لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"هي الرجالة عايزة إيه؟"

"هي الرجالة عايزة إيه؟"

د. براءة جاسم
09:00 م السبت 08 سبتمبر 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

هي الرجَّالة عايزة إيه؟.. هذا السؤالُ وغيرُهُ من أسئلةٍ مشابِهَةٍ لا يبدو أنَّ هُناك إجابةً شافيةً للطّرفينِ عنها، والدليلُ هو استمرارُ هذا الصراعِ الأزليِّ بين الجنسينِ عما يريدُهُ كلُّ طرفٍ من الآخرِ وعن استحالةِ إرضاءِ أحدِهِما للآخر، وتظهرُ هذه الاختلافاتُ جليَّةً في المحادثاتِ اليوميَّة والميديا، خاصّةً مواقعَ التواصلِ الاجتماعي، وفي النِّكاتِ والأمثلةِ الشعبية والأغانيّ... إلخ.

ولحلِّ هذا اللغز، فقَدْ وضعَتِ العلومُ الإنسانيةُ خطوطًا عريضةً لسماتِ الرَّجلِ وحاجاتِهِ النفسيَّة. فمثلًا، توصَّلت بعض الدراسات إلى أنَّ الرجلَ يقضي تقريبًا عامًا من حياته في النَّظر إلى المرأة، وهو ما يعكسُ أهميةَ الجانبِ البصريِّ لديه، وهذا يحتاجُ مقالًا منفردًا لمناقشته، كما توصَّلتْ أيضًا إلى أنَّ الرجلَ يرى المرأةَ أكثرَ جمالًا فينجذبُ إليها كلَّما زادتْ ثقتُها هِي بنفسِها أيَّا كان شكلُها.

ومن أبرزِ ما يتصدّرُ أولوياتِ الرجلِ أيضًا العلاقةُ الجسديّةُ مع شريكة حياته، فهو يحتاجُ إلى أنْ يشعرَ بأنَّها ترغبُ فيه جسديًا، وبأنَّه قادرٌ على إسعادِها، وفي أبحاثٍ أجرِيَت عن أسبابِ الخيانةِ لدى الرجال، وجَّهَ الباحثون أسئلةً إلى عيّنةِ منهم، فوجدوا من إجابتِهم أنَّ الرجالَ الذين لمْ يخونوا زوجاتِهم كان لديهم توافقٌ واكتفاءٌ جسديًّا، فضلًا عن شعورِهم بتقديرِ واحترامِ زوجاتِهم لهم في أبسط الأمور قبلَ أكبرِها.

والرجلُ لا يبحثُ عن مرأةٍ تدخلُ في حياتِه بشكلٍ اعتياديٍّ بقدرِ ما يبحثُ عن حبيبةٍ تحتويهِ وصديقةٍ يستطيعُ، بل يحبُّ، أن يحدِّثَها عن خبايا نفسِه وتفاصيلِ يومِه دونَ خوفٍ أو قلق،
مرأةٌ يجدُ في دائرةِ حياتها ما يشتركُ معهُ في دائرةِ حياتِه، فتشاركُهُ بعضَ اهتماماتِهِ وهواياتِه، وأقول هنا "بعض" وليس "كل"، لأنهُ مع ذلكَ أيضًا لا يريدُ أن يُحرَمَ من حقِّهِ في أنْ يكونَ له بعضٌ آخر من الاهتمامات خارجَ دائرتهما معًا، فهو يحبُّ أن يشعرَ بحرِّيته.

وأمَّا عن أكثرِ ما يُزعجُ الرجلَ، فقد أشارت بعضُ الدراسات إلى أنّهُ يكرهُ تهويلَ الأمورِ وأخذِها من منطلقٍ دراميّ. كذلكَ من الأمورِ التي يمقتُها الرجُل استقلاليّةُ شريكةِ حياتِه عنهُ بشكلٍ مُبالغٍ فيه، فعدمُ احتياجِها له يُخيفُه، فهو يحتاجُ منها إلى ما يُوقِظُ لديهِ غريزةَ الشعور بأنَّهُ البطلُ والمنقذ، وأنَّها بحاجة إليه، وهذا لا يعني أنه يكرهُ استقلاليّتَها نهائيًا أو يريدُها بلا شخصيّةٍ أو قدرةٍ على شيء، وإنما هو يريدُ التوازنَ بينَ الأمرَيْن.

ويأتي السؤالُ هُنا: هل كلُّ ما سبقَ فيه إجابةٌ شافيةٌ عمَّا يبحثُ عنه الرجلُ في المرأة؟
هذه هي مجردُ أمورٍ وضعَتْها مجموعةُ من الأبحاثِ والدراسات، لكن من خبرتي بصفتي دكتورة نفسية، فإنّني أقولُ للرجل: "إنَّ لمْ تعرفْ بنفسك ما تريدُه وما يسعدُكَ أنت، واقتصرتَ في بحثكَ عن الإجابةِ على الطرفِ الآخر، فلن تكونَ سعيدًا مهما قدَّمَتْ لكَ المرأة".
وهذه قاعدةٌ أساسية تشملُ الطرفين، فينبغي لكل إنسانٍ أن يحدّدَ ما يريدُ، وأن يُدركَ أسبابَ سعادتِه، ويعملَ على تدعيمها حتى تنبُعَ من داخلِهِ أولًا قبلَ غيرِه.

إعلان

إعلان

إعلان