لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تسريبات.. تسريبات

محمد حسن الألفي

تسريبات.. تسريبات

محمد حسن الألفي
09:00 م الثلاثاء 19 نوفمبر 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

هذا أسبوع التسريبات الأمريكية، فقد سبقت الواشنطن بوست بتسريب، وبعده بثلاثة أيام خرجت النيويورك تايمز هي الأخرى بتسريب. الصحيفتان من أكبر الصحف الورقية والإلكترونية في الولايات المتحدة، ولهما نفوذ وعلاقات واتصالات متشعبة بدوائر صنع القرار وجمع المعلومات في عاصمة الدسائس واشنطن.

التسريب الأول يخص القاهرة، وهو لم يتأكد بعد من أي مصدر رسمي، لا في القاهرة ولا في الخارجية الأمريكية، ولا في البنتاجون، مقر الدفاع الأمريكية، والتسريب عبارة عن خطاب تحذير لمصر من إمكانية تعريضها لعقوبات إذا واصلت مع روسيا صفقة شراء أكثر من٢٠ طائرة سوخوي ٣٥ فائقة القدرات. الرسالة موقعة من مايك بومبيو ومن مارك أسبن، الأخير هو وزير الدفاع الجديد .

الواشنطن بوست أوضحت موقف مصر بأنها تصرفت بعد أن تلقت سلسلة وعود كاذبة من ترامب ببيعها الـ F35، التي ضنت بها حتى على الإمارات وجعلتها حكرا متاحا فقط لإسرائيل.

وقالت الواشنطن إن مصر لجأت للرد على المراوغات بشراء الطائرة المناظرة لها والمتفوقة عليها، -وهذا كلامي-، من روسيا .

مصر تشترى سلاحها من فرنسا ومن روسيا ومن الصين. ومن ألمانيا ومن أي مكان يحقق أمنها وقوتها.. ذلك هو التسريب الأول.

التسريب الثاني الأحدث هو ما نشرته النيويورك تايمز عن الهزيمة الاستخباراتية الأمريكية في العراق على يد جهاز المخابرات الإيراني المصمم أصلا على هيكلية الـ CIA طبعا منذ أيام حكم الشاه.

مئات التقارير تسربت، من أين؟

المفاجأة أنها تسربت من داخل جهاز الاستخبارات الإيراني، وفسرت الصحيفة الأمريكية ذلك بوجود انقسام في الولاء داخل الجهاز الخطير.

ونظن أنه تسريب إيراني متعمد؛ لأن كل المعلومات تكشف عن تجنيد ضباط مخابرات أمريكيين من CIA للعمل لصالح مخابرات إيران، وتجنيد مسئول في الخارجية الأمريكية مهمته كشف خطط ونوايا واشنطن في العراق.

وفى الـ٧٠٠ صفحة التي شملتها مئات التقارير أن طهران هي من يعين رئيس الحكومة العراقية، وعادل عبد المهدي الحالي هو رجلها، ووزراء وعسكريون وأمنيون عراقيون يدينون بالولاء والمعلومات للمخابرات الإيرانية بل إن رئيس مجلس النواب العراقي الجبور كان مستشاره إيرانيًا.

جواسيس إيران في مطار بغداد كانوا ينقلون معلومات كاملة لطهران عن انتقالات وسفريات الجنود وقوات التحالف في الحرب على داعش. وجنوب العراق بالذات مرتع لهؤلاء الجواسيس.

وتكشف الوثائق المسربة أن محاضر لقاءات القادة الأمريكيين مع العراقيين كانت تحت بصر ويد القادة الإيرانيين!

يتناول التسريب تقارير الفترة من ٢٠١٤، حيث تغلغلت إيران، وتمكنت إلى ٢٠١٥.

وتمتد المعلومات حتى الأحداث الجارية في بغداد وزيارة رئيس الحرس الثوري سليماني للعاصمة العراقية ومساندة المهدي.

والحق أن حرب أمريكا على صدام كانت لصالح طهران. والصدمة في هذه التسريبات أنها تؤكد امتداد النفوذ الإيراني في بلد مترامي الأطراف، أعطى لإيران منفذًا وامتدادًا ما بين الخليج والبحر المتوسط، باعتبار إيران متغلغلة أيضا في سوريا.

لماذا الآن حرب المعلومات؟ من وراءها؟ هل لها علاقة بتسريب ثالث شاحب عن معلومات لدى قطر تخص ضرب الحرس الثوري الإيراني منشآت النفط السعودية ومهاجمة السفن التجارية، وأن قطر حجبت هذه المعلومات التي تلحق أبلغ الضرر بعضو فاعل كبير في مجلس التعاون الخليجي هو السعودية؟

مزيد من المعلومات.. من آبار الخيانة.. قادم.

إعلان

إعلان

إعلان