- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
تعتبر السياحة العلاجية من أهم أنواع السياحة وأولاها بالتطبيق والاهتمام في مصر، وهي تنقسم إلى قسمين رئيسيين:
١- السياحة العلاجية: وتعتمد على استخدام المصحات المتخصصة أو المراكز الطبية أو المستشفيات الحديثة التي تتوفر فيها تجهيزات طبية وكوادر بشرية تمتاز بالكفاءة العالية، بحيث تتميز كفاءة وسعراً عن تلك الموجودة في الكثير من دول العالم الأخرى، فتجتذب مواطني هذه الدول لتلقي العلاج فيها. وبالنسبة لمصر بالتحديد فهناك الكثير من التخصصات الطبية ذات السمعة الممتازة دولياً من حيث كفاءة القائمين عليها وجودة الخدمات المقدمة وكذلك أماكن تقديمها والأسعار التنافسية الملائمة لها مثل: جراحات التخسيس- جراحات التجميل- علاج الأسنان- علاج العيون- علاج الأمراض الجلدية وغيرها.
٢- السياحة الاستشفائية: وتعتمد على توفر بعض العناصر الطبيعية الصحية المفيدة في علاج بعض الأمراض مثل: ينابيع المياه المعدنية والكبريتية - نقاء الجو وجفافه - التعرض لأشعة الشمس المشرقة - الدفن في الرمال الساخنة وما إلى ذلك بغرض الاستشفاء من بعض الأمراض الجلدية والروماتيزمية وأمراض العظام وغيرها.
ويُطلق مصطلح "السياحة العلاجية" على كل من النوعين السابقين، غير أننا سنركز في حديثنا اليوم على السياحة الاستشفائية وحدها لعدم الإطالة.
وتتميز مصر بوجود بعض المدن والتي تتمتع بكل المقومات المتكاملة اللازمة للسياحة الاستشفائية مثل المياه المعدنية والكبريتية، والجو الخالي من الرطوبة المرتفعة، وما تحتويه تربتها من رمال وطمي صالح لعلاج العديد من الأمراض، وتعدد شواطئها ومياه بحارها بما لها من خواص طبيعية مميزة. وتنتشر في مصر العيون الكبريتية والمعدنية التي تمتاز بتركيبها الكيميائي الفريد، والذي يفوق في تركيبه أشهر العيون الكبريتية والمعدنية في العالم. علاوة على توافر الطمي الكبريتي في برك هذه العيون بما له من خواص علاجية تساعد على شفاء العديد من أمراض العظام وأمراض الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والأمراض الجلدية وغيرها، كما ثبتت أيضاً جدوى الاستشفاء لمرضى الروماتيزم المفصلي عن طريق الدفن في الرمال الساخنة. وقد أكدت الأبحاث أيضاً أن مياه البحر الأحمر على وجه الخصوص بمحتواها الكيميائي تساعد على الاستشفاء من مرض الصدفية وبعض الأمراض الجلدية الأخرى.
وقد عُرِفت على مر الزمان الأهمية الطبية والعلاجية للعديد من المواقع في أرجاء مصر مثل حلوان وسيوة وسيناء وسفاجا، ولو أولت الدولة اهتمامها لهذه الأماكن فقامت على رعايتها والاهتمام بها كما تستحق لصارت من أرقى أماكن الاستشفاء العالمية، ولساهمت في جلب السائحين وبالتالي زيادة موارد الدولة من العملة الصعبة، ولتبوأت مصر موقعاً متميزاً على خريطة السياحة العلاجية عالمياً، ولأصبحت مقصداً لراغبي الاستشفاء من جميع أنحاء العالم. وعندها سيتوافد عليها السائحون للاستمتاع بالمناخ الصحي والعلاج الطبي الطبيعي تحت رعاية الأطباء المتخصصين في جميع الفروع الطبية والمستشفيات الحديثة التي يجب أن يتوافر بها أحدث الأجهزة العالمية، مع تواجد أخصائيين في التمرين والعلاج الطبيعي على أعلى مستوى من الكفاءة. وذلك بالطبع إلى جانب تقديم برامج سياحية متنوعة لهؤلاء الزائرين وأُسرهم لزيارة الأماكن السياحية الفريدة في شتى ربوع مصر.
وتنتشر في مصر المئات من العيون والآبار الطبيعية ذات المياه المعدنية والكبريتية، وهي تتباين في العمق والسعة ودرجة الحرارة بين 30 إلى 73 درجة مئوية. وقد أثبتت التحاليل المعملية احتواء الكثير من هذه الينابيع الطبيعية على أعلى نسب من عنصر الكبريت الهام علاجياً مقارنة بالآبار المنتشرة في شتى أنحاء العالم، كما تحتوي هذه المياه الطبيعية على عدة أملاح معدنية وبعض المعادن ذات الأهمية العلاجية مثل كربونات الصوديوم ونسب متفاوتة من بعض العناصر الفلزية مثل الماغنيسيوم والحديد، كما أظهرت القياسات المعملية ملاءمة نسبة الملوحة في هذه الموارد المائية الطبيعية للأغراض الاستشفائية.
ولم تكن رمال مصر أقل ثراءً من مياهها، فقد أظهرت الدراسات احتواء الكثبان الرملية بالصحاري المصرية على نسب مأمونة وعظيمة الفائدة من العناصر المشعة غير الضارة، وقد أدى العلاج بطمر الجسم أو الموضع المتألم منه في الرمال لفترات مدروسة ومحددة، إلى نتائج غير مسبوقة في عدة أمراض روماتيزمية مثل: مرض الروماتويد، والآلام الناجمة عن أمراض العمود الفقري، وغير ذلك من اسباب الألم الحاد والمزمن، مما يحار في مداواته الطب الحديث.
ومن أهم تلك المدن والمناطق في مصر ذات الأهمية في السياحة العلاجية الاستشفائية: حلوان- الواحات البحرية- سيوة- الخارجة- الداخلة- الفرافرة- أسوان- الغردقة- سفاجا- سيناء. وسوف نلقي الضوء فيما يلي بقدر المستطاع على مميزات كل من هذه الأماكن بإيجاز.
١- حلوان:
تقع ضاحية حلوان على بعد 30 كم من قلب القاهرة، وهي تتميز بجوها الجاف ونسبة رطوبة لا تتجاوز 58% بالإضافة إلى عدة عيون طبيعية معدنية وكبريتية لا مثيل لها في العالم من حيث درجة النقاء والفائدة العلاجية. ويرجع تاريخ العلاج بمياه حلوان إلى عهد الخديوي إسماعيل، وبعدها تم تجديد الحمامات عام 1955م حيث تم تأسيس "مركز حلوان الكبريتي للروماتيزم والطب الطبيعي" (والمشهور باسم الكابرتاچ) على طراز إسلامي عربي أنيق، وهو يحتوي على حجرات للعلاج بالمياه الكبريتية واستراحات وشاليهات لإقامة المرضى، وجميعها محاطة بحدائق جميلة.
ويمكن علاج العديد من الأمراض بمركز حلوان ومنها: التهابات المفاصل- الروماتويد- التهاب الأعصاب والآلام الناجمة عنه- وَهَن الأطراف وتيبُّس المفاصل- الأمراض العصبية والنفسية- النقرس المزمن (داء الملوك)- أمراض الجهاز التنفسي (مثل التهاب الجيوب الأنفية المزمن والتهاب الشعب الهوائية والربو الشعبي المزمن)- الأمراض الجلدية مثل (الجرب والإكزيما وحب الشباب والصدفية).
ولكن وللأسف الشديد فإن مدينة حلوان تتعرض منذ عقود لدرجات عالية من التلوث بسبب كثرة إنشاء المصانع الضخمة عالية الانبعاثات الملوثة فيها بشكل عشوائي غير مدروس -حتى وإن تم بواسطة بعض الحكومات المتعاقبة السابقة- مثل مصانع أسمنت طرة وأسمنت حلوان والقومية للأسمنت، ومصانع الحديد والصلب ومصنع حلوان للأسمدة وغيرها، حتى أصبحت المدينة من أعلى بؤر التلوث في مصر بكل أسف. وكانت النتيجة الحتمية لذلك إحجام الناس عن الذهاب للتداوي هناك والذي من أول شروط أماكنه النقاء البيئي، وتحول المركز الكبريتي إلى أطلال خربة رغم قيمته العالية وإمكانياته الفريدة بكل أسف.
وحتى يتم علاج هذا التلوث البيئي للاستفادة الفعلية من حلوان في مجال الاستشفاء العلاجي -والأهم للحفاظ على صحة المواطنين في حلوان- فلا بد من أن تسارع الدولة إلى اتخاذ إجراءات جادة نحو تعديل الحد الأقصى للانبعاثات من كل هذه المصانع إلي أن تصل إلي مرحلة مثل المسموح بها في دول الاتحاد الأوروبي، وتعديل أجهزة التحكم في الفلاتر لزيادة كفاءتها، بل وربما كان عليهم دراسة الجدوى الاقتصادية والبيئية لنقل بعض هذه المصانع على مراحل إلى مناطق أخرى غير ملائمة للاستخدامات الأخرى ذات الجدوى الاقتصادية للدولة.
٢- الواحات البحرية:
وتقع على بعد 365 كم من مدينة الجيزة، وتحتوي المنطقة على مقومات للسياحة التاريخية والأثرية، وكذلك السياحة العلاجية والاستشفاء البيئي.
ومن أهم المعالم الأثرية بالواحات البحرية مقابر الأسرة الفرعونية السادسة والعشرين، وجبانة الطيور المقدسة، وبقايا قوس النصر الروماني، وأطلال معبد إيزيس. كما تحتوي على مقبرة وادي المومياوات الذهبية والتي تلقى الضوء على فترة بالغة الأهمية من تاريخ مصر في بداية العصر الروماني، حيث تم اكتشاف عدد هائل من المومياوات الذهبية هناك يبلغ العشرة آلاف، وقد كان صاحب هذا الكشف العظيم عالم المصريات الأشهر الدكتور زاهي حواس.
ويوجد أيضاً بالواحات البحرية نحو أربعمائة عيناً للمياه المعدنية والكبريتية الدافئة والباردة والتي أثبتت البحوث التي أجرتها الجامعات المصرية والمراكز القومية للبحوث والمراكز العلمية الأجنبية، قيمتها العلاجية لمرضى الروماتيزم والروماتويد والأمراض الجلدية، مما يؤهلها لأن تصبح من أهم المنتجعات العلاجية في العالم لتميزها بالمناخ الجاف المعتدل والشمس الساطعة طوال العام.
وتوجد أيضاً العديد من المزارات السياحية الأخرى في الواحات البحرية، مثل الصحراء السوداء والصحراء البيضاء وجبل الكريستال وغيرها من المعالم المبهرة. وتوجد هناك العديد من الفنادق الجيدة ذات المستويات المختلفة من حيث الفخامة والأسعار، والتي تناسب كافة المستويات.
والواحات البحرية معروفة لدى سائحي أوروبا الذين يقصدونها للاستشفاء وخاصة في منطقة عيون "بئر حلفا" ذات المياه الدافئة والتي تبلغ درجة حرارتها 45 درجة مئوية، ومنطقة عيون القصعة (30 – 40 درجة مئوية)، ومناطق الآبار الرومانية التاريخية و"بئر البشمو" الشهيرة والتي تستمد ماءها من مصدرين أحدهما بارد والآخر ساخن ينتهيان إلى مجرى صخري عميق واحد.
٣- سيوة:
تقع سيوة نحو الغرب من مرسى مطروح بحوالي 300 كم بالقرب من الحدود المصرية الليبية، وهي تحتل موقع الصدارة بين الأماكن المثلى للسياحة العلاجية والاستشفاء الطبيعي في مصر، حيث إنها تتميز بالهدوء الشاعري الساحر ونقاء الجو وصفاء السماء واعتدال درجة الحرارة.
ومن أهم معالمها "جبل الدكرور" والذي يقيم الأهالي عليه احتفالاً سنوياً في شهر أكتوبر من كل عام بعد موسم حصاد التمر يستغرق ثلاثة أيام، ويشارك فيه جميع الأهالي ويحضره السائحون.
وقد اكتسب الجبل عند الأهالي منذ قديم الأزل أهمية علاجية في الأمراض الروماتيزمية وآلام المفاصل والشعور العام بالضعف والوهن. ويقوم على العلاج شيوخ متخصصون في طمر الجسم بالرمال (العلاج بالدفن) لفترات تتراوح بين ربع الساعة ونصف الساعة يومياً على امتداد أسبوعين خلال ساعات محددة من النهار. وقد ذاع صيت هذا النوع من العلاج البيئي حتى صار جبل الدكرور مقصداً مشهوراً للسياحة العلاجية يتردد عليه المصريون والسائحون العرب والأجانب على حد سواء في فصلي الربيع والخريف تحديداً.
وتنتشر أيضاً في واحة سيوة عيون المياه المعدنية التي تستخدم للعلاج من عدة أمراض مثل الصدفية وأمراض الجهاز الهضمي والأمراض الروماتيزمية. وأشهر هذه العيون وأهمها جميعاً "بئر كيغار" والتي تبلغ درجة حرارة مائها 67 درجة مئوية، وبتحليل مياه هذه البئر وجد أنها تحتوي على عدة عناصر معدنية وكبريتية تماثل العيون المعدنية بمنطقة كارلو ڤيڤاري التشيكية الشهيرة والتي يقصدها السائحون من شتى أنحاء العالم منتجعًا للعلاج الاستشفائي.
كما يوجد هناك أيضاً "حمام كليوباترا" الذي كانت تسبح فيه الملكة المصرية البطلمية الشهيرة قديماً، وأطلال "قصر شالي" و"معبد آمون" (والذي يسمى أيضاً معبد الوحي أو معبد التنبؤات). وهو من أهم المعالم الأثرية التي شيدت خلال عصر الأسرة السادسة والعشرين في القرن السادس ق.م. فوق هضبة أغورمي والتي ترتفع حوالي 30 متراً من سطح الأرض، والذي زاره الإسكندر الأكبر بعد فتحه لمصر مباشرة في عام 331 ق.م. وله قصة شهيرة معه، حيث اصطحبه الكاهن الأكبر هناك إلى قدس الأقداس ـ وهو حجرة مظلمة لا يدخلها إلا الكاهن الأكبر والملك ـ ولم يسمح لأي من أتباعه بمرافقته. وحين خرج الإسكندر من المعبد بدا عليه الارتياح ولكنه رفض الإفصاح عما حدث بالداخل، وكان كل ما قاله لأصدقائه: "سمعت ما يحبه قلبي". وعقب لقاء الإسكندر مع الكاهن الأكبر تم تتويجه فرعون لمصر وإعلانه ابناً للإله آمون، كبير الآلهة المصرية وقتها مثل كل الفراعنة ممن سبقوه.
ويمكن للزائرين هناك أيضاً القيام برحلة سفاري مثيرة في "بحر الرمال العظيم". ولا يجب أن ننسى أيضاً أن واحة سيوة تمتلئ ببساتين الزيتون والنخيل المشهورة، فتبدو وسط الصحراء وكأنها قطعة من الجنة.
٤- الخارجة:
وهي عاصمة محافظة الوادي الجديد كبرى محافظات مصر، حتى أنها تشغل نحو 37.6% من المساحة الكلية لمصر. ويتجسد تاريخ مصر عبر كل العصور في الوادي الجديد، فتنتشر به آثار عديدة من العصور الفرعونية والبطلمية والرومانية والقبطية والإسلامية.
وينعم الوادي الجديد بمناخ رائع على مدار العام يتميز بالجفاف والخلو من الرطوبة، والشمس الساطعة والجو بالغ النقاء والذي لا تشوبه شائبة من ملوثات الجو كما هو الحال في المدن والأماكن المزدحمة بالسكان. كما تنتشر في المنطقة الرمال الناعمة الجميلة والأعشاب والنباتات الطبية التي تستخرج منها العقاقير والزيوت النباتية والعطرية.
ومن أهم معالم السياحة العلاجية هناك "آبار بولاق" والتي تبعد عن مدينة الخارجة بنحو 28 كم إلى الجنوب. وهي آبار عميقة متدفقة ذاتياً تنبع من عمق يبلغ 1 كم، وتبلغ درجة حرارتها 28 درجة مئوية، وتحيط بها مساحات من الخضرة الرائعة. وقد أثبتت التحاليل المعملية احتواء مياهها على عدة عناصر معدنية ذات فوائد علاجية، وتنتشر بالقرب منها الكثبان الرملية الناعمة التي يمكن استخدامها للعلاج بالطمر في الرمال (العلاج بالدفن) لعلاج أمراض المفاصل مثل الروماتويد والتهابات المفاصل وآلام العمود الفقري.
كما توجد هناك أيضاً مجموعة "آبار ناصر" والتي تقع على بعد 18 كم جنوب الخارجة، وهي ثلاث آبار مختلفة الأعماق تتجمع مياهها في حمام للسباحة تبلغ درجة حرارة مائه 28 درجة مئوية على مدار العام. ويستخدم هذا المسبح لعلاج الأمراض الروماتيزمية والآلام المزمنة والأمراض الجلدية وحصوات الكلى المصحوبة بالمغص الكلوي واضطرابات الجهاز الهضمي.
٥- الداخلة:
وهي تتبع أيضاً محافظة الوادي الجديد وتعتبر العاصمة الثانية له بعد الخارجة، ومثلها فهي تحتوي على عدة أماكن للعلاج الطبيعي والاستشفاء. ولعل من أهمها "آبار موط" وهي مجموعة آبار ذاتية التدفق، تنبع من عمق حوالي كيلومتر وربع الكيلومتر. وتتميز هذه الآبار بمياهها الساخنة التي تبلغ درجة حرارتها 43 درجة مئوية. وطبقاً للتحليلات المعملية فإن مياه هذه الآبار تحتوي على العديد من العناصر المعدنية المفيدة علاجياً في حالات الروماتيزم والصدفية والآلام الجسمانية عامة.
كما توجد هناك بئر "عين الجبل" والتي تفجرت حديثاً نسبياً، وتبلغ درجة حرارة مياهها 54 درجة مئوية.
٦- الفرافرة:
وهي تتبع أيضاً محافظة الوادي الجديد وتتميز بجوها المشمس الدافئ وجبال الكريستال الرائعة والصحراء البيضاء الطباشيرية الشهيرة ذات الشهرة العالمية، والتي تحتوي على تكوينات حجرية بديعة صنعتها قدرة الخالق العظيم بواسطة الرياح تشبه التماثيل والأعمدة والمشروم.
كما يوجد هناك أيضاً بئر 6 العميق بمياهه ذات التدفق الذاتي وتبلغ درجة حرارة مائه 24 درجة مئوية على مدار العام.
٧- أسوان:
جوهرة الجنوب المصري وأبدع مشتى في العالم، ويوجد بها العديد من مواقع السياحة التاريخية والعلاجية الغنية عن التعريف. ولعل من أهم مناطق الاستشفاء هناك "جزيرة إلفنتين" والتي تستخدم فيها حمامات الطمر بالرمال للأغراض العلاجية (العلاج بالدفن) من شهر مارس إلى شهر أكتوبر من كل عام.
ويوجد هناك أيضاً منتجع "جزيرة إيزيس" والذي يقصده مرضى الروماتويد للعلاج ببرنامج خاص يجمع بين العلاج بالطمر في حمامات الرمال السمراء والتعرض للشمس وأشعتها فوق البنفسجية لمدة ثلاثة أسابيع متتالية. وينسب الأطباء هذا النجاح منقطع النظير للعلاج البيئي لمرض الروماتويد المدمر للمفاصل الصغيرة بالجسم في أسوان تحديداً إلى كثافة الأشعة فوق البنفسجية المنعكسة من الجبال المحيطة بجزيرة إيزيس ومن سطح النيل أثناء طمر الجسم بالرمال المشعة السمراء على سطح الجزيرة، هذا بالإضافة إلى نقاء جو أسوان وجفاف مناخها على مدار العام. كما أن انخفاض نسبة الرطوبة هناك يجعلها مكاناً مثالياُ لعلاج أمراض الجهاز التنفسي كالربو الشعبي وخلافه.
وما زال أهل النوبة هناك إلى الآن يؤمنون بطب الأعشاب الذي اهتمت به الدراسات الحديثة وأثبتت فاعليته في علاج الكثير من الأمراض، ولا تزال الكثير من النباتات الطبية التي وردت أسماؤها في المراجع العربية القديمة مثل "تذكرة داود الأنطاكي"، و"القانون في الطب لابن سينا" تستخدم في النوبة بنجاح للتداوي من عدة أمراض ومنها: حلف البر والدمسيسة لعلاج أمراض الكلى، وقشر الرمان المحمص والمطحون لعلاج الدوسنتاريا المعوية، والحرجل لعلاج الإمساك وعسر الهضم.
ويتخذ العلاج بالطمر بالرمال في النوبة مظهراً احتفالياً بهيجاً، إذ يتجمع أقارب المرضى وأهالي المنطقة الذين ينشدون الأغاني الفولكلورية النوبية المخصصة لهذه المناسبة حتى لا يتسرب الملل إلى نفس المريض فترتفع روحه المعنوية. وكذلك يستخدم الشيوخ النوبيون لبخة الطمي النيلي (الدميرة) لعلاج الصداع النصفي وآلام الأسنان والتمزق العضلي.
وقد أظهرت نتائج التحليل في معامل هيئة الطاقة النووية المصرية احتواء الرمال السطحية في منطقة أبوسمبل على عدة عناصر مفيدة مثل السيلت والكربونات، كما أظهرت البحوث أن النشاط الإشعاعي لهذه الرمال في الحدود الآمنة ذات الفائدة العلاجية.
٨- الغردقة:
وتقع على بعد 295 كم جنوب السويس، وثرواتها الطبيعية من مقومات العلاج البيئي جعلتها من أهم المزارات السياحية العلاجية في مصر. فالغردقة تجمع بين التداوي بالمياه البحرية وطينة الشعب المرجانية وأشعة الشمس والرمال الغنية بالعناصر المعدنية وطينة تراب المناجم، ويوجد بها العديد من الفنادق والمنتجعات السياحية متعددة المستويات.
ويوجد بالغردقة "مركز أنّا أصلان للعلاج الطبيعي" بالتعاون مع المركز الأصلي الروماني الشهير. وتعالج بالمركز حالات مرضية كثيرة منها: الوقاية من ضعف الأعضاء الناتج عن التقدم في السن- الاكتئاب والأرق- التهاب وتيبس المفاصل- الشلل الرعاش (مرض باركنسون)- أعراض سن اليأس في السيدات- انسداد وضيق الشرايين.
٩- سفاجا:
وهذه المدينة الفريدة تقع في محافظة البحر الأحمر جنوب مدينة الغردقة. وتتميز منطقة سفاجا بعدة عوامل تجعلها أنسب مكان في العالم لعلاج مرض الصدفية بالذات، وذلك لأنها محاطة بالجبال المرتفعة من جميع جوانبها، مما يجعلها حائط صد طبيعيًا ضد الرياح والعواصف الرملية، ولذلك يتميز جوها بالنقاء التام من الشوائب العالقة التي يمكن أن تشتت أشعة الشمس فوق البنفسجية والتي لها دور أساسي في علاج الصدفية. والشاطئ في تلك المنطقة على هيئة خليج تعكس صفحة مياهه الساكنة الأشعة فوق البنفسجية إلى سطح الأرض مثل المرآة العاكسة.
والمياه هناك عالية الملوحة بزيادة تبلغ 35% بالقياس إلى سائر البحار نظراً لكثافة الشعب المرجانية فيها، مما يرفع كثافة الماء هناك، ولذلك فإن من يسبح في هذه المنطقة يطفو بسهولة على سطح الماء، وينتج عن هذا الانخفاض في تأثير قوة الجاذبية الأرضية على الجسم تحسن ملموس في نشاط الدورة الدموية وزيادة في تدفق الدم إلى الأطراف والجلد، مما يكون له تأثير فعال في علاج الصدفية يضاف إلى تأثير الأشعة فوق البنفسجية الكثيفة في هذه المنطقة الفريدة في العالم.
وقد أثبتت التحاليل المعملية لرمال سفاجا أنها تحتوي على ثلاث مواد مشعة بنسب غير ضارة وهي (اليورانيوم– الثوريوم– البوتاسيوم) بنسبة 40% إضافة إلى احتوائها على أغلب العناصر الفلزية المعروفة، مع ارتفاع في كمية أملاح الذهب التي تستخدم في علاج مرض الروماتويد والالتهابات المفصلية المزمنة والحادة والتورم والارتشاح المفصلي والالتهابات الجلدية المصاحبة للروماتويد.
وبالإضافة إلى توفر الشمس الساطعة على منطقة سفاجا طوال العام وتواجد الرمال المفيدة فيها، فإن مياه سفاجا أيضاً تتميز بانخفاض نسبة عنصر البروم والذي يؤدي ارتفاع نسبته إلى إثارة حساسية الجلد.
وقد افتتح منذ سنوات في سفاجا "مركز ترمال كارلو ڤيڤاري الصحي الرياضي" بالتعاون مع مصحة ترمال بمدينة كارلو ڤيڤاري بجمهورية التشيك (وهي أحد أشهر مقاصد السياحة العلاجية في العالم).
١٠- سيناء:
وأخيراً وليس بآخر فإن أرض الفيروز سيناء الغالية يوجد بها الكثير من العيون المائية الحارة مثل "حمام فرعون" و"حمامات موسى" ذات الأهمية التاريخية، ولهذه الحمامات أهمية علاجية أيضاً بسبب احتوائها على مياه كبريتية. يضاف إلى ذلك كله المناخ المعتدل والموقع الفريد على شاطئ خليج السويس، وكذلك قدسية المنطقة وموقعها الخاص في قلوب معتنقي الديانات السماوية الثلاث على حد سواء.
ويقع "حمام فرعون" على خليج السويس، وهو عبارة عن مجموعة ينابيع للمياه الكبريتية الساخنة تبلغ درجة حرارتها 27 درجة مئوية، وهي تتدفق من جبل حمام فرعون على هيئة بركة بقوة 3000 متر مكعب في اليوم الواحد، وتمتد على الشاطئ بطول 100 متراً. وهي ملاصقة لمياه البحر، ويوجد أعلاها كهف صخري منحوت في الجبل يستخدم كحمام ساونا طبيعي نظراً لانبعاث الحرارة من المياه الكبريتية الساخنة من أسفل الكهف إلى أعلاه.
وبتحليل المياه هناك من حيث خواصها الكيميائية والبكتريولوجية والطبيعية ثبتت صلاحيتها وفعاليتها الممتازة في علاج الكثير من الأمراض وأهمها: الروماتويد- الروماتيزم بشتى أنواعه- أمراض الجهاز الهضمي- أمراض الكلى- حساسية الرئة- أمراض الكبد- الأمراض الجلدية- إصابات الملاعب- أغراض التجميل. ويبلغ تركيز الكبريت في هذه المياه معدلاً يعد من أعلى معدلاته في المياه المعدنية في العالم.
ويضاف إلى ذلك كله المناخ المعتدل على مدار العام والجو الجاف والمساحات الشاسعة من الرمال الدافئة التي يمكن استخدامها في العلاج الطبيعي والعلاج بالطمر.
إعلان