- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
من يدري؟ يحدث نفسه ليطمئنها، يكمل مونولوجه الداخلي: هذا العالم صغير جدًا ونحن شظاياه، وقد تصطدم تلك الشظايا ذاتها في دورانها المستمر، أو تتوازى عابرة، أو قد تهدئ سيرها فتتلاقى، أكد بصوت هامس كأنه يثبت يقينًا يخشى أن يتبدد: حقًا من يدري؟!
كان يمر في ذهنه مشهد للقاء مع زملاء زمان مضى، اختبر فيه بعضًا من القدرة على تعامل محايد مع ما يأتي ويروح، أدرك أن التشابه والتواتر غاية والكل في فلكها يسيرون ثم يتوقفون قليلاً لكنهم على كل حال يمضون، تمامًا كما الشظايا التي خلفها الانفجار العظيم في بدء الكون، وكما الرذاذ الذي يشف في ضوء الشمس صاعدًا أو هابطًا، منثورًا يسير، نحن حقا تلك الشظايا.
تأمل منظر السماء إذ تحتشد بغيوم نهارية متسعة الامتداد تتجاور حتى تكاد تلتصق بلا فواصل، تنفس بعمق وملأ صدره بالهواء البارد، ثم مشى متمهلاً في اتجاه القطار الذي يقف بعيدًا، والذي يبدو من مكانه ساكنًا كدودة طويلة انتظم تسلسل عقدها ملتصقا بعد سير مضني.
يمر على كشك حيث الكتب والصحف التي افترشت مساحة أرضية، يعبر عليها بعينيه سريعًا، ثم يمسك بعدد منها، يطويها معًا لتكون رفيقًا للوقت على طول زمن سكة السفر.
تغطي الستارة الصغيرة رمادية اللون مساحة شباك القصار الضيقة، يزيحها حتى آخر ما هو متاح ليرى حركة الناس على أرصفة المحطات، أولئك العائدين والمغادرين، وحيث تضخ القطارات المتجاورة حمولتها من البشر كدفقات تتوزع انتشارًا في المكان، يبدو رغم تفرقه العشوائي وبقليلٍ من تأمل منتظمًا ودقيقًا، سيمكنك أن تميز هوية من منهم يهم بالسفر ومن عاد، من ملامح الوجوه ستعرف ذلك، نعم مسافة الرحلة واحدة ذهابًا وإيابًا، لكن المسافر لعمل أو مهمة ما، سيبدو تمامًا آخر غير الذي عاد، تلك خبرة تجربة السفر الطويلة بالقطارات التي اكتسبها يقول لنفسه مبتسمًا.
يعيد النظر إلى واجهات البيوت القديمة المطلة على محطة السكك الحديدية في المدينة الإقليمية البعيدة، لم تتغير أبدًا، يظن ذلك، تبدلت وكرت الأعوام واحتفظت بصورة شبابيكها الخشبية المتربة، ولافتات الأطباء المتجاورة بكثافة غريبة، يفرد الصحيفة ويفكر: "حاجات كتير ممكن تخلي الواحد يبقى غريب لو اتغيرت".
كان يبدو تجمع الزملاء كجلسة محايدة فقدت شيئًا ما قديمًا أحبه، وطوال الوقت كان يسأل نفسه وهو يحاول أن يبدو مستمعًا ودودًا: أين اختبأ زر الاحتفاء اللعين؟ صار لا يحب امتداد لقاءات تسفر عن نفسها في لحظاتها الأولى، يقول إنه دبوس اللحظة، فإما أن يخترق ويصنع أثرًا أو يبقى في الهواء رطبًا فيصدأ.
يتابع الصاعدين إلى القطار، أفراد قلائل يهلون على مهلٍ، نادرًا ما يجد عددًا أكبر معًا، هي غالبًا رحلات عملٍ وسفرٍ لموظفين وغيرهم في هذا الوقت من الأسبوع.
ينتظر دومًا إطلالة ذلك البيت الكبير القديم الذي يظهر بعد مغادرة حدود المدينة الريفية الكبيرة، وحيث يقطع القطار جزءًا في مسارات الحقول على الجانبين، والتي صار يشوبها امتدادها انقطاعات حضور بيوت صغيرة ملتصقة.
ما زال ينتظر قدوم ذلك المبنى الكبير، والذى ظل لسنوات كثيرة وكلما مر القطار عليه يعتبره بيتا يسكنه أناس ما لهم طبيعة خاصة، ويثني على اختيارهم، وكيف أنهم توسطوا كل تلك المساحة من الزروع وأخذوا موقعهم وحيث يمكن لأطفالهم أن يلوحوا للقطارات التي تمر عليهم، واعتقد أن لديهم من يحصي عدد تلك القطارات كتأريخٍ للحياة، وكان يقول: أي حفاوة بالحياة تلك؟.
كان نوع قوالب الطوب الصغيرة المصفوفة بعناية التي شُيد منها المبنى تجعله غير مألوف فضلا عن ارتفاعه الشاهق الذي لا يتخذ شكل طوابق البيوت المعتادة، لكنه عرف من فترة أنه مبنى إداري ضخم وبه مخزن كبير، لا تظهر تفاصيله تمامًا عبر نافذة القطار وهي تمر عليه سريعًا، حينما ألقى تحية بعينيه على المبنى وهو يمر به عبر نافذة القطار ضبط مؤشر راديو الموبايل وألصق سماعته بأذنيه ثم أغلق عينيه.
إعلان