لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

دليل لاكتشاف الشائعات والأخبار المزيفة

دليل لاكتشاف الشائعات والأخبار المزيفة

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:00 م الإثنين 08 أكتوبر 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

أصبحت كيفية اكتشاف الشائعات والأخبار المزيفة أو الكاذبة قضية تشغل تفكير صناع السياسة على مستوى العالم، وغدا التعبير الأكثر استخدامًا للتعبير عن تزايد انتشار تلك الأخبار خلال المرحلة الحالية هو أننا نعيش في عالم "ما بعد الحقيقة" . وبالتبعية أصبحت الشائعات والأخبار الكاذبة تدرج ضمن التهديدات الأمنية الناشئة التي يتعرض لها الأمن القومي للدول خلال الفترة الحالية. حيث ينتج عن انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة اهتزاز ثقة الناس في الحكومة وإضعاف التماسك المجتمعي وإحداث نوع من التغيير في التوجهات السياسية السائدة في المجتمع على نحو يهز الاستقرار السياسي.

وقد تكون نقطة البداية في التخطيط لأي جهود لمواجهة الشائعات والأخبار الكاذبة هو التعلم من التاريخ، والذي يفيد بأن هذا النوع من الأخبار يجد طريقه للانتشار بصورة أسرع من أي أخبار وقصص أخرى بسبب الحبكة الجيدة للقصص التي تتضمنها تلك الأخبار. ومن يقوم بنشر هذا النوع من الأخبار هم الناس أنفسهم باستخدام أدوات مختلفة، واليوم أصبح أهم هذه الأدوات وأقلها تكلفة وأوسعها انتشارا وقدرة على التأثير هى مواقع التواصل الاجتماعي.

ولدول العالم في استفادتها من هذا الدرس التاريخي مشارب، فهناك دول تعمل على تطوير أساليب وبرامج تمكنها من التحكم في منصات التواصل الاجتماعي وخلق حراس بوابات فيها يقومون بفلترة ما ينشر من خلالها من شائعات وأخبار مزيفة، وبذلك يميزون بين الأخبار المزيفة والشائعات "الجيدة" وتلك "السيئة".

وهناك طائفة أخرى من الدول تعمل على توعية المواطنين بكيفية اكتشاف أن الأخبار التي يتعرضون لها أو يقومون بنقلها هى أخبار كاذبة أو شائعات، أي أن هذه الدول تركز على الناس الذين هم الناقل الحقيقي لتلك الأخبار بدلا من الاهتمام بالأدوات كما في حالة الفئة الأولى من الدول.

ومن الجهود التي بذلت في هذا السياق، الدليل المصور الذي صدر مؤخرًا عن الاتحاد العالمي للعاملين في المكتبات (إيفلا)، والخاص بكيفية التحقق من صحة الأخبار والتعرف على ما إذا كانت مزيفة. وهو يتضمن ثماني خطوات رئيسية بسيطة في محتواها هى: التعرف أكثر على تاريخ المصدر الذي ينشر الخبر أو القصة، وقراءة القصة بالكامل بدلا من الانجذاب للعناوين، والبحث عن ناشر الخبر ومعرفة تاريخه، والتأكد من صحة المراجع والأسماء المدرجة في الخبر وهل هى مزيفة أم حقيقية، والتأكد من تاريخ أول نشر للخبر أو القصة، وهل الخبر أو القصة مجتزأة من بعض الكتابات الساخرة؟، والتأكد من أنك لست منحازا في اتباعك الخطوات السبع السابقة، وأخيرا اسأل الخبراء للتأكد أكثر من صحة الخبر أو القصة.

وبدعم من عدد من الدول، ترجم الاتحاد هذا الدليل إلى 40 لغة في العالم بما فيها اللغة العربية، ويدعو الاتحاد المكتبات العضو فيه إلى تشجيع طلبة المدارس والجامعات والعاملين في مختلف المؤسسات ومرتادي المكتبات العامة والخاصة على اتباع الخطوات الموجودة في ذلك الدليل.

إعلان

إعلان

إعلان