- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
عندما تجد الأبواب مفتوحة، يكون القرار الصعب هو عدم الدخول. ربما تلخص هذه العبارة قصة حياة "جوناثان جيمس" القصيرة والدرامية.
ولد "جوناثان" عام 1983 في ولاية ميامي الأمريكية، كان والده خبيرا في الكمبيوتر فنشأ الصبي مهووسا بهذا الجهاز منذ طفولته، ونجح وهو في الثالثة عشرة من عمره في حذف برنامج أو واجهة تشغيل النوافذ "ويندوز"، وتنصيب برنامج "لينوكس" -المتقدم- بدلا منه، وكان ينام وهو يحتضن الكمبيوتر فحاول والده مرارا وضع قواعد لترشيد استخدامه لكن دون جدوى، وعندما منعه من استخدام الكمبيوتر غادر المنزل وقال إنه لن يعود إلا إذا أعاد إليه جهازه.
لم يذهب إلى الجامعة، لكنه تعلم البرمجة من كتب والده، وكان يكفيه القليل من كل شيء، فلم يلتحق بعمل ولم يسع أبدا من أجل المال أو الشهرة، لكنه أصبح خبرا بعدما عرف باسمه المستعار -الرفيق-.
كان أول حدث يصدر بحقه حكم بالسجن في جريمة إلكترونية في العالم، ففي صيف 1999 اكتشفت السلطات الأمريكية اختراق عدد من الشركات وشبكة مدارس في ميامي، بعدها وفي نفس العام، اختراق شركة الاتصالات "بل ساوث"، ومركز "مارشال" لرحلات الفضاء في ولاية "ألاباما"، واختراق وزارة الدفاع –البنتاجون- نفسها، ثم اختراق وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، حيث تمكن القرصان من كسر شفرة تأمين الوكالة، والوصول إلى شبكة من 13 جهاز كمبيوتر سرق منها بيانات ومعلومات وبرامج تشغيل قدرت بالملايين.
وفقا لوكالة الفضاء الأمريكية، كان البرنامج المسروق هو جزء رئيسي من برنامج للتحكم في درجة الحرارة والضغط والرطوبة النسبية داخل محطة الفضاء الدولية، وبسبب ذلك اتخذت الوكالة قرارا بإيقاف كل شيء مؤقتا، فأغلقت أنظمة اتصالاتها بالمحطة الدولية لمدة 21 يوما، وأعادت كتابة جزء من برنامج التشغيل الرئيسي، بالإضافة إلى تعزيز إجراءات الأمان ككل.
المثير أن طفلا صغيرا- لم يتخط الخامسة عشرة من عمره- كان مسؤولا عن كل هذه الاختراقات، فكيف فعل ذلك؟
عثر "جوناثان" علي "باب خلفي" للدخول على أحد الخوادم في دالاس بولاية فرجينيا، واستخدم طريقة تسمى "الشم- أو- الشمام" (sniffer) حيث قام بتنصيب برنامج للتجسس على المكالمات والرسائل المتبادلة بين موظفي "وكالة الدفاع لمكافحة الاختراقات" (DTRA) - وهي إدارة في وزارة الدفاع الأمريكية مهمتها مكافحة الهجمات النووية والبيولوجية والكيماوية التي قد تتعرض لها الولايات المتحدة- وتمكن من الحصول على أسماء المستخدمين وكلمات المرور لمئات المستخدمين، واعتراض أكثر من 3000 رسالة بين موظفي الوكالة، والوصول إلى 10 أجهزة كمبيوتر عسكرية.
بعد أسابيع من التحقيقات، هاجمت قوات من الجيش والشرطة منزله، لكن لم توجه إليه أية تهم تتعلق بالقرصنة، ووجهت ضده تهمة الجنوح التي أقر بها، فحكم عليه بكتابة خطاب اعتذار لوكالة الفضاء ووزارة الدفاع، وبالإقامة الجبرية لمدة 6 أشهر، وحظر استخدام الكمبيوتر حتى بلوغ 18 عامًا، وأن يخضع للمراقبة لمدة 5 سنوات.
ذكر "الرفيق" في مقابلة صحفية أجراها معه موقع "فرونت لاين" في وقت لاحق أنه فعل ذلك بدافع الفضول وعلى سبيل المزاح، ولم يفعله من أجل المال، وقال إنه يعرف الـ"يونكس" ولغة البرمجة "سي" كما يعرف خارطة كف يده، لكن المهم فيما قاله هو "أن الحكومة لم تقم بواجبها لتأمين الأجهزة والشبكات الخاصة بها". وذكر أنه أرسل بالبريد الإلكتروني إلي جهات حكومية ليخبرها أن أنظمتها تفتقد للمستوي المطلوب من الأمان، وأنه أخبرهم بما يتوجب عليهم فعله، لكنهم لم يفعلوا شيئا. كان يعود بعد أسابيع ليجد كل شيء على ما كان عليه، لذلك فهو يعتبر أن كل ما قام نوعا من الجوائز أو الهدايا المجانية التي قدمتها له هذه الجهات بكل أريحية، وذكر أن "ما يزيد الأمور تعقيدا هو أنهم يدركون ذلك". عندما تجد الأبواب مفتوحة، يكون القرار الصعب هو عدم الدخول، كل ما عليك هو أن تتعلم، وأن تعرف حقيقة ما يتوجب فعله. لكن ألقي القبض عليه مرة ثانية قبل أن يبلغ الثامنة عشرة في هذه المرة بتهمة خرق قواعد المراقبة وثبوت تعاطيه للمخدرات، وحكم عليه بالسجن لمدة 6 أشهر قضاها في مركز لإصلاح الأحداث بولاية "ألاباما".
وفي عام 2007م تعرضت شركات كبرى - منها "تي جي ماكس" "ديف وباستر" و"أوفيس ماكس" غيرها- لسلسلة هجمات واسعة سرقت فيها البيانات الشخصية وأرقام بطاقات الائتمان لملايين المستخدمين، وثبت بعد التحقيقات ضلوع "ألبرت جونزاليس" وآخرين منهم "كريستوفر سكوت" صديق "جوناثان".
كانت سمعته كقرصان تضعه في موضع الاتهام، ورغم أنه نفي مشاركته في تلك الهجمات، داهمت المخابرات السرية منزله ومنزل أخيه، وكذلك منزل صديقته، دون أن يعثروا عليه. شعر جوناثان أنه فقد السيطرة على مجرى حياته، وأن لديه طريقة وحيدة لاستعادتها. وفي 18 مايو 2008 وجد بابا مفتوحا على تاريخ القرصنة الإلكترونية فدخل ولم يخرج، ظن أنه سيحاكم على جرائم لم يرتكبها وربما يتم تقديمه ككبش فداء في جريمة جونزاليس ورفاقه، فقرر أن ينهي حياته بيده، وبعد أسبوعين من مداهمة منزله عثر عليه ميتا بطلق ناري في الرأس في حمام منزله. وبعد عام من وفاته قال والده- وهو أيضا مبرمج كمبيوتر- إن ابنه كان يعاني من الاكتئاب، وحاول الانتحار قبل ذلك ولم ينجح. وأنه شعر بالفخر عندما نجح في اختراق وكالة الفضاء الأمريكية ووزارة الدفاع.
ترك "جوناثان" رسالة من خمس صفحات كتبها لوالده وأخيه وصديقته هاجم فيها ألبرت جونزاليز ورفاقه ووصفهم بأنهم بلهاء وعشوائيون يعملون من أجل المال، وأن هذه ليست طريقته، وكتب "ليست لي أية صلة بهجمات "تي جي ماكس"، وأنه فقد الثقة في نظام "العدالة" الأمريكي، فقرر أن يموت حرا بدلا من قضاء سنوات في السجن على جريمة لم يقترفها".
إعلان