- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
الليلة (الثلاثاء ٣١ ديسمبر) هي المتممة لآخر أيام عام ٢٠١٩، وفي الثانية الأولى من بعد الساعة الثانية عشرة، منتصف الليل، نكون قد انتقلنا إلى العام العشرين من القرن الواحد والعشرين.
ليلة يقضيها بعضنا في نايت كلوب، (الاسم التقليدي في أفلامنا أبيض وأسود)، وبعضنا في كافيه، وبعضنا في قعدة أصحاب، أو قعدة عائلية، لكن معظمنا تحت البطانية، يكونون مستسلمين للشاشات والنكات والجاتوهات، وحبات البرتقال واليوسفي وشوية فول سوداني وأكياس اللب السوري الذي أطاح باللب السوبر.
وننسى وسط كل هذا الدفء والحميمية والأمان، أولادنا وإخوتنا من ضباط وجنود القوات المسلحة والشرطة، في مختلف المواقع، في الشوارع وعلى الحدود، يواجهون الخسة والخيانة والكراهية. تركوا زوجاتهم وأولادهم وأمهاتهم وآبائهم في وحدة، وفي قلق، يدعون أن يحفظهم الله، كما يحافظون على حياة الناس.
سنة جديدة هي؟ نظن ذلك. لكن الزمان ليس فواصل ولا عقدا، إنما هو امتداد، وهو لا يكترث بما نعتقده، ولا يبالي إن كنا نشعر به أو لا، إنما هو ماضٍ في سبيله حتى يأمره الله بالتوقف. أن ينتهي. أن يموت. الله وحده هو الموجود، بلا زمان، بلا مكان.
لحظة توقف الزمان هي لحظة الشهقة الكبرى. لحظة الهتاف الإلهي الموقظ للغافلين: لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار.
في هذه الليلة، من الطبيعي أن نجد أنفسنا خاضعين قسْرا وشجنا لعمليات مراجعة، وجرد نفسي، وعاطفي ومالي، والحسبة طول الوقت خاسرة؛ لأن أحدًا لن يرضى حتى وهو يعلن متملقا السماء أن الحمد لله. يهمس بها أو يجهر بها، وهو ساخط على ما أصابه!
المراجعة الأكثر إيلاما هي عد السنين. في تلك الليلة، يحسب الإنسان كم تبقى من عمره، ويتحسر متسائلا في عجز: أين السنون الماضيات؟ أين ذهبت؟ ولماذا مع كل سلخة سنة تنسلخ عنك نضارة، ويحل بالقسمات إجهاد، ويعلن الزمان عن وطأته الثقيلة، ليرى لناس أنك انتقلت من مرحلة عمرية إلى مرحلة أقدم؟!
كل ما يريده بك الزمان هو أن تصير أقدم. القدم مقبول ومقدور، لكنه مؤلم فيما يصطحبه من آثار الوهن والتجاعيد وترهل ما تحت الذقن ونفرة العرقين في العنق.
كيف كان زمان سيدنا نوح الذي عاش ٩٥٠ عاما؟ كيف رأى نفسه؟ وكيف كان شكل الزمان على ملامحه وأعضائه؟... سؤالٌ غريبٌ حقًا في ليلة تفور فيها زجاجات الكحول بين أيادٍ مخمورة! لكنه سؤال كل ثانية لمن يراجع الرحلة وجدواها ومغزاها، وفي كفه كوب من القرفة الساخنة.
الزمان وهم، والمكان وهم، ولن نبلغ مكان الحقيقة النهائية إلا في الزمكان. التعبير الأخير بالغ التعقيد، لكن شرحه سيعكر صفو الحزن المغلف لهذه الليلة التي أطاحت برأس عام، وجاءت برأس عام جديد... ستنزل المقصلة الزمنية على رأسه هو الآخر بعد ١٢ شهرا ليحل عام جديد برأس جديدة يطاح به، وهكذا... وهكذا، في دورة أبدية لا تنتهى. في دائرة لا تكف عن الدوران. في نفس بشرية لاهثة معذبة بين خطايا ترتكبها ودموع تذرفها.
لكن الطريق كله وهم.. وخيال.. وافتراضي.. أليس كذلك؟!
افتح الزجاجة وصب يا صديقي... أتجرع الحزن قطرات.
إعلان