- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
يعتبر الحارث بن كلدة عند العرب أول من حمل لقب طبيب وقد ولد بالطائف في منتصف القرن السادس الميلادي وحقق من وراء تلك الصناعة ثروة كبيرة.. ويرى أن الداء المهلك في إدخال الطعام على الطعام، وينهى عن الدخول إلى الحمام شبعان، وينصح بعدم القيام بالليل عريانًا، ويرى أن القديد المالح من اللحوم مهلك ويقول بوجوب أكل الفواكه في إقبالها وأوانها.
هكذا يمضي بنا المستشرق الفرنسي لوسيان لوكلير Lucien Leclerc)) في كتابه "تاريخ الطب العربي" ويقدم الدكتور أسامة أحمد عبدالجليل مترجم الكتاب تعريفًا للكتاب باعتباره السفر النفيث والكتاب الجامع الذي ألفه المستشرق الفرنسي ونشره في باريس عام 1876، وأنه أوسع مصدر تحدث عن الطب العربي وأكبر مرجع لتراجم الأطباء العرب، ويعرفنا بالمؤلف المولود عام 1816 وكان طبيبًا عسكريًا وبدأ حياته جراحًا في الجيش الفرنسي في الجزائر.
لا تخلو لغة المستشرق من سرد روائي بلغة أدبية ناصعة وهو يؤرخ لبدايات الطب العربي "في شبه الجزيرة العربية التي تحيط بها الرمال والبحار كان يعيش تحت سقف الخيام قوم يشتغلون برعي الغنم والتجارة ويعشقون المغامرات والفصاحة والشعر قوم يتمتعون بالفطنة ويدركون الأمور بالحدس"، وأنهم بعد انتشار الإسلام في مختلف البلاد المحيطة بهم فقد شرعوا في اكتساب العلوم بكل حمية ودأب مثير للدهشة.
ويفسر الدكتور عبدالحميد مدكور أمين عام مجمع اللغة العربية ومراجع الكتاب مفسرًا هذا الاهتمام العربي المبكر بالعلوم بأن الطب كان من أوائل ما تمت ترجمته لأنه من العلوم ذات الفائدة المؤكدة والنفع المحقق وأن الانشغال به لا يصادم مقصدًا شرعيًا.
يأتي كتاب تاريخ الطب العربي في مجلدين كبيرين وهو جهد علمي مضيف ومثمر انتقاه الدكتور أنس عطية الفقي مدير مركز تحقيق التراث العربي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وأتاحه للترجمة إلى العربية للمرة الأولى منذ صدوره، ليمثل تعبيرًا مهمًا عن دور المراكز البحثية في التعريف بالدور العربي والمصري في مجال العلوم وما يشكله ذلك من إضافات في مجال التواصل بين الحضارات.
ويقدم الكتاب تأريخًا موثقًا للطب العربي منذ العصر الجاهلي وحتى العصور المتأخرة، كما لا يقف عند حدود التعريف بالأطباء وأدوارهم بل يمضي مؤرخًا للمؤسسات الطبية إذا جاز القول، وهى تراجم موثقة تتسم بالإنصاف وعدم إنكار الدور العربي.
وهناك لمحات مهمة وإشارات دالة في الجزء الثاني من الكتاب فيما يخص أطباء مصر حيث يأتي ذكر أبوعبدالله الألبيري وهنا يظهر الأصل التاريخي للربط بين الطب والعطارة حيث ينقل الكتاب عنه: ولا ينبغي للعطار أن يكون جمع المال همه.. ويجب أن يكون صاحب أدب جم مع المرضى.
ويضيف لوكلير أن دراسة الطب بمصر شهدت تقدمًا حتى صارت القاهرة في القرن الثاني عشر مشعلاً لبلاد الشرق وأنه قد تم العثور بمصر على أول بيمارستان في القرن العاشر الميلادي كما تواجد العديد من المشافي "البيمارستانات".
ويمضي بنا ليعرفنا بأن "المورستان" هو تحريف لكلمة بيمارستان التي تعني المشفى وأن المقريزي ذكر في كتاب المواعظ والاعتبار أن البيمارستان الأول في مصر يرجع بنائه إلى ابنة المعز لدين الله وأنه في بدايته كان مقصورًا على مرضى العقل ثم صار لكل المرضى ولكل مرض قاعة خاصة به وأطباء متخصصون، كما توجد قاعات للعازفين والقصاصين لتسلية مرضى الأرق والسهاد وأن كل مريض كان يمنح خمسة دنانير عند خروجه وبعد شفائه حتى لا يلجأ إلى عمل مرهق.
وقد أعاد السلطان قلاوون إعمار هذا البيمارستان في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي وألحق به مدرسة لتعليم الطب، ويقول إنه في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي أحصت الحملة الفرنسية على مصر وجود خمسين مريضًا بخلاف مرضى العقل في البيمارستان.
وأنه توافرت معلومات بوجود بيمارستان آخر في مدينة المحلة، فضلاً عن وجود بيمارستان آخر للنساء أسسه عبدالرحمن كتخدا، ويضيف ربما معبرا عن فكرة تخص حالة التراحم في مصر وتواصلها تاريخيًا أنه يوجد في مصر بيمارستانات صغيرة تعرف باسم التكية إلى جوار البيمارستانات الكبيرة.
أما أطرف ما يذكره لوكلير في تأريخه للطب والأطباء في مصر أنه "تدل كثرة الكحالين في مصر على كثرة الإصابة بأمراض العيون بها"، وكأنه يذكرنا ببدايات أخرى لوظيفة الكحل وسبب انتشاره في المحروسة تاريخيًا ثم كيف تتبدل الوظائف للأشياء عبر الزمن.
إعلان