"خالتي أم طاقية "

ما إن انتهى الموكوس من تصفح بعض الفيديوهات القديمة على اليوتيوب حتى ملأ صدره بالهواء وتناول مجموعة لا بأس بها من حبوب الشجاعة وأطلق صيحته في وجه حماته

ـ بنتك مش محترمة يا هااااانم.. بنتك كاشفة راسها يا ست هاااانم.

وكما هو متوقع لم تمنحه الست أم نرجس أيه فرصة لإيضاح وجهة نظره، حيث كانت رأسه في ثوان بين يديها تمسح بها بلاط المطبخ قبل أن تقوم بتعليقه في مروحة السقف على السرعة القصوى.

ولكن ذلك لم يثنيه عن قناعاته التي استمدها من تسجيلات اليوتيوب القديمة للفنانات الشهيرات وهن يعلن التوبة والسير في طريق الإحتشام واعتزال الفن الحرام والمكياج الحرام والبوتوكس غير الشرعي. عشرات السنين لم يتصدرن أغلفة المجلات بأعمال ترسخ القيم وتسمو بالذوق العام. بل بظهورهن المباغت دائماً كمندوبات جنازات الفنانين وأخصائيات غسل الموتى والدعاء بالهداية لكل من تسير كاشفة شعرها العورة وفنها العورة وعملها العورة.

هكذا تعاونت بإخلاص فنانات الحشمة مع جماعات التطرف في العبث بعقل الموكوس ومعه الملايين بالقول إن صاحبة الشعر العاري لا تعرف طريق الله ومن تضع مزيل العرق داعية الرجال إلى الرزيلة.

ـ وعلى غير العادة كانت تلك المرة من المرات القليلة التي رق فيها قلب أم نرجس فقامت بفكه من المروحة وجرته الي جوارها بعد أن فتحت له جهاز اللاب توب ودعته للمشاهدة.

.. بص يا وحل البرك.. كانت الفنانة شوشو تبرر ظهور شعرها من تحت القبعة، تلتها الفنانة سوسو التي اشتهرت بإرتدائها طلعة المحمل وقد صبغت شعرها وأرسلته يتطاير في هواء الأستوديو معلنة بعد كل هذه السنين أن الأخلاق أهم من طرحة المحمل. أما الفنانة صوصو والتي أصرت طوال السنين العشرة أنها لا ترتدي الطرحة رغم مئات الصور لها بالخمار وإنما كانت ترتدي الطوربون من باب الإحشتام. الأمر الذي أثار حيرة الموكوس

ـ إيه الطوربون ده يا خالتي؟

ـ يعني طاقية يامنيل على عينك. وعايزاك تاخد في أيدك نص كيلو جوافة على كام صباع موز من اللي إسودوا بره التلاجة وتروح تبارك لخالتك أم طاقية. عشان قلعت الطاقية وبقت من غير طوربون .

إلى هنا ينتهي مشهد الموكوس الحائر ومعه ملايين الحائرين والناقمين على من لبست الطاقية أو قلعت الطاقية. ولكن يتبقى لنا أن ننادي بنقطة نظام. فأنا شخصياً ليس عندي أي مانع في آن ترتدي حضرتك جلابية مخططة وتنظم المرور، والعيال يزقلوك بالطوب ويقولوا العبيط راح العبيط جه. حقك. ولكن لما تقول لي إن ده عين العقل يبقى اسمح لي أديك تلاتين قلم على سهوة.

ومن مشاهد العبث أن تتباكي من تراجعت عن طوربونها لهجوم البعض عليها بعد أن عادت بسلامة الوصول إلى الكوافير والباديكير والبوتوكس اللي من قعر الحلة وإدهن. وتنتشر البكائيات من نوعية يا ناس حرام عليكم دي حرية شخصية .. وسيبوا الناس في حالها.. إلخ.. ولو السيدات الفضليات سوسو وشوشو وصوصو اعتزلن الرأي العام بمجرد حجابهن لهان الأمر ولكنهن مطالبات بإعتذار للمجتمع.. إعتذار عن ترسيخكم وترويجكم في الوعي العام لعشرات السنين في كل حديث "أنا محجبة أنا عرفت طريق ربي". والأخرى تقول "أنا مش محجبة أنا محتشمة وربنا يهدي الجميع"، وكأن زميلاتهن في الفن اللي من غير طرحة ولا طاقية شغالين في حمارة ٥ باب. واللي بطاقية أخلاقها مية مية واللي من غيرها ماشية على حل طوربونها. اعتذروا عن تعاونكم مع فكر التطرف والتكفير. اعتذروا عن مساهمتكم في تغييب عقل الأمة وترسيخ الدين في التوافه.. وإذا كنتوا قلعتوا الطاقية ف متلبسوناش العمة.