لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"من غير سياسة" وأهمية الحديث عن السياسة

"من غير سياسة" وأهمية الحديث عن السياسة

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:00 م الثلاثاء 17 أبريل 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

يوحي برنامج "من غير سياسة" للإعلامي أسامة كمال، الذي يذاع على قناة راديو هيتس، بأنه لن يتضمن في أي من حلقاته أو فقراته حديثا عن أي موضوع سياسي، باعتبار أنه من "غير سياسة".

ومن خلال متابعتي العديد من حلقات هذا البرنامج، شأني شأن كثيرين ممن يعلقون في زحمة الشوارع، وجدت أنه يتناول السياسة من منظور مختلف، حيث يبدو أنه يهتم بالسياسة التي تتناسب مع التيار العام السائد في المجتمع، وهو ما انعكس بصورة واضحة في كيفية تعامل البرنامج مع أحداث كثيرة مرت بها مصر منذ بدء بث البرنامج حتى اليوم، خاصة الأحداث الإرهابية.

وبصفة عامة، هناك انطباع سائد بأن الحديث عن السياسة أصبح شبهة، وأصبح مصدرا للمشاكل، وأصبحت النصيحة التي تقدمها الأم أو الأب لأبنائهما هي "متتكلموش في السياسة مع حد".

وقد تحدثت المخرجة ساندرا نشأت في حوارها مع الرئيس السيسي عن هذا الانطباع السائد بين الناس، حتى إن مقاطع الفيديو التي عرضتها على الرئيس والتي تضمنت أسئلة الناس في الشارع تضمنت رفض بعض الشباب الإجابة عن سؤالها لهم حول ما يرغبون في توجيهه من أسئلة للرئيس السيسي.

كان ما يميز فترة الرئاسة الأولى للرئيس السيسي هو شحذ همم المواطنين وتعبئة موارد الدولة للتصدي للإرهاب والتطرف ولتنشيط الاقتصاد الوطني، وقد تتطلب فترة الرئاسة الثانية إضافة أولوية ثالثة ترتبط بفتح قنوات للناس للتعبير عن آرائهم، خاصة أن معظم هذه الآراء تتعلق بالحكومة وبالأداء الوزاري خاصة الوزارات الخدمية، وهي مسألة ليست مرتبطة بالسياسة بمعناها الضيق، ولكن بمعناها الواسع.

والحديث عن فتح هذه القنوات للناس للتنفيس عن همومهم وضغوط الحياة مرتبط بحقيقة أن الكيانات السياسية المعنية بتجميع مطالب الناس والتعبير عنها (وهي الأحزاب السياسية) ضعيفة، حيث يوجد لدينا حوالي 106 أحزاب سياسية، يمر كل منها بأزمة خاصة به.

وقد كشف أداء هذه الأحزاب أثناء الانتخابات الرئاسية 2018 أن استمرار وضعها على ما هو عليه خلال الفترة المقبلة سيكون غير ذي نفع سياسي للدولة.

والقنوات التي من المهم أن يتم فتحها خلال الفترة المقبلة، قد تأخذ شكل البرامج التليفزيونية الجريئة القادرة على أن تعكس نبض الشارع كما هو، وتوفر متنفسا للناس التي تعاني من صعوبة الظروف المعيشية، ولنا في خبرة برنامج باسم يوسف طوال فترة حكم الإخوان ما يفيد بأن هذه البرامج من الممكن أن تكون متنفسا، وفي الوقت نفسه لا تخرج عن التيار العام السائد في المجتمع.

إعلان

إعلان

إعلان