لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مهرجان الإسماعيلية وعصام زكريا الطموح

د. أمل الجمل

مهرجان الإسماعيلية وعصام زكريا الطموح

د. أمل الجمل
09:00 م الأحد 07 أبريل 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

ساعات قليلة تفصلنا عن مساء ليلة الافتتاح المرتقبة. ولا شك أن أمورًا عدة تجعلنا نتوقع - ونتمنى أن يتحقق التوقع - بأن تكون الدورة الجديدة من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، والمقرر تنظيمها في الفترة من ١٠ إلى ١٦ أبريل المقبل، إحدى أنجح الدورات وأكثرها تأثيرًا وجماهيرية.

يرجع التوقع في أول أسبابه إلي الطموح الكبير الذي يُبديه رئيس المهرجان الناقد السينمائي عصام زكريا في عمله، رغم أي ملاحظات قد تؤخذ على التنفيذ أحيانًا ربما لأسباب مادية في الأساس، فعصام ناقد سينمائي له إسهاماته التي يصعب أن نذكر الحركة النقدية السينمائية في مصر من دون أن نعود إلى كتاباته، حتى لو اختلفنا معه في الرأي بشأن بعضها ففي النهاية ستجد نفسك مشتبكاً مع أفكاره في نقاش قد يأخذ مسارات عدة.

فعصام إنسان موهوب، دؤوب، صبور، واسع الاطلاع، غير متعجل في أحكامه رغم اعتزازه بنفسه، وربما كان عشقه وممارسته الطويلة للشطرنج قد ساهم بشكل أو بآخر في تدريبه على ذلك النفس الطويل والتروي في إصدار الأحكام. كما أنه يمتلك خبرة طويلة في المشاركة في تنظيم المهرجانات والفعاليات السينمائية، وإصدار المجلات، وفي تقييم الأُفلام حتى عندما تختلف معه في الرأي في تحليلها سيكون لديه مبررات لانحيازاته السينمائية.

أخطاء "السينما والتاريخ"

صحيح أن عصام في دورة العام الماضي كان منحازا للتوثيق وحفظ الذاكرة السينمائية على مستويات عدة، ولا ندري هل سيواصل حماسه وحرصه على ذلك الهدف بالغ الأهمية هذا العام أم أن هناك أهدافاً أخرى مُستجدة ستطغى على أحلام العام الماضي؟ وصحيح أن العام الماضي وقعت بعض الهنات في التوثيق خصوصا فيما يتعلق بإعادة طباعة نسخ مجلة "السينما والتاريخ" التي كان وراء إصدارها لأول مرة الناقد السينمائي الكبير سمير فريد، وهي المجلة التي - للأسف رغم أهميتها التوثيقية الكبيرة - لم تستمر طويلاً بسبب نقص التمويل آنذاك.

لكن منظمي مهرجان الإسماعيلية في دورة العام الماضي عندما قرروا تجميع هذه النسخ من مجلة "السينما والتاريخ" وإعادة طباعتها وإتاحتها للأجيال الحالية في حركة توثيقية لافتة، لكن المحبط أن محاولة المهرجان جعلت المجلدات تبدو وكأنها من إصدار المركز القومي للسينما ومهرجان الإسماعيلية، وكأنها أعداد من مجلة تصدر للمرة الأولي ولا تشير بأي شكل بأنها إعادة إصدار لمشروع سمير فريد، وهذا خطأ كبير في التوثيق، لأنه يمحو آثار الآخرين وينفي عنهم جهدهم ودورهم - حتى لو كان هذا غير مقصود؛ لأنه في تلك الحالة سيكون عذر أقبح من ذنب - فعندما نُمسك بين أيدينا بأي مجلد من تلك التي أعاد المهرجان طباعتها لا نجد أي بيانات تشير إلى جهة وتاريخ إصدار تلك الأعداد للمرة الأولى.

لكن على أي الأحوال، وفيما يخص دورة العام الحالي فأعتقد أن وجود الدكتور خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة - في موقع رئاسة المركز القومي للسينما والذي يتم تنظيم مهرجان الإسماعيلية تحت رعايته - قد ساعد عصام زكريا كثيراً في تحقيق وإنجاز طموحه فيما يخص الدورة الجديدة، لأن عبدالجليل من الشخصيات الممتلئة والمتحققة على المستوى الإنساني والمهني والتي تمنح سقفا عاليا وتُتيح الفرصة للعاملين معه للإنجاز من دون أي تعقيدات نفسية.

الأمر الثاني بالطبع التكريمات خصوصا للمخرج برهان علوية الذى أثري السينما العربية بالعديد من الأفلام، كذلك يتم تكريم الراحلة جوسلين صعب تقديرا لإسهاماتها في المجال الوثائقي رغم مراوحتها بين الروائي والوثائقي، من دون أن نغفل تكريم الراحلة الرائدة عطيات الأبنودي، وشيخ المصورين سعيد شيمي متعه الله بالصحة والعافية والذي ما زال قادرًا على إبهارنا بقدرته على العطاء والوفاء لصديق عمره المخرج الراحل محمد خان.

نضيف إلى ما سبق، قرار منظمي المهرجان بتشكيل لجنتي تحكيم رئيسيتين للمهرجان، إحداهما للأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة، والأخرى للأفلام الروائية القصيرة وأفلام التحريك، وذلك بعد أن لاحظت إدارة المهرجان أن تحكيم جميع المسابقات يُمثل ضغطا كبيرا على لجنة واحدة.

اللافت أيضاً أن هذه الدورة تُحاول بأقصى طاقة مواكبة الأحداث فبمناسبة العام المصري الفرنسي هناك برنامج للاحتفاء بالسينما الفرنسية، كذلك يتم الاحتفاء بعام مصر أفريقيا، وذلك وفق ما تم الإعلان عنه من استحداث برنامج للسينما الأفريقية التسجيلية والقصيرة، وسيتم تكريم شخصية أفريقية كبيرة - حتى لحظة كتابة المقال لم يكن قد تم الإعلان عنها - ووفق تصريح الدكتور خالد عبدالجليل رئيس المركز القومي للسينما الذي ينظم المهرجان فإن هذا البرنامج لن يتداخل مع مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية.

وشخصياً، ليس لدي أي تحفظ على وجود تقاطع بين المهرجانين، فأنا منحازة للتعاون بينهما بحيث يُتاح لجمهور مهرجان الإسماعيلية مشاهدة بعض الجواهر من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وخير نموذج يمكن أن نقتدي به في ذلك مهرجان "كارلوفي فاري" الذي يستقدم أهم الأفلام المعروضة في المهرجان الكاني الشهير ويعرضها جنباً إلى جنب مع الأفلام الأخرى التي تُقدم في عروضها العالمية الأولى بالمهرجان التشيكي العريق.

ونختتم تفاؤلنا بأن القضية الرئيسية للمهرجان في هذه الدورة ستكون مخصصة للتركيز على صناعة الفيلم التسجيلي والقصير بدءًا من الإنتاج إلى التوزيع والتسويق، وهو أمر غاية في الأهمية لشباب السينما المستقلة، إضافة إلى الإعلان عن توقيع المهرجان على اتفاقيات مع مراكز السينما العربية نتمنى أن تُسهم بقدر فعال في الترويج لأفلام الشباب والشابات وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة في التسويق.

إعلان

إعلان

إعلان