- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بعد 19 عاما، من نجاح الأستاذ برايز، في تلخيص مشكلة فتحي عبدالوهاب وأحمد رزق وأحمد عيد، في أنها "مشكلة سيستم يا بهايم"، عادت سياسة الأستاذ برايز لتفرض نفسها على وزارة التربية والتعليم، التي فشلت طوال عقود في علاج مرض مصري خالص اسمه الثانوية العامة.
الأستاذ برايز كان يرى أن عجز كتيبة شباب المثقفين عن مشاهدة الفيلم الإباحي، يرجع إلى مشكلة في السيستم، لذلك قررت وزارة التعليم، حل مشكلة السيستم عن طريق التابلت، وليس مهما لدى الوزارة المحتوى التعليمي الذي سيقدمه إلى طلاب الثانوية، فالمهم هو السيستم.
وزارة التربية والتعليم، معزولة عن الواقع، ووزير التعليم لا يدرك أن المشكلة ليست في طريقة أداء الامتحان بقدر ما هي في طبيعة المواد التي سيمتحن فيها الطلبة.
وعلى الرغم من انقراض الفيديو الذي كان يريد الشباب المثقف مشاهدته في "فيلم ثقافي"، لجأت وزارة التعليم إلى التابلت الذي انقرض من العالم كله، ودفعت ما لا يقل عن مليار جنيه لشراء 708 آلاف جهاز لوحي من سامسونج، لتوزيعه على شباب المثقفين الجدد، لكنها لم تدفع جنيها واحدا لتطوير مناهج التعليم، وأخطرها منهج اللغة العربية.
في امتحان يناير التجريبي للغة العربية، فوجئ طلبة الصف الأول الثانوي بمقطع من قصيدة لعنترة بن شداد يقول فيها:
وفي الحَرْبِ العَوانِ وُلِدْتُ طِفْلا ومِنْ لبَنِ المَعامِعِ قَدْ سُقِيتُ
وكان مطلوبا من الطلبة أن يميزوا نوع الصورة البيانية في "لبن المعامع"، هل هي تشبيه تمثيلي أم استعارة مكنية أم استعارة تصريحية أم تشبيه مجمل؟
لبن المعامع.. هذا ما تريد وزارة التعليم تعليمه للطلاب على التابلت.
وفي امتحان اللغة العربية الأخير الذي لم يمتحنه أحد، استعان رجال الوزارة بقصيدة لأبي فراس الحمداني في مديح سيف الدولة.. وهي قصيدة تصنيفها الأساسي في بند النفاق مدفوع الأجر.. تريد الوزارة أن تسأل أبناءنا عن قيمة وعظمة النفاق، وتجاهل رجال الوزير، شعراء معاصرين مثل صلاح عبدالصبور وأمل دنقل وأحمد عبدالمعطي حجازي، رغم أنهم أقرب إلى زمن التابلت.
تتكون منظومة التعليم من أربعة أركان: مبنى المدرسة والمعلم والمنهج والطالب، والأخير هو الشخص الذي يستقبل ما يأتيه من الأركان الثلاثة الأولى.
معظم المدارس متهالكة وبعضها لا يصلح مكانا للعلم، لكن الوزير يرى أن التابلت هو الحل.
المعلمون يتقاضون أجورا هزيلة، ومعظمهم غير مؤهل للتدريس، ومعظمهم لا يشرحون حرفا في الفصول، لكن الوزير يرى أن التابلت هو الحل.
المناهج تقدم محتوى متخلفا، ابتداء من لبن المعامع واخلولق إلى "جملة شبه إسمية في محل نصب خبر لاسم حرف ناسخ محذوف تقديره مش عارف إيه"، لكن الوزير يرى أن التابلت هو الحل.
وقبل عقود قال الدكتور طه حسين " لغتنا العربية يسر لا عسر ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها، ولنا أن نضيف إليها ما نحتاج إليه في العصر الحديث"، فلماذا يواصل الوزير سياسة سابقيه في تعليم أبنائنا محتوى متخلفا جعلهم يكرهون لغتنا؟
المشكلة لم تكن يوما في كيف سنجري الامتحان؟ بل في المبنى الذي نتعلم فيه والمعلم الذي سيشرح لنا، والمنهج الذي سيشرحه لنا المعلم، والأجر الذي يتقاضاه هذا المعلم.
إذا كانت أساسات العمارة متحللة، فإن الحل لن يكون بإصلاح سقف الطابق الأخير.
إذا كانت العملية التعليمية تهدف إلى تقديم وجبة تعليمية، فإن تغيير الطبق ليس المشكلة، المشكلة الحقيقية في الطعام نفسه، الوجبة فاسدة، وفيها سم قاتل.
إعلان