- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بعد أكثر من أربعة عقود من التراجع والتردي العام في مصر، وفقدان الدور والمكانة، أصبحت الفلسفة المسيطرة على وعي الشعب المصري، الموجهة لأفعاله وسلوكه، هي "فلسفة كأن"، والتي تعني أنه لا شيء حقيقي أو صادق حولنا، وأن واقعنا وحياتنا يمتزج فيهما الحقيقي والمُتوهم؛ فكأننا نحيا، وكأننا نتعلم، وكأننا نعمل، وكأننا ننتج ونطور، وكأننا نُصلح الحال ونغير الواقع، وكأننا نقوم بكل شيء على أكمل وجه، رغم أننا في الحقيقة لا نفعل شيئاً، ونسير في المكان حيناً، ونرجع للخلف أحيانًا.
وفلسفة كأن المصرية ليست كالفلسفة المثالية التي ترى أن المثال وما ينبغي أن يكون، هو كل شيء، وتنطلق من افتراض وجود المثال، لكي تجعله بالفكر والعمل حقيقة وحياة تُعاش، يجني الناس ثمارها؛ ولكنها فلسفة واقعية لها جذور تاريخية، تُؤسس على اليأس من أن يتغير شيء حولنا، ولهذا فهي "تُؤسطر الواقع المتردي"، أي تُضفي عليه صفات أسطورية وتاريخية غير قابلة للتغيير، لتتجاهله بعد ذلك ولا تبالي به، وتخلق عالماً مُتوهماً، يصبح الأداء التمثيلي والإيهام المتبادل دستور الحياة فيه.
وهذا يعني أن "فلسفة كأن" المصرية، هي في وجهها الآخر، فلسفة في اللامبالاة وعدم الاكتراث، وهي حيلة مصرية أصيلة تهدف لوقاية النفس من الانهيار التام، والحفاظ على التوازن النفسي، والتعايش مع الواقع الذي يصعب تغييره.
لكنها وإن نجحت في أن تكون لصاحبها خشبة خلاص، تمكنه من الوصول لحالة التبلد التام، وفقدان الإحساس بالشأن العام، فإنها تؤدي بعد ذلك إلى تعميق حالة الانقسام والانهيار المجتمعي، ليصبح لسان حال كل إنسان ومجموعة طبقية أو مهنية في مصر، أنا ومن بعدي الطوفان.
ولهذا ينبغي اليوم على المخططين لإعادة بناء الدولة، وحماية ثوابتها وأمنها القومي، واستدراك وتصويب أخطاء العقود وأنظمة الحكم السابقة، أن يدركوا أن الارتقاء بالمجتمع المصري، وبناء الإنسان فيه، هو الدعامة الأساسية التي تُبنى عليها الدولة، وأن الإنسان الواعي بعقله النقدي، وعمله المخلص، وإحساسه بالعدالة والمسؤولية المجتمعية، ومشاركته الإيجابية، وثقته بمؤسسات الدولة وقياداتها، وتفاؤله بالمستقبل هو الضمانة الحقيقية لأمن مصر القومي.
وأن يأس واغتراب الإنسان المصري عن ذاته ووطنه، ولا مبالاته بما يحدث في واقعه ومجتمعه، وانشغاله بشؤونه ومصالحه الشخصية، وقهره بالضغوط الاقتصادية، وسلوكه في حياته وعمله تأسيساً على "فلسفة كأن التمثيلية" سوف ينتج عنها في المستقبل مخاطر اقتصادية واجتماعية ونفسية وثقافية لن تقل أهمية عن مخاطر الإرهاب.
ولهذا فإن مصر في حاجة لمشروع قومي يهدف لتحديث وإعادة بناء الشخصية والثقافة والهوية المصرية، وترميم ما تصدع في جهاز المناعة الحضاري للمصريين، وجعلهم أكثر فاعلية وإيجابية، وهو مشروع لا بد أن يسير بالتوازي مع المشروع الجاري تنفيذه لإعادة بناء اقتصاد ومؤسسات الدولة.
وبهذا المسار التنموي الثنائي يمكن أن نُغير وجه الحياة في مصر للأفضل، ونرتقي بالمجتمع والإنسان المصري، ونُعيد مصر إلى المصريين، ونُعيد المصريين إلى مصر، ونُعيد لمصر دورها وثقلها وريادتها في المنطقة والعالم.
إعلان