائي الفلسطيني إميل حبيبي: صدام حسين يتهم الخميني، والخميني يتهم صدام حسين.. فما عساني أقول؟

وقال المفكر المغربي محمد أركون: هي بالدرجة الأولى، الأجواء الدولية، التي عجز الإسلام عن الإحاطة بها، وهذا منذ القرن السابق. وإذا تعمقنا، يمكننا القول إن العدو الرئيسي هو عجز المجتمعات الإسلامية عن السيطرة على التحرك الأعمى، داخليا كان أم خارجيا، الذي يتحكم بمجرى تاريخنا وهذا ترجمة حالية للآية القرآنية القائلة: "إن الله لا يغير ما يقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"!

هذه نماذج من الإجابات، التي مضى عليها ما يقرب من 35 عاما، ولكنها صالحة لهذه اللحظة أيضا. وعيد سعيد!

إعلان

إعلان

إعلان