لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

التجربة البيراميدزية.. ما لها وما عليها (1)

التجربة البيراميدزية.. ما لها وما عليها (1)

د. سامر يوسف
04:29 م الثلاثاء 18 سبتمبر 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

منذ عدة أشهر، استيقظ الوسط الرياضي والجماهير الكروية في مصر فجأة على زلزال عنيف: (بيع نادي الأسيوطي المستجد في الدوري المصري الممتاز إلى السيد تركي آل الشيخ، مستشار ولي العهد السعودي، رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، والذي يشغل عدة مناصب مهمة أخرى هناك).

وطبعاً لأن مفيش حاجة بتستخبى في مصر، عرفنا أن قيمة هذه الصفقة كانت خمسة ملايين دولار أخضر بالتمام والكمال (يعني حوالي تسعين مليون بلبل حزين)!

ولا شك أن انضمام نادي بيراميدز لكوكبة الأندية المصرية المشاركة في دوري كرة القدم هذا الموسم- كان له تأثير إيجابي، وحرك المياه الراكدة لسنوات، وكسر القوالب الثابتة في الوسط الرياضي.

فهو نادٍ مستقر جداً مادياً أكثر من أي نادٍ مصري آخر (بما فيها العملاقين الأهلي والزمالك)، ومستقر إدارياً بما اجتذبه مالكه الثري العربي من كوادر أهلاوية عالية الكفاءة (الكباتن الكبار حسام البدري وهادي خشبة وأحمد حسن)، ومن مديرين فنيين من المدرسة اللاتينية المتميزة.

والنادي مستقر فنياً أيضاً بما وفرته الأموال الطائلة لمالكه من انتقاء لاعبين محترفين مميزين جداً وخصوصاً من البرازيل (وعلى رأسهم كينو الرهيب وريبامار الخطير قبل رحيله المفاجئ لنادي الوحدة السعودي)، وكذلك من اللاعبين المصريين المتميزين والذين كانوا مطمعاً للأهلي والزمالك، واستعصوا عليهما لارتفاع أسعارهم (مثل مجدي أفشة ومحمد فاروق ومحمد حمدي).

وأيضاً ظهرت بسرعة قناة تليفزيونية حقيقية HD للنادي ضمت كفاءات لا خلاف عليها في تقديم البرامج (مثل الكابتن الكبير مدحت شلبي صاحب اللزمات الشهيرة والقدير المحترم خالد بيومي والشاب اللطيف الصاعد بسرعة الصاروخ إبراهيم فائق)، وكذلك في التحليل الفني للمباريات (مثل الكباتن ميدو وعلي ماهر ورضا عبدالعال وإبراهيم سعيد).

وفوق ذلك يتم باستمرار استضافة نجوم عالميين كبار معتزلين بحجم رونالدينيو وروبرتو كارلوس ومايكل أوين وچون تيري في الاستديوهات التحليلية لمباريات لا ترقى لمستوى يسمح لهؤلاء العمالقة بمشاهدتها ولو حتى بالصدفة حرصاً على سلامة عقولهم.. بس زي ما إحنا عارفين "القرش صياد"!

والشيء اللافت للنظر أن النادي الأهلي كان قبل ذلك هو الوحيد الذي له قناة تليفزيونية خاصة تمثله، وأن نادي الزمالك بكل ما له من جماهيرية وعراقة لم يستطع حتى الآن إنشاء قناة خاصة، رغم تكرار الحديث عن هذا المشروع، منذ سنوات عديدة. وكانوا يتحدثون مؤخراً على استحياء عن استئجار بعض الساعات يومياً في قناة أخرى ليبثوا عليها موادهم التليفزيونية. ولكن مؤخراً صرح المستشار مرتضى منصور، رئيس النادي، بأن مالك نادي بيراميدز وعده بإطلاق قناة الزمالك عما قريب، بل ظهر على شاشة قناة بيراميدز المنافس لناديه، وهو يرتدي شعارهم على صدره في سابقة هي الأولى من نوعها، أثارت جدلاً كبيراً واستياءً أكبر بين مشجعي النادي العريق (الزمالك)!

وقام النادي باستئجار ملعب الدفاع الجوي الممتاز حالة وموقعاً، ليكون ملعبه الخاص هذا الموسم. أما عن رواتب ومكافآت اللاعبين (حتى عند التعادل) فحدث عنها، ولا حرج، ولو سألت أغلب اللاعبين المصريين في الأندية الأخرى السؤال التقليدي: تحب تلعب في الأهلي ولا الزمالك؟ فلن يجيبك بالرد المتوقع (التمر حنة)، وإنما سيختار نادي بيراميدز على الأرجح علشان يؤمن مستقبله!

ولكن على الجانب الآخر، النادي لا يتمتع بأي جماهيرية بكل تأكيد، ومن المستحيل أن تجد من يقول باعتزاز: (أنا بيراميدزاوي وأفتخر)، أو يقول بحماس: (يا بيراميدز يا مدرسة)، بل ربما كان ظهور النادي بهذه السرعة ومعدلات إنفاقه الرهيبة عنصر استفزاز لجماهير الأندية الأخرى.

ولعل من حسن حظهم أن الدوري المصري أغلب الأندية المشاركة فيه الآن أندية شركات ومؤسسات غير جماهيرية أصلاً، فضلاً عن إقامة المباريات بأعداد محدودة جداً وغير مؤثرة من المشجعين. وذلك حرم بعض الأندية الشعبية العريقة من ميزة تنافسية عظيمة كانت تصب في صالحهم بكل تأكيد.

والنتيجة الإجمالية لكل هذا أن النادي يؤدي حتى الآن بشكل مرضٍ جداً، وينافس الأهلي والزمالك بقوة على صدارة الدوري. وكل المحللين يتوقعون أنه سوف يكون منافساً قوياً ومستديماً على إنهاء المسابقات في المربع الذهبي، بل من غير المستبعد أن يتوج ببعض بطولات الدوري والكأس أيضاً، إن لم يكن هذا الموسم ففي المواسم القليلة القادمة!

والحقيقة أن كل ما تم ذكره سابقاً بكل حياد وموضوعية هي إيجابيات محترمة بلا أدنى شك، أما عن سلبيات تلك التجربة، فلها حلقة أخرى قريباً بإذن الله.

إعلان

إعلان

إعلان