- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
جاءت "فراخ" عمرو خالد بمثابة نفحة من نفحات رمضان! فهذا العطاء الكبير غير المتوقع أسقط صنمًا من أصنام القرن الـ20. ويخطئ من يعتقد أن عصر الأصنام قد انتهى، أو أن مخ الإنسان في القرون الحديثة وما وصل إليه من علم وقدرة على منطقة الأمور وفهمها دون وصاية أو ولاية يحول بينه وبين التعلق بالأصنام.
وقد ظهرت في حياتنا في التاريخ الحديث أصنام عدة، منا من اعتنقها ظنًا منه أنها طريقه إلى رضا السماء، ومنا من "هرش" ادعاءها وفهم مبتغاها فنبذها ورفض فكرها وقرر أن يحافظ على فكره حرًا مستقلاً، وعلى إرادته منعتقة غير قابلة للانقياد.
لكن الهجمة على الثقافية والفكرية على مصر منذ ثمانينيات القرن الماضي كانت شرسة. والمقاومة الداخلية كانت متخاذلة متهاونة. فالدولة تنازلت عن جانب من كيانها وسلمتنا لجماعات متأسلمة وأفكار متأزمة.
انعدام ثقة المصريين في أنفسهم، وإنهاكهم اقتصاديًا، وزغللة عيونهم وجيوبهم بثقافات أخرى، عوامل أدت إلى نبذهم حضارتهم وكراهيتهم لتفردهم في المنطقة. وقد ساعدهم في ذلك عدد من الشخصيات التي تم تنصيبها في مكانة الوسيط مع الله.
أحد أولئك هو «الداعية الإسلامي المعاصر والباحث الإصلاحي والمؤلف والحاصل على دكتوراه في الدراسات الإسلامية في الإسلام والتعايش» عمرو خالد (بحسب تعريفه نفسه على صفحته). وهو الداعية الذي لم يألُ جهدًا في النهنهة والسهوكة وضعضعة المشاعر بالدق على أوتار التدين المظهري والإيمان الشفهي وضمان الجنة عبر عداد يحسب الصدقات ويزن عدد مرات الاستغفار والحوقلة والبسملة الشفهية، ويقيس عدد الخطوات التي يخطوها الشخص إلى المسجد فيلف لفتين أو ثلاثا ليزيد رصيده وغيرها من مظاهر تحويل الدين إلى حساب بنكي منزوع الروح منزه عن السلوك والأخلاقيات، خاو من قيم مثل العمل والنظافة واحترام الفرد لغيره وتقدير الاختلاف.
نفحة رمضان التي تحمل سقوطا جديدًا مدويًا للأستاذ عمرو خالد هى سقوط لقناع غضافي من أقنعة التأسلم الذي ضرب مصر والمصريين في مقتل.
وما إعلانه عن "الفراخ" التي تأخذ بيد أخي المؤمن وأختي المؤمنة إلى الجنة إلا انكشاف لوجه رفضت الملايين أن تراه منذ ظهوره.
فعمرو خالد بالنسبة لفئة كبيرة من المثقفين والليبراليين «إخواني سابق» و«تاجر دين» و «مدعي فقه» و«مسؤول مسؤولية مباشرة عن التدين المظهري منزوع المحتوى الذي ضرب البلاد». وهو بالنسبة إلى «الإخوان» والمتعاطفين مع جماعات الإسلام السياسي «انقلب على الدين بدعمه للانقلاب على حكم الجماعة» و«قايض إيمانه بأرباحه السياسية والمالية من علاقته الطيبة مع نظام ما بعد 2013» و«يتلون بألوان الأنظمة من أجل مصالحه الشخصية».
أما القاعدة العريضة من المصريين التي لا تنتمي لهؤلاء أو أولئك فقد وقفت بلا حراك أمام معركة الفرخة الدائرة رحاها.
فالرجل يتحدث في الدين تحديثا سهلاً جميلاً، ونجح في تمييز المسلمين والمسلمات عن غير المسلمين والمسلمات عبر بحور الدموع والآهات والنهنهات، وهى أشياء نحبها حبًا جمًا سواء في فيلم هندي محبوك، أو مسلسل مصري مسبوك، أو حديث ملتحف بالدين يملأ الفراغ المعرفي والخواء الفكري والخراب التعليمي وضياع الهوية وغيرها من السمات التي سادت في مصرنا.
لكن مصرنا التي ضربها أدعياء الدين –الإخوان تارة والسلفيون تارة وأصنام تم تنصيبها باعتبارها في مرتبة القديسين تارات أخرى- في حاجة إلى ما هو أكثر من النفحة الرمضانية المتمثلة في سقوط الفراخ التي تأخذنا إلى الجنة.
فمن غير المعقول أن تسهم الدولة نفسها في تجذير هذه الأصنام في حياتنا. هل يعقل أن تتسلل صورهم مثلاً إلى واجهات رسمية وكأنهم من قادة الوطن أو علمائه؟ وهل يعقل أن يستمر هؤلاء وغيرهم في أداء أدوارهم المشبوهة نهارًا جهارًا؟ وإذا كانت أمارات مقاومة تحديث الخطاب الديني واضحة وضوح الشمس، فهل يعني ذلك أن سقوط فراخ عمرو خالد ستظل مجرد نفحة لا أكثر ولا أقل؟!
إعلان