لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هنيدي والهواري وعبدالله.. الأمل في إعادة إحياء "أبوالفنون"

احمد الجزار

هنيدي والهواري وعبدالله.. الأمل في إعادة إحياء "أبوالفنون"

أحمد الجزار
09:00 م الأحد 26 أغسطس 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

يمر المسرح المصري خلال السنوات الأخيرة بحالة انتكاسة انعكست بشكل كبير على هروب الجمهور، ليظل المسرح الذي كان أحد أبرز روافد الثقافة الفنية داخل غرفة الإنعاش، رغم المحاولات التي يقوم بها البيت الفني للمسرح والتي تمنحه بعض الأكسجين للحفاظ على بقائه، قبل أن تطلق عليه رصاصة الرحمة.

الحقيقة أن المسرح المصري انتهى منذ سنوات، وما يُقدم حالياً عبارة عن "حلاوة روح"، لأن المسرح الذي يُقدم حالياً لم يتطور منذ أكثر من خمسين عامًا. نفس القصص يُعاد تدويرها بنفس التقنيات الفنية سواء البصرية أو الصوتية التي انتهت ولم يعد لها وجود على الساحة العالمية.

الآن؛ مسرح برودواي الشهير بأمريكا يُكمل عامه الـ268 وسط نجاح منقطع النظير، يعرف القائمون عليه كيف يحققون المتعة لجمهورهم ليظل هذا المسرح العريق قِبلة الباحثين عن المتعة البصرية والفنية، ووفقًا لرابطة مسارح برودواي، فقد بلغ مجموع الحضور للموسم المسرحي 2016 - 2017 أكثر من 13.2 مليون شخص، في حين بلغ إجمالي الإيرادات 1.4 مليار دولار أمريكي.

لا أريد أن أقارن بين البرودواي والمسرح المصري، ولكن ما نقدمه الآن على مسارح الدولة يفتقد كافة معايير المسرح الحديث الذي أصبح الإبهار البصري والموسيقي والحركي جزءًا من أدواته، ليس فقط مجرد نص وممثل جيد ولكن هناك أليات أصبحت جزءًا لا يتجزأ من صناعة المسرح الحديث.

هذه المقدمة ما هى إلا شرح لحالة المسرح المصري الآن، ولكن هناك حالة تفاؤل انتابتني بعد قرار الثلاثي محمد هنيدي والمخرج مجدي الهواري والسيناريست أحمد عبدالله بتقديم عمل مسرحي خلال الفترة المقبلة تحت عنوان "صراع في الفيلا"، هذا التفاؤل نابع من قيمة وأهمية هذا الفريق الذي يحمل جزءًا كبيرًا من تطوير صناعة السينما المصرية، ونجحوا في إعادة إنعاشها بعد أن كانت تمر بمرحلة انتكاسة كبيرة على جميع المستويات، وتحمل هذا الجيل تطويرها على كافة المستويات، فالنجم محمد هنيدي كان بمثابة رأس السهم الذي انطلق خلفه جيل كبير يضم السقا وحلمي وسعد ومكي وغادة ومني وهاني رمزي.. إلخ، الذين حملوا على أكتافهم السينما المصرية خلال الـ 20 سنة الأخيرة، وساهموا بشكل كبير في تطوير أدوات السينما وتشجيع الجمهور على مشاهدة أنواع مختلفة من الأفلام.

أيضًا المخرج مجدي الهواري الذي عرفناه منتجًا قبل أن يكون مُخرجًا، فكان أكثر المتحمسين لضخّ دماء جديدة للسينما وراهن على عدد من المواهب التي لا يعرفها أحد بداية من فيلم "عبود على الحدود" أول بطولة لعلاء ولي الدين وكريم عبدالعزيز وأحمد حلمي، ثم فيلم "الناظر" لعلاء ولي الدين، كما أنه أخرج أول أفلام أحمد حلمي "55 إسعاف"، كما أن مجدي يُعد صاحب أول ستوديو جرافيك في الشرق الأوسط والذي وصلت تكلفته آنذاك 3 ملايين دولار، وقد نجح هذا الاستوديو في إحداث تأثير كبير في تنفيذ شكل الخدع السينمائية بالأفلام المصرية.

أما السيناريست أحمد عبدالله فهو مؤلف معظم أفلام هذا الجيل من "عبود" و"الناظر" و"غبى منه فيه" و"كركر" و"يا أنا يا خالتي" و"الفرح" و"كباريه" و"الليلة الكبيرة". أيضًا قدم للمسرح "ألابندا" و"حكيم عيون"، وغيرها من الأعمال التي لاقت نجاحًا جماهيرياً كبيرًا.

عودة الثلاثي إلى المسرح بعد سنوات طويلة لا يجب أن تمر مرور الكرام لأن هذا الثلاثي يحلم بحمل شعلة إحياء المسرح كما سبق وفعلوها في السينما، كما أن الجمهور لن يقبل منهم أن يعودوا بشكل تقليدي، كما أن تاريخهم سيكون بالتأكيد عبئاً على عاتقهم قبل اتخاذ هذه الخطوة، كما أن الجمهور سيظل مُنحازا للإبهار السينمائي لحين تحقيق عوامل الجذب لخشبة المسرح.

فهل سيفعلها الثلاثي؟

40058460_321954788361151_4782126929371201536_n

إعلان

إعلان

إعلان