- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
وحيث إننا ما زلنا في إطار الـ16 يوماً الرمزية للتوعية بمسألة العنف ضد المرأة، فأشير إلى أن المجتمع يختزل مفهوم العنف هنا في الذكور الذين يضربون الإناث. والذكور الذين يتبادرون إلى ذهن الغالبية هم الأب والأخ والزوج والعم والخال. وفي أغلب الأحوال، ما زال المجتمع يعتبر أولئك الرعاة الرسميين والملاك الأصليين للأنثى.
المجتمع يسد عينيه، ويصم أذنيه عن حقيقة واقعة لا ريب فيها، تشير إلى أن نحو 3.5 مليون أسرة مصرية تعولها امرأة. المجتمع ما زال يرى أن من حق الذكر أن يضرب المرأة حتى وإن كانت تنفق عليه. وإذا افترضنا أن متوسط عدد أفراد الأسرة المصرية أربعة أفراد، فإن هذا يعني أن نحو 15 مليون مصري ومصرية تعولهم نساء.
النساء اللاتي ولدن في ثقافة قوامها "اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24 ضلعاً" وكبرن في أجواء "يا مخلفة البنات يا شايلة الهم للممات" ونضجن في "ضل راجل ولا ضل حيطة" - ضرب كبرياءهن المجتمع وفي مقتل.
وزاد الموقف تعقيدًا بإعجابنا وانبهارنا بثقافة غير مصرية مستوردة ارتدت عباءة الدين فجعلت من إهانة المرأة وسحق كرامتها ودهس كبريائها أفعالاً تستحق التقدير وتستوجب التبجيل، باعتبارها صحيح الدين، والدين منها بريء.
البراءة التي يدعيها البعض حين يتشدق بأكذوبة أن المجتمع يحترم المرأة - تكشف عن عورتها كل يوم. فهذه شابة في ميكروباص تحرش بها رجل متزوج، وله من العيال أربعة يجلس إلى جوارها، وحين اعترضت انقسم الركاب ثلاثة فرق: فريق مطالب إياها بالسكوت حيث "عيب تجاهر بما جرى"، وفريق متبرع لها بالجلوس بعيداً عن المتحرش دون توجيه كلمة له، وفريق صغير ندد بالمتحرش، لكن تنديده قوبل بـ"ما خلاص بقى" و"ولو هي خايفة على نفسها كده، إيه اللي نزلها من بيتها".
تساؤل البعض عن سبب نزول المرأة المصرية من البيت في عام 2019 يعني أن الـ16 يومًا المخصصة للتوعية بمسألة العنف ضد المرأة تحتاج أن تمتد لـ356 يومًا.
واعتقاد البعض أن ما نفعله بالمرأة المصرية من هبد ورزع هو من صميم عاداتنا الجميلة وتقاليدنا اللطيفة هو اعتقاد خائب.
وحصر المرأة الصالحة في زي محدد، واعتبار الرجل أذكى وأنفع وأفضل لمجرد تركيبته الهرمونية والكروموسومية المختلفة عن المرأة هو اعتبار أعوج.
والتعامل مع التدخين باعتباره ضاراً بصحة الرجل وقلة أدب للمرأة هو عين النفاق.
والترويج لأكاذيب وخرافات قوامها أن المرأة غير صالحة للقيادة السياسية مطوعين الدين لخدمة ما نراه مناسباً، ثم نهاجر، ونطلب اللجوء لدول تقودها نساء وغيرها هو دجل وشعوذة.
موضوع ممارسة العنف ضد المرأة لا يقتصر على الضرب، وإن كان ضرب الرجل لزوجته يبرره ويجمله البعض من مرضى النفوس عليلي القلوب والعقول.
العنف ضد المرأة يتجسد في شعور كل أنثى مصرية بالقلق لأنها ستنزل إلى الشارع حيث يُنظَر لها باعتبارها مشروع علاقة جنسية قائماً، أو منبعاً للشهوات يمشي على قدمين، أو كائناً شريراً يأخذ فرص الرجال في العمل ومكانهم في المواصلات العامة، أو عقولاً درجة ثانية لا تدرك أو تعي كما يدرك الأشاوس، ويعي الصناديد.
الصنفرة التي يحتاجها المجتمع كفيلة بإزالة بضع طبقات من الصدأ والغبار التي تراكمت على عقولنا وقلوبنا منذ أواخر السبعينيات. لكن بعد الصنفرة يأتي علاج القلب والعقل؛ فهو يحتاج تدخلات أخرى تستغرق بعض الوقت: تطهير الثقافة، وتنقية الخطاب الديني، وتثقيف الناس ثقافة حقيقية، وإيقاظ الغارقين في غيبوبة "إحنا كده تمام التمام"، وتطوير التعليم من الجذور حيث المعلم يجب أن يكون مصدراً للتنوير لا للظلام والتطرف والانتهازية.
16 يوماً لرد كرامة المرأة المصرية لا تكفي.
إعلان