- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
اختراق جماعة الإخوان المسلمين وكافة التيارات السلفية والجماعات الإسلامية للمجتمع المصري في العقود الخمسة الأخيرة، وكثرة عدد المنتمين إليهم أو المتعاطفين معهم نتيجة غفلة أو تواطئ الأنظمة الحاكمة السابقة، وتدهور الأحوال في كل مجال- من أكبر الجرائم التي ارتكبت في حق المجتمع المصري وثقافته وهويته في القرن الماضي، والتي نجني ثمارها المرة اليوم متمثلة في غربة قطاع عريض من المصريين عن عصرهم فكريًا وثقافيًا، ومتمثلة أيضًا في التهديد لأمن واستقرار الوطن، عبر انتماء الشباب (مدفوعين برغبة مضللة لنصرة الدين) لجماعات خارجة على القانون، وتحمل السلاح في وجه الدولة.
الغريب أنهم أطلقوا في سبعينيات القرن الماضي على تلك الظاهرة في أدبياتهم اسم الصحوة الإسلامية، وكأن المسلمين في مصر كانوا نيامًا ومن أهل الكهف حتى جاء الإسلاميون، وأحدثوا هذا التغيير الذي أدى فقط - من وجهة نظري- إلى إفراط قطاع عريض من المصريين في الاهتمام بشكليات الدين، في حين تدهورت أحوالهم وسلوكياتهم في كل مجال.
والمفارقة المحزنة أن كل ما دعت إليه تيارات وحركات تلك الصحوة يناقض مفهوم الصحوة أو اليقظة، ويؤدي إلى تكريس التخلف، بمحاولة إيقاف عجلة الزمان، ودعوة المسلمين للهروب من عصرهم، والعودة للوراء ليعيشوا عصر السلف، ويعيدوا إنتاج وتفعيل فكر السلف، تحت قاعدة: "الأمر هكذا لأنه هكذا قيل". أو "لا تفكر؛ فالسلف الصالح قد فكروا لك".
وقد تعرض الراحل الدكتور فؤاد زكريا في كتابه "الصحوة الإسلامية في ميزان العقل"، الصادر عام 1989 لتلك المفارقة اللغوية والفكرية الكامنة في استخدام مصطلح "الصحوة الإسلامية" لوصف ظاهرة انتشار الجماعات الدينية في المجتمع المصري، وازدياد عدد المنضمين إليها، دون أن يصاحب ذلك ارتفاع في مستوى تفكير هذه الجماعات وموضوعات اهتمامها، وطريقة فهمها للإسلام وتطبيقها له في ظروف عالم شديد التغير.
وتعجب الدكتور فؤاد زكريا من أن ترفع تلك الحركات الإسلامية المعاصرة لواء الصحوة، مع أن دعوتها وأفكارها في حقيقتها رجعية شديدة التخلف، وتتأسس على إحياء أفكار وسلوكيات تعود إلى ما يزيد على ألف سنة ماضية.
كما تعجب أيضًا من اهتمامهم بالجوانب الشكلية من العقيدة المُتعلقة باستكمال الشروط الشعائرية للدين، والاستجابة لبعض الأوامر والنواهي، التي لا تمس في الأغلب الحياة العامة في المجتمع.
وقال الدكتور فؤاد زكريا: "إن الشعائر الدينية التي تقصد لذاتها، بوصفها أركانًا أساسية من أركان الدين لابد أن تترجم إلى أفعال تنعكس إيجابيًا على حياة الناس، وإلا فقدت فعاليتها، ولم تعد مقبولة، حتى من وجهة نظر الدين نفسه؛ فكم من أحاديث نبوية تؤكد على أهمية المعاملة بوصفها المظهر الأساسي للدين، وتندد بأولئك الذين يقومون، ويقعدون دون أن ينفعوا الناس بشيء!
وكم من أمثلة شعبية مصرية حافلة بالسخرية من أولئك الذين يؤدون فروض الدين، ويظهرون التدين، ولكنهم لا يُحسنون معاملة الناس، ويأمرونهم بما لا يفعلون".
لينتهي الدكتور فؤاد زكريا إلى الاستنتاج بأن تلك الصحوة التي يدعون إليها قد ازدهرت نتيجة الإحباط وخيبة الأمل اللذين ظهرا بكثرة في سبعينيات القرن الماضي، نتيجة فقدان العدالة الاجتماعية وضياع الرشد الاقتصادي، وضلال التوجه السياسي، وانهيار القيم الأخلاقية والفكرية، وأن دلالات تلك الصحوة الحقيقية هي دلالات سلبية؛ لأنها في جوهرها ودوافعها كانت سخطًا وتمردًا على الأوضاع القائمة في ذلك الزمن.
كما كانت تعبيرًا عن عجز العقل المسلم عن مواجهة الواقع والاهتداء إلى طريق جديد للإصلاح والنهضة والتقدم.
وقد دفع هذا العجز الفكري بالمسلمين إلى الهروب من عصرهم والتحدي الذي يفرضه عليهم، والارتماء في أحضان القديم المُجرب، وهو التدين الشكلي وتراث السلف، ليبحثوا فيه عن طريقة لحل مشكلاتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وبناء على ما سبق، يمكنني القول إن الانتشار الكمي الهائل للاتجاهات الدينية والدعوات الإسلامية السلفية في العقود الأخيرة، كان إفرازا مرضيًا لمجتمع مأزوم ومهزوم حضاريًا، وقد ارتبط هذا الانتشار بخواء وهزال في المضمون الذي تقدمه تلك الجماعات الدينية لاتباعها، لتصبح الصحوة التي يدعون إليها غفوة فكرية وكبوة عقلية، منعت العقل المسلم من الاجتهاد والتجديد، وحولت الدين من طاقة بناء إلى مهرب وملجأ عزاء، وفتحت الباب لبعض الشباب للكفر بعصرهم وأوطانهم ومجتمعاتهم، والتحول لاحقا إلى عناصر مدمرة لاستقرار وأمن الوطن.
إعلان