لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل هذا ديننا الذى اعتنقناه؟

هل هذا ديننا الذى اعتنقناه؟

عادل نعمان
09:00 م الإثنين 07 يناير 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

والله احترنا واحتار دليلنا، وتاهت منا الحقيقة، بين دعوات الحق والمحبة والسلام، وبين تهم التكفير، ونداءات القتل، وإزكاء روح العداوة والشقاق والتناحر، وزرع روح العداوة والبغضاء والكراهية بين أبناء الوطن الواحد، ليعيشوا في خصام وقتال، وأصبح من الأبناء من يمشى محازيًا الأسوار، يبحث عن مخرج للهروب من هول ما يدور في ساحات المذاهب، وأسواق النخاسة وملاعب التشتيت، ويتسللون فرادى ويهربون ويتركون الجمل بما حمل، ويتساءلون، هل هذه هي واحة الأجداد، وراحة الأديان للأبدان بعد شقائها، واستراحة القلوب بعد عنائها، وسكينة النفوس بعد محنة الطريق ووحشة الأيام، وطمأنة للمهاجرين وسالكي الدروب وحاملي الأمتعة، على حسن الخاتمة والمصير، وصدق الحساب والعقاب.

هل هذا ديننا الذى اعتنقناه وارتضيناه؟ هل هذا ما ورثناه عن الأجداد، وما ورثه الآباء عنهم؟ وقد كنا إلى عهد قريب نصلى ونصوم ونزكى ونحج، ونحب الجميع، ونود خلق الله أجمعين، ونعيش في رحاب دين سمح عظيم مع كل أديان الله تحت سماء واحدة، ما هؤلاء يا ربنا القوي الرحيم وما يحملونه على الناس من قتل واغتصاب وسبي وسرقة وبيع لخلائقك الذين كرمتهم وفضلتهم على الخلائق أجمعين؟ من قال يا رب إن رحمتك قد حرمتها على بقية الخلائق غيرنا، إذا كنت قد أدخلت امرأة النار في هرة حين حبستها ولم تطعمها، ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض، وأدخلت رجلاً الجنة حين سقى كلبًا وأنقذه من الموت عطشًا، ألا يتساوى الإنسان وهو مخلوقك الكريم بالكلب والهرة؟ أغثنا يا ربنا من هذا الزيف وهذا الإفك وهذا الضلال.

فلا فضل لنا يا رب فيما اختار لنا أجدادنا من دين حتى نلوم غيرنا على اختيارات أجداده، ولا عيب في الآخر إذا اختار أجداده له غير ديننا وكنا على الحق، ولا عيب فينا إذا اختار أجدادنا لنا غير دينه وكان على الحق، فليس فينا من كان على الباطل، فكلها أديانك وصناعتك، ولا لوم ولا عتاب على الحيارى، فكل العقول والقلوب تدور في فلك ملكك ونفوذك وسلطانك، الحائرون والمسافرون إليك، الباحثون والتائهون والسالكون والواصلون يومًا إلى بابك ومرادك، فإليك المآل والمنتهى، وكل الطرق يا سيدى واصلة يومًا على أبوابك، والهدي هديك والمشيئة مشيئتك، والأوان أوانك، وكلهم أبناؤك.

هؤلاء المضللون من بنى جلدتنا وديننا، يحملون ضمائر خربة، وذممًا فاسدة، وتدينًا مزيفًا، ودينًا ليس بدين من عند الله، بل من عند بن تيمية وبن القيم وبن عبدالوهاب وبن قطب، ومجموعة الفتاوى المزيفة المضللة، هم القتلة الحقيقيون الذين يستحقون المحاكمة والشنق، مشايخ عصرنا على المنابر من السلفيين والأزاهرة الذين يعتنقون منهم هذه الأفكار هم أصل البلوى والمصيبة، وهم المحرضون الرئيسيون على القتل، ولا بد من محاكمتهم بجوار القاتل الأصلي في قفص واحد، فحامل الحقيبة بالأمس القريب الذى قصد الكنيسة مرورًا بالمسجد وراح ضحيته الرائد مصطفي عبيد من أبناء الوطن، هو مرسال لهؤلاء، وكيل عنهم، وحاملها بالنيابة، يحمل الدمار والخراب الذى استودعوه عليها واستدعوه لها، غرسوا في عقله بذرة الشر، وإياك أن تقول ليس من أصحاب ديننا ودين الأجداد هو منهم، فخخوا عقله وضميره، ووعدوه بالجنة ونعيمها، فإذا كنا جادين في محاربة الإرهاب وقطع دابره، فلا بد من محاكمة هؤلاء على رؤوس الأشهاد، بتهمة التحريض على الكره والقتل، وينالون جزاءهم على كل القتلى والشهداء من أبناء هذا الوطن، هذه هي البداية الحقيقية لمحاربة الإرهاب دون مسايسة أو مداهنة أو ميوعة أو تعاون أو تواطؤ أو بيع أو شراء إلى يوم معلوم أو مستور، ولن يأتي أبدا هذا اليوم مع هذا التيار، ولن يقف بجوارك إذا احتجت إليه، فهو لا أمان له ولا صدق ولا عهد معه، ويومًا ما، إذا تركنا له الحبل على الغارب، سوف ينتفض ماردًا، يعلن عن نفسه بصفاقة، ضاربًا عرض الحائط بكل الوعود والقسم، ويعلن عن نفسه صراحة وعن دولته، ويقتل الجميع في الشوارع ويرفعون المقاصل، ويحفرون الخنادق، ويخرج منهم ساعتها، من يحكم على الناس من فوق سبع سماوات بالذبح والنحر، ساعتها سيكون كل القتل باسم الله، وباسم الشريعة، هؤلاء القوم سيخرجون جرادًا من جحورهم كما خرجوا علينا من قبل، هي نفس الوجوه ستخرج علينا يومًا، إن لم نهدمها وندكها عليهم، ونحاسبهم حسابًا عسيرًا، لا فرق بين إخواني وسلفي ووهابي وداعشي، كلهم حمل واحد، وبذرة واحدة، ومن بطن وولادة واحدة، بطن الإرهاب، حاسبوهم حسابًا عسيرًا قبل أن يحاسبوكم، فلن يتركوا لكم ما تركتموه لهم، ولن يساوموكم أو يقاسموكم، بل سيقتلوكم وهم يكبرون، مسلمين ومسيحيين، والله ليس بغافل عما يعملون.

إعلان

إعلان

إعلان