لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عصر الرجال..

محمد حسن الألفي

عصر الرجال..

محمد حسن الألفي
09:12 م الأربعاء 03 أكتوبر 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لكل عصر رجاله، رجال يصعدون بالوطن إلى قمم الجبال، ورجال يسقطون بالوطن إلى قيعان الزمان.... الإخوان نموذجا!

وبعد ساعات تتجدد أيام المجد العظيمة التي شهدتها الأمة في السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣. تلك أيام ينبغي فيها استدعاء الوهج القومي والمكر الاستراتيجي، وتوحد الشعور العام على عقدة جوهرية وهي أن البلد في مصيبة اسمها الاحتلال الإسرائيلي، ولا بد من دحره، وطرده.

قبل أسبوعين من ذكرى الحرب التي كانت انتصارا ليس فقط للمصريين، بل أيضا للعرب، جنى ثماره العرب أكثر منا، عرضت إسرائيل عبر شركة نتفلكس فيلم (الملاك: الجاسوس الذي أنقذ إسرائيل)، لكى تضعف شعورنا الوطني الفخور بالأداء الفائق المبهر لجهاز المخابرات العامة المصرية.

وكنا قد عرضنا للفيلم بالنقد والتحليل في هذا المكان، وأشرنا إلى أن الفيلم وثيقة إسرائيلية دامغة على نجاح خطة الخداع الاستراتيجي التي وضعتها القيادة العامة للقوات المسلحة ومعها المخابرات العامة بالطبع والقيادة السياسية التي كانت في أوج دهائها، ملتزمة بصبر أيوب !

ورغم الفيلم وتفاهته وضعف حججه، وشحوب السيناريو، والأخطاء المعلوماتية الفادحة، فإن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية المعروف عادة بالكذب والمراوغة كثعلب عريق من ثعالب الليكود، هو من أطلق بنفسه رصاصة الرحمة على أي مجال للفخر، داخل إسرائيل أو خارجها، في الفيلم السطحي الساذج، أو في غيره من الوسائط السينمائية أو التليفزيونية أو عبر مواقع التواصل.

أطلق نتنياهو تغريدات كانت بمثابة قذيفة صاروخية مركزة على مواقع الاعتقاد الثابتة في الذهنية الإسرائيلية.

قال بنيامين صادقا، ربما لأول مرة فيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي :

" قبل ٤٥ عاما أخطأت الاستخبارات العسكرية حين فسرت بشكل خاطئ النوايا المصرية والسورية لشن حرب علينا. حين اتضح صحة تلك النوايا ارتكب النسق السياسي خطأ كبيرا ولم يسمح آنذاك بضربة استباقية. لن نرتكب هذا الخطأ مرة أخرى أبدا. لقد فقدنا آلاف الضحايا في هذه الحرب". هذه في الحقيقة المرة الأولى بعد أكثر من ٤٥ عامًا على حرب أكتوبر التي يعترف فيها مسؤول على هذا القدر من الأهمية والمكانة بأن إسرائيل فشلت وخسرت !

العقلية المصرية التي خططت ودربت ويسرت الإمكانيات، رغم محدوديتها، ونفذت العمليات وفق الخطط وببسالة لا وصف لها، هي ذاتها العقلية التي أنقذت الوطن في الثلاثين من يونيو. إنها المدرسة الوطنية للجيش المصري. عرفت مصر أول جيش نظامي في تاريخ البشرية ٤٢٠٠ قبل الميلاد، وهذا الجيش هو الذي وحد الوجهين وأسس الدولة وصان عرضها وشرفها في كل المعارك والحروب. كان الجيش المصري في عهد محمد علي جيشا تخشاه الأستانة والخليفة العثماني وتتحسب له أوروبا، وهو الجيش الذي صنع الإمبراطورية المصرية في الشام والحجاز حتى منابع النيل.

هذه أيام تتعطر فيها سماء الوطن بروائح الدم الطاهر الزكي، والعرق الشريف، وأغاني النصر الملهمة المبهجة الباعثة علي الفخار والاعتزاز. هذه أيام من عقود مرت، تتواصل مع أيام من أطهر وأعز أيام العزة... يوم الانتصار الشعبي بقيادة جيش الشعب علي تتار العصر.. الإخوان والعملاء.

تحية واجبة وفريضة وطنية لدماء الشهداء، ولكل من ضحي بروحه وبأجزاء من جسده، ليبقى الوطن كلا متكاملا واحدًا بلا ذرة رمل تنقصه.

حرب أكتوبر وثورة يونيو لهما أب شرعي واحد: البيت المصري.. الذي ينجب فخر الرجال... أبناء القوات المسلحة.

إعلان

إعلان

إعلان