- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
تشرفت بتلقي دعوة كريمة لحضور الدورة الثانية لمنتدى شباب العالم والذي عُقِدت فعالياته بمدينة شرم الشيخ في الفترة من ٣-٦ نوڤمبر الحالي، ولا أستطيع أن أعبر لكم عن مدى سعادتي بالتواجد في هذا المنتدى العالمي الرائع بمعنى الكلمة، والذي ملأني فخراً من مدى ضخامة هذا الحدث وروعة تنظيمه وأهمية موضوعاته وكفاءة الشباب القائمين على تنظيمه !!
والحقيقة المحزنة أن أغلب وسائل الإعلام المصرية وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي دأبت على تسليط الضوء فقط على مساوئ الشباب المصري هذه الأيام، وينقلون إلى الناس صورة عامة مُضلِّلة ومحزنة عن هؤلاء الشباب توصمه كله بالتكاسل والسطحية والجهل، وقلما تجدهم يبرزون إنجازاً مضيئاً لأحد هؤلاء الشباب الذين هم حقيقة أمل مصر في مستقبل مشرق بإذن الله. ولكنني بعدما رأيت بنفسي هذا العدد الضخم من الشباب المشرِّف المتنور الذين كانوا منتشرين في كل الفنادق التي استضافت الآلاف ممن حضروا المنتدى، وفي كل أنحاء قاعة المؤتمرات الرائعة بشرم الشيخ والتي عُقِدت فيها كل جلسات وحفلات المنتدى، بزيهم الموحد الأنيق ومظهرهم اللائق المشرف، وابتسامتهم المشرقة وطلاقة ألسنتهم بكل اللغات الأجنبية وهم يتعاملون مع ضيوف المؤتمر الذين وفدوا من أكثر من مائة وستين دولة من كل قارات العالم وهم يتحدثون معهم بلغات شتى، ازددت يقيناً أن مصر ولّادة بحق وأن مستقبلها في أمان في أيدي أمثال هؤلاء الشباب الواعد، الذين يحتاجون فقط إلى التدريب والتوجيه والتمكين لكي يحققوا معجزات لبلدنا الحبيبة بإذن الله. وكم كنت أشعر بالفخر كلما مر بجانبي بعض من الأشقاء العرب تحديداً وسمعتهم عرضاً وهم يتحدثون سوياً مبدين انبهارهم بالمنتدى، ويؤكدون استحالة تنظيمه بهذا الحجم وهذه الكفاءة في أي بلد عربي آخر، وقد تكرر ذلك أكثر من مرة.
كانت البداية قبل انطلاق المنتدى بعدة أشهر عندما أُطلقت الدعوة من أرض الكنانة لكل شباب العالم ليسجلوا بياناتهم في الموقع الإلكتروني الخاص بالمنتدى حتى يتم اختيار البعض منهم للمشاركة به، وكانت المفاجأة أن يبلغ عدد من سجلوا بياناتهم في هذا الموقع أكثر من مائة وخمسين ألف شاب وفتاة من كل بلاد العالم، وفي النهاية تمت دعوة خمسة آلاف منهم للحضور والمشاركة بحيث يغطون كافة الأعراق والثقافات والمراحل العمرية الشبابية، كما تضمن هذا العدد بعضاً من الخبراء والمتخصصين وأهل الفكر والرأي من بلاد عديدة. كما تمت دعوة عدد كبير آخر من الشباب والمتخصصين والإعلاميين المصريين للمشاركة والمعايشة أثناء المنتدى.
واتسم المؤتمر عامة بروح وديناميكية الشباب، وتنوع وحداثة وأهمية مواضيع الندوات والمناقشات، ورقي وأناقة الأعمال الفنية التي قُدِّمت فيه. والحقيقة فإن اختيار مدينة شرم الشيخ المشهورة عالمياً لإقامة المنتدى في هذا التوقيت تحديداً كان أمراً موفقاً للغاية، فالجو هناك كان مشمساً ورائعاً ومنظر البحر كان أكثر من ساحر. وكذلك لتواجد قاعة المؤتمرات الضخمة الرائعة هناك بما تحتويه من مسرح ضخم وقاعات عديدة فاخرة التأثيث وتجهيزات صوتية عالية الكفاءة والنقاء.
ولقد أضفى تواجد السيد الرئيس والسيدة قرينته طوال أيام المنتدى وحرصهم على حضور عدة جلسات وندوات وحفلات بصورة يومية، وتفاعلهم وتحاورهم مع الشباب بصورة مباشرة إحساساً واضحاً بأهمية هذا الحدث وزيادة في الالتزام والانضباط من كافة القائمين على تنظيمه. ولعله من الصعوبة بمكان نقل صورة كاملة عن كل ما دار بالمنتدى داخل وخارج قاعة المؤتمرات بشرم الشيخ يوماً بيوم، إلا أنني سوف أحاول جاهداً إلقاء الضوء على أهم أحداثه باختصار فيما يلي:
* الجمعة ٢ نوڤمبر (قبل الافتتاح الرسمي للمنتدى بيوم) [Soft Opening]:
تم افتتاح "مسرح شباب العالم" والذي عقدت فيه جلستا الافتتاح والختام فيما بعد، وأُقيمت فيه عروض فنية متعددة طوال أيام المنتدى. وقد حضر السيد الرئيس والسيدة قرينته هذا الحفل، والذي اشتمل على عدة أعمال فنية متنوعة جميلة شملت أغلب أنواع الفنون، من عزف موسيقي وغناء ورقص إيقاعي ورسم وعرض كوميدي وعرض مسرحي، وسأحكي لكم الآن عن بعض هذه الأعمال الفنية الجميلة:
- أبدع رسام إنجليزي شاب في الرسم بفرشتين في يديه في آن واحد وهو يرقص على أنغام الموسيقى السريعة، وكان يرسم بطريقة عشوائية فلم يستطع أحد من المشاهدين معرفة موضوع اللوحة في البداية. ثم فوجئنا جميعاً عندما شارف على الانتهاء من الرسم أنها تُصوِّر فخر مصر والعرب "محمد صلاح" وهو يرتدي القميص الأحمر المعروف لفريقه الشهير ليڤربول، وعندها تحولت الأغنية إلى نشيد (مو صلاح) الشهير والذي تشجع به الجماهير الإنجليزية نجمنا اللامع !!
- وكذلك أثار إعجابنا ودهشتنا جميعاً مغني وراقص إيقاعي بالنقر بالقدمين (tap dancer)، وهو شاب أمريكي لديه ساق صناعية عِوَضاً عن ساقه الأصلية المقطوعة، وكان يغني ويرقص وينقر الأرض بقدميه -السليمة والصناعية معاً- بكل خفة وسرعة وابتسامة جميلة تملأ وجهه، فأثار تصفيق الحضور ودموعهم في نفس الوقت من التأثر. وعلمنا فيما بعد عندما شارك في الندوات أنه كان فريسة لمرض السرطان اللعين في ساقه ورئتيه لسنوات عديدة، وأنه تعرض لعدة عمليات جراحية انتهت باستئصال ساقه وخضع للعلاج الكيميائي بأضراره الجانبية المعروفة لسنوات. ولكنه خرج من كل هذه المعارك الشرسة منتصراً واحترف ممارسة هواية الرقص الإيقاعي بالنقر التي يعشقها منذ الصغر، ولم نره متحدثاً على المنصات أو متجولاً في طرقات قاعة المؤتمرات إلا وابتسامة مشرقة تملأ وجهه، وكأنه يشع بالتفاؤل والطاقة الإيجابية !!
- وكان مسك الختام مسرحية "الزائر" من تأليف وإخراج صانع النجوم المخرج المسرحي الشهير "خالد جلال" رئيس مركز الإبداع الفني، والذي تمكن من دمج حوالي عشرين شاباً وفتاة موهوبين من جنسيات مختلفة في هذا العرض الشيق، والذي يدعو إلى التمسك بالقيم والتقاليد وعدم فقدان الهوية في ظل التقدم التكنولوچي الحالي الرهيب.
* السبت ٣ نوڤمبر (حفل الافتتاح الرسمي للمنتدى):
قام السيد الرئيس والسيدة قرينته بحضور حفل الافتتاح والذي حضره أيضاً الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" (أبو مازن)، وفي حضور عدد من الوزراء والشخصيات العامة والسياسية، وأصحاب الفكر والرأي من مصر ومن مختلف دول العالم. وقد اشتمل الحفل -بجانب خطاب الترحيب من السيد الرئيس- على عدة فقرات لعل أهمها ما يلي:
- استمتعنا بالأغنية الجميلة متعددة اللغات "من كل مكان" جميلة الكلمات (لأمير طعيمة) واللحن (لعمرو مصطفى)، والتي تدعو إلى إذابة الفوارق بين شباب العالم من كل الجنسيات وتشجعهم على التعاون وتحقيق أحلامهم وألا يضعوا سقفاً لطموحاتهم. وقد قام بغنائها عدة فنانين وفنانات شبان من جنسيات مختلفة عربية وأجنبية تميزوا جميعاً بجمال الصوت والتناغم بينهم، وشاركت بالغناء فيها النجمة المصرية الشابة "كارمن سليمان" والفائزة من قبل بلقب (نجمة العرب) في برنامج (Arab Idol) في موسمه الأول.
- تم عرض الفيلم الوثائقي الرائع "نقطة تلاقي" بطولة النجمة الشابة "ريم مصطفى" وتأليف "شريف الألفي" وإخراج المبدع "مروان حامد"، والذي يتكلم عن جذور الحضارة المصرية العريقة وعناصر الشخصية المصرية متعددة الثقافات والأصول. وقد تضمن الفيلم لقطات رائعة من سيوة والنوبة وسيناء ولقاءات مع بعض من أهالي هذه المناطق الفريدة واستمتعنا بلهجاتهم الجميلة وموسيقاهم المختلفة، وأثار الفيلم عاصفة من التصفيق بعد انتهاء عرضه دلالة على انبهار كل الحضور بمستواه المتميز.
- ألقى الدكتور "هاني ميلاد حنا" محاضرة عن كتاب "الأعمدة السبعة للشخصية المصرية" لوالده المفكر السياسي الراحل الدكتور "ميلاد حنا" والذي كان هو محور فعاليات المنتدى، حيث يهدف هذا الكتاب القيِّم إلى التأكيد على وحدة النسيج المجتمعي المصري رغم تباينه واختلاف جذوره والتي تعتمد على سبعة أعمدة أو انتماءات مختلفة وهي (الفرعوني - الإغريقي/الروماني - القبطي - الإسلامي - العربي - الأفريقي - المتوسطي). وذلك هو ما أهل المصريين لأن يكونوا على مر العصور مركزاً للتواصل أو (نقطة تلاقي) بين مجتمعات عديدة ذات طباع مختلفة.
- أقيم في المساء حفل عشاء لضيوف المنتدى في قلب الجبل، وتم خلاله افتتاح النُصُب التذكاري "قلب العالم" على أنغام الموسيقى الرائعة التي ألفها الموسيقار المصري الشاب "هشام خرما"، والذي حرص فيها على المزج بين أنماط مختلفة من الموسيقى من عدة بلاد. وهذا النصب التذكاري عبارة عن تماثيل مختلفة يمثل كل منها القلب البشري بما يحمله من حب ورحمة وتعاطف مع ضحايا الحروب والإرهاب والكوارث الكبيعية، قام بنحتها اثنان وسبعون نحاتاً من دول مختلفة كل حسب وجهة نظره الفنية ثم تم شحنها إلى شرم الشيخ لتوضع في النصب التذكاري، حيث تم وضعها في صناديق زجاجية منفصلة بجوار بعضها البعض في تنسيق رائع، يعبر عن أن مفاهيم الإنسانية والحب والرحمة واحدة مهما اختلفت الجنسيات والأعراق والألوان.
* الأحد والإثنين ٥،٤ نوڤمبر:
تضمن هذان اليومان عدداً كبيراً من الندوات والجلسات وورش العمل والتي تم توزيعها على القاعات العديدة الموجودة بمركز المؤتمرات بشرم الشيخ، والتي غطت ثلاثة محاور أساسية للمنتدى وهي (السلام - التطوير - الإبداع). وبالطبع لا يمكنني أن أنقل تفاصيل كل هذه الجلسات -والتي حضر بعضاً منها السيد الرئيس والسيدة قرينته- ولكنني سأحاول أيضاً فيما يلي تلخيص ما تم طرحه في أهم هذه الجلسات:
- أفريقيا كما نريدها / نموذج محاكاة القمة العربية-الأفريقية:
كان من الجميل واللافت للنظر التواجد الواضح للشباب الأفريقي أو الغربي من ذوي الأصول الأفريقية، والاهتمام بمناقشة سبل الارتقاء بالقارة السمراء وتعزيز التعاون بين الدول العربية -ومصر خاصة- وبينها، لاستعادة المكانة والقوة الناعمة لمصر والتي تقلصت في البلاد الأفريقية المجاورة إلى حد ما في فترات سابقة.
- إعادة بناء المجتمعات والدول في فترات ما بعد النزاعات الطويلة:
وهو موضوع من الأهمية بمكان في منطقتنا الجغرافية على وجه الخصوص بسبب كثرة حدوث ذلك في العديد من الدول العربية والأفريقية القريبة من مصر بكل أسف، وما كان لذلك من أثر سلبي على دول المنطقة بالكامل، وما فيه أيضاً من فرص واعدة لإعادة التعمير والتمكين في تلك الدول مستقبلاً.
- العالم الافتراضي والرقمي (الديچيتال) وكيف يتحكم في حياتنا الحقيقية / فرص العمل في عصر الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) / الرياضات والألعاب الإلكترونية / وسائل التواصل الاجتماعي .. وهل تنقذ أم تستعبد مستخدميها:
وهي جلسات نقاش حظيت بإقبال شديد من الشباب بكل تأكيد لكونها تمس وتراً محبباً إليهم جميعاً. وقد انبهر الحضور جميعاً من حيوية هذه النقاشات وما طُرِح فيها من أمور فاقت في حداثتها وتطورها الحدود التي كنا نتخيلها. ومما أسعدنا كمصريين أننا علمنا لأول مرة أن هناك فريقاً مصرياً بالكامل يحمل اسم "أنوبيس" (Anubis) الإله الفرعوني سوف يمثل مصر في بطولة كأس العالم للألعاب الإلكترونية القادمة والتي يبلغ مجموع جوائزها مليون ونصف دولار أمريكي، وأنه يُعد أول فريق مصري وعربي يصل لهذا المستوى العالمي المقدم !!
- الأمن المائي في ظل التغيرات المناخية الحالية:
وهو موضوع بالغ الأهمية لجميع دول العالم مع قلة هطول الأمطار وانتشار الجفاف والتصحر في كل قارات العالم، ولمصر تحديداً بعدما تم دق أجراس الخطر من دخولها مرحلة الفقر المائي. وتضمنت النقاشات أحدث الوسائل لترشيد استهلاك المياه العذبة وتقليل الفاقد منها ومنع تلويثها، والوسائل الحديثة لتحلية مياه البحر والاستفادة القصوى من مياه الأمطار.
- دور القوة الناعمة في مكافحة التطرف والإرهاب / دور الفنون والسينما في تشكيل المجتمعات:
وبالطبع فإن هذا الموضوع على جانب كبير من الخطورة والأهمية، لأن هذه الطرق اللينة غير المباشرة أجدى وأكثر فعالية بكثير في نزع فتيل التطرف والإرهاب من عقول الشباب المُغرر بهم عن الصدامات المباشرة العنيفة معهم، والتي لن تزيدهم إلا تشبثاً بآرائهم المسممة.
- كيف نبني قادة المستقبل؟
حيث أنه يجب التركيز على زرع سمات ومهارات القيادة بجميع مستوياتها في الأجيال الجديدة منذ الصغر عن طريق تعديل المناهج الدراسية وطرق التدريس، وإشراكهم بصورة متكررة في دورات تدريبية وورش عمل متدرجة، وتدريبهم على عملية اتخاذ القرار بناءً على المعطيات السليمة. فذلك أفضل كثيراً مستقبلاً ليكون لدينا قادة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والفنية وخلافه، بدلاً من انتظار بروز البعض منهم باجتهاده الفردي وسماته الشخصية ثم نجدهم يتقلدون مناصب القيادة وهم لا تزال لديهم نواقص لازمة لتقلد هذه المناصب، وقد يتخذون بعض القرارات الخاطئة والتي قد يكون لها تأثير سلبي خطير.
- تمكين الأشخاص من ذوي الإعاقات .. نحو عالم أكثر تكاملاً:
ففضلاً عن البعد الإنساني لذلك، فإنه من الأفضل للجميع إدماج ذوي الإعاقات المختلفة في سوق العمل حتى يكونوا أداة للإنتاج بدلاً من اعتبارهم عبئاً على الأسوياء بغير ذنب اقترفوه. وعموماً فإن قوانين العمل في مصر قد نصت مؤخراً على وجوب تعيين نسبة ٥٪ من ذوي الإعاقات المختلفة نسبة إلى عدد الموظفين في الشركات الجديدة، وذلك أمر حضاري وإنساني بمعنى الكلمة.
- التعاون الأورو-متوسطي كشراكة استراتيچية:
وذلك أمر هام لكل دول هذه المنطقة حتى تكون العلاقات بينهم قائمة على التكامل والمكاسب المشتركة والمصالح المتبادلة بقدر من التنسيق والتخطيط بعيد المدى. وكذلك فلا بد من اتخاذ الإجراءات التي تضمن توفير فرص العمل الكريمة في بلاد جنوب البحر المتوسط بتمويل وإشراف من الدول الأغنى والواقعة في شماله، وذلك للحد من الهجرة غير الشرعية إليها.
- تضييق الفجوة بين الجنسين في سوق العمل:
فلا يصح ونحن في القرن الواحد والعشرين أن يُنظر إلى المرأة نظرة دونية أو يُظَن أن دورها هو دور مساند فقط للرجل في الصفوف الخلفية، ولكن لابد من اعتبارها شريكة كاملة في بناء الدول والمجتمعات. وقد أثبتت المرأة عامة جدارتها بتقلد أرفع المناصب وممارسة أعقد وأشق الأعمال بكفاءة لا تقل عن الرجال. لذا فقد تمت التوصية على وضع قوانين تمنع المحاباة للرجال عن المرأة في التوظيف، وتضمن لها حقوقاً متساوية وعدالة تامة عند البحث عن العمل.
* الثلاثاء ٦ نوڤمبر (حفل ختام المنتدى):
وحضره السيد الرئيس والسيدة قرينته وبحضور الرئيس السوداني "عمر البشير"، وسط أجواء احتفالية مبهجة من الشباب المشارك في المنتدى، وشهد إعلان (توصيات المنتدى) والتي جاءت كالتالي:
١- إعلان مدينة أسوان المصرية عاصمة للشباب الأفريقي للعام ٢٠١٩، على أن يتم خلال هذا العام انطلاق ملتقى الشباب العربي-الأفريقي بها لبحث أبرز القضايا والتحديات التي تواجه الشباب بالقارة السمراء والمنطقة العربية.
٢- إقرار الدولة المصرية إعلان شرم الشيخ للتكامل العربي-الأفريقي الناتج عن نموذج محاكاة القمة العربية-الأفريقية، واعتماده كوثيقة رسمية تتقدم بها مصر من خلال وزارة الخارجية لدى جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الأفريقي.
٣- تكليف (الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب) بوضع آليات تنفيذية لتدريب الشباب العربي والأفريقي في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتدريب الشباب الأفريقي على القيادة.
٤- تبنى الدولة المصرية بكافة مؤسساتها لإقرار مبدأ أن الحفاظ على الحياة ومكافحة الإرهاب وآثاره المباشرة والجانبية حق أساسي من حقوق الإنسان، وتشكيل مجموعة عمل مشتركة من الشباب المشاركين في المنتدى من كل دول العالم ومؤسسات الدولة المصرية لتقديم الدعم المادي والمعنوي لضحايا الإرهاب في العالم.
٥- تشكيل مجموعة بحثية متخصصة تحت إشراف إدارة المنتدى لدراسة الإيجابيات والسلبيات الناجمة عن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي، على أن تضع هذه المجموعة تصوراً شاملاً وآليات تنفيذية لتعظيم الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي وتقليل التأثير السلبي لها.
٦- قيام أجهزة الدولة المصرية بالتنسيق مع إدارة المنتدى في تنفيذ حملة دعائية على كافة المستويات السياسية والإعلامية إقليميًا ودوليا لتوعية الرأي العام والشباب بخطورة قضية الأمن المائي ووضعها على أچندة المجتمع الدولي.
٧- إطلاق مبادرة دولية لتدريب عشرة آلاف شاب مصري وأفريقي كمطوري ألعاب وتطبيقات إلكترونية خلال السنوات الثلاث المقبلة، بالإضافة إلى دعم إنشاء مائة شركة متخصصة في هذه المجالات في مصر وأفريقيا.
٨- توجيه كافة أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية للعمل على إنشاء مركز إقليمي لريادة الأعمال بمصر، لتقديم كافة سبل الدعم اللازمة للشركات الناشئة في مصر ودول المنطقة.
٩- تشكيل لجنة لإدارة النُصُب التذكاري لإحياء الإنسانية بمدينة شرم الشيخ والذي أُطلِق عليه "قلب العالم"، يكون من ضمن أعضائها النحاتون المشاركون في إقامته، على أن يتحول هذا النصب إلى مؤسسة دولية تهدف إلى الحفاظ على مبادئ الإنسانية وتقديم الدعم لضحايا العنف والإرهاب.
١٠- تكليف مجلس الوزراء بتشكيل لجنة تشمل وزارتي التضامن الاجتماعي والخارجية وكذلك الأجهزة المعنية بالدولة، تكون مهمتها إعداد تصور شامل لتعديل القانون المنظم لعمل الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني داخل مصر من خلال الاطلاع على التجارب الدولية المشابهة، وإجراء حوار مجتمعي شامل يشارك فيه مجموعة شبابية متنوعة تمهيدًا لعرضه على البرلمان.
وقبل الختام فسوف أنقل لحضراتكم انطباعي الشخصي عن إيجابيات وسلبيات المنتدى بكل حيادية، وسوف أبدأ بالسلبيات لأنها ضئيلة فعلاً ولكن يجب الانتباه لتلافيها في الدورات المستقبلية لهذا المنتدى، والذي أصبح علامة ثابتة على الأچندات العالمية لما حققه من نجاح باهر في دورتيه الأوليين. وتمثلت السلبيات في غياب الترجمة أحياناً عن الشاشات في حفلي الافتتاح والختام سواء باللغة العربية عندما يتحدث الغربيون، أو باللغات الأجنبية عندما يتحدث العرب، خاصة وأن أجهزة الترجمة الفورية لا يمكن أن تكفي هؤلاء الآلاف من الحضور. وكذلك اقتصار الترجمة من اللغة العربية على الترجمة باللغة الإنجليزية فقط، مع أن اللغة الفرنسية لا تقل عنها شيوعاً في القارة الأفريقية بالذات. ولكن الأهم هو غياب الترجمة بالإشارات للصُم، خاصة وأن المنتدى كان يدعو إلى تكامل ذوي الإعاقات مع مجتمعاتهم، لذا نرجو تدارك ذلك في النسخ القادمة من المنتدى.
أما عن الإيجابيات فحدث ولا حرج، وعلى الرغم من الضجة التي أثارها البعض عن جدوى إقامة هذا المنتدى الآن في ظل تكاليفه الباهظة والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلد، فلابد من توضيح عدة أمور في غاية الأهمية لكل الناس حتى يتفهموا الحقائق التالية والتي قد تكون غائبة عنهم:
١- خزانة الدولة والهيئات الحكومية لم تتحمل كثيراً من تكاليف المنتدى، وإنما تحملتها طواعية جهات خاصة راعية مثل الفنادق التي استضافت المشاركين في المؤتمر، وشركات الليموزين التي وفرت الباصات والسيارات لنقلهم، وباقي التكاليف تحملها عدد كبير من كبار رجال الأعمال المصريين الوطنيين بما لا يشكل عبئاً ثقيلاً على اقتصاديات أعمالهم. وقد قاموا بذلك بكل ترحاب من أجل مصر التي أعطتهم الكثير والكثير من قبل، ولأنهم يعلمون مدى أهمية إقامة ذلك المنتدى لمصر كما سيأتي تفصيله لاحقاً.
٢- لا يمكن تطبيق معايير المكسب والخسارة الاقتصادية فقط على مثل هذه المشاريع القومية وكأننا نطبقها على ميزانيات شركات خاصة، حيث أن مكاسب مثل هذه المحافل الدولية ليست كلها مالية، وإنما هناك مكاسب عديدة سياسية وترويجية وأمنية ودعائية وداخلية سوف يكون لها عوائد مستقبلية إيجابية هائلة على البلاد والمواطنين بإذن الله بما لا يقدر بمال.
٣- وحتى في حالة الشركات الكبرى المتعثرة فإنها لابد لها من الإنفاق -حتى ولو بالاقتراض- على الدعاية لمنتجاتها ومحاولة تحسين هذه المنتجات والبحث عن طرق جديدة مناسبة لتسويقها لتتلاءم مع احتياجات السوق المحلي والعالمي حتى تتمكن من تجاوز عثرتها والنهوض من جديد بزيادة حصتهم في السوق (market share)، ولا يمكن أن يُعد ذلك من قبيل الإسراف أو السفه بكل تأكيد.
ولعل بعض الإيجابيات الهامة لهذا المنتدى تبدو واضحة جلية في هذه النقاط التالية:
١- إعداد كوادر هائلة من الشباب المصري المتنوِّر القادر على تحمُّل مسئولية التنظيم والإشراف على حدث دولي ضخم كهذا بكفاءة تامة، مما يعطي لنا الثقة في قدرتهم على النجاح في أي أعمال ضخمة تُسند إليهم مستقبلاً على مستوى الدولة أو كبرى الشركات العامة أو الخاصة، أو المشاركة في تنظيم أي حدث عالمي أو إقليمي ضخم آخر يُعقد في مصر، حتى ولو كان كأس العالم لإحدى اللعبات الجماهيرية. ولكم أن تتخيلوا كم التمويل الذي كان مطلوباً لإيفاد هذه الأعداد الكبيرة من الشباب للخارج للحصول على فرصة للاحتكاك بجنسيات مختلفة كهذه حتى يكتسبوا خبرات مساوية لتلك التي اكتسبوها من إقامة هذا المنتدى بمصر.
٢- المصالحة بين الدولة وشبابها، والذين كان قطاع كبير منهم يشكو من التهميش وقلة التمكين وندرة الفرص لإظهار تميزهم، والاعتماد الكلي على كبار السن في كل المهام الكبرى. فلابد أن كل هؤلاء الشباب الذين شاركوا في المنتدى هم وأقرانهم ممن لم يتواجدوا معهم سوف تتغير نظرتهم للدولة بل ولأنفسهم من حيث الشعور بأهميتهم وقدرتهم على الإنجاز. ولا شك في أن قربهم من سيادة الرئيس والسيدة قرينته طوال أيام المنتدى والاحتكاك المباشر معهما والتقاط الصور الجماعية معهما بكل حرية سوف يكون له مردود إيجابي إضافي عليهم. وعلى الجانب الآخر فقد تحسنت صورة الشباب كثيراً في نظر الدولة والمواطنين الأكبر سناً كذلك لمّا رأوهم وقد أثبتوا كفاءتهم وجديتهم فيما أُسند إليهم من مهام متعددة.
٣- استعادة قدر لا يستهان به من القوة الناعمة لمصر على المستوى الأفريقي والعربي بعد تقلصها على مدار عشرات السنوات، واستعادة الدور الريادي والحضاري لمصر في أعين الغرب بما أظهره هذا المنتدى من اهتمام الدولة حتى أكبر رؤوسها بالقضايا المعاصرة الهامة كقضايا البيئة واللاجئين وذوي الاحتياجات الخاصة والأمن المائي والتقدم الإلكتروني والتكنولوچي والفنون الحديثة والمساواة بين الجنسين، وكذلك تمكين الشباب فيها والاعتماد عليهم بلا حواجز ولا خوف. ولا شك فإن الجهات التي قامت باختيار محاور وموضوعات النقاشات في المنتدى وكذلك المتحدثين في ندواته قد أحسنوا الاختيار إلى حد كبير.
٤- الدعاية السياحية الهائلة لمدينة شرم الشيخ الساحرة وبحرها الفيروزي الرائع ولمصر عامة عبر ملايين الصور (بلا مبالغة) والتي كان ينقلها آلاف الشباب بصورة يومية مكثفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة إلى كافة أرجاء الكرة الأرضية، كما كانت تُنقل يومياً عبر وسائل الإعلام العديدة إلى كل دول العالم أيضاً. وهذا الأمر لابد وأنه سوف ينعكس بالإيجاب على أعداد السياح الوافدين إلى شرم الشيخ مستقبلاً، فتحقق الفنادق وشركات الليموزين أرباحاً تعوضهم عما تحمَّلوه بل وتزيد عنه بمشيئة الله.
٥- نقل رسالة واضحة للعالم بأسره بأن سيناء الحبيبة آمنة وأن الحالة الأمنية فيها ليست بهذا السوء الذي تتبارى بعض القنوات الإخبارية والشبكات الإعلامية الخارجية العميلة أو الكارهة في تضخيمه بغير وجه حق. فقد رأوا جميعاً هذه الآلاف من ضيوف المنتدى وهم يتنقلون بكل حرية في كل مكان وبلا كمائن أمنية ظاهرة بشكل مبالغ فيه، بل ورأوا أيضاً سيادة الرئيس بشخصه وهو يتنقل بالدراجة ويشارك في الماراثون مع الشباب بكل أريحية.
٦- اختيار الشباب من كل البلاد بصفة خاصة لنقل هذه الصور والرسائل الضمنية الإيجابية للعالم بأسره أمر رائع لما هو معروف عنهم من كثرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في توثيق كل تحركاتهم عن طريق نشر الصور والڤيديوهات من خلالها (وبالأخص عبر سناب تشات وإنستجرام وفيسبوك وخلافه). ولعل كفاءتهم وسرعتهم في نشر هذه الصور عبر أرجاء الكرة الأرضية كلها تفوق قدرة الإعلاميين ووسائل الإعلام التقليدية بأضعاف مضاعفة.
وختاماً فلا بد من تكرار تحية الشكر والتقدير لكل القائمين على نجاح هذا المنتدى الرائع، وعلى رؤوسهم هؤلاء الشباب الواعد الذين لولاهم لما نجح المنتدى بهذا المستوى الباهر. حفظ الله مصر وحفظ قياداتها وشعبها وأنار لهم سبل الخير للبلد وللمواطنين أجمعين.
إعلان