لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

السينما المصرية والعربية.. مهرجان كارلوفي فاري الرابع والخمسون

د. أمل الجمل

السينما المصرية والعربية.. مهرجان كارلوفي فاري الرابع والخمسون

د. أمل الجمل
09:00 م الأحد 30 يونيو 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

هذا العام يُكمل مهرجان كارلوفي فاري السينمائي عامه الرابع والخمسين، الممتد من ٢٨ يونيو إلى ٦ يوليو، وهو المهرجان الأهم في أوروبا الوسطى.

يُقام في واحدة من أجمل المدن التي تجمع بين جمال الطبيعة وبهاء وروعة العمارة. اسمها «كارلسباد»، وهي طريقة نطق كارلوفي فاري بالألمانية، أي حمامات كارل نسبة إلي الملك والقيصر الروماني كارل الرابع الذي أسس المدينة، عام ١٣٧٠، والتي تشتهر بالعيون المائية العلاجية.

هذا العام لا يُشارك بالمهرجان أي أفلام حديثة من إنتاج السينما المصرية، لكنها حاضرة بقوة؛ إذ تحتفي هذه الدورة بالمخرج يوسف شاهين.

منذ صباح يوم الافتتاح بدأت العروض التكريمية، من خلال أحد عشر فيلما تتوزع على مدار الأيام الثمانية للمهرجان هي:

أنت حبيبي- شيطان الصحراء - بابا أمين - إسكندرية ليه - الناصر صلاح الدين - اليوم السادس - فجر يوم جديد - صراع في الوادي - ودعت حبك.

داخل كتالوج المهرجان التشيكي العريق تم تخصيص ملف عن يوسف شاهين وأفلامه الأحد عشر. قام بإعداد الملف الناقد جوزيف فهيم، والذي قدم له بموضوع يحمل عنوان «القصص المصرية ليوسف شاهين»، بعدها قدم نبذة وعرض لكل فيلم على حدة. إضافة إلى تنظيم المهرجان لندوة عن جو على مدار ساعتين من الزمن أمس.


سينما عربية مشتركة

يتمثل حضور السينما العربية من خلال أربعة دول؛ منها ثلاثة أفلام تحققت عبر الإنتاج المشترك، والأخير جاء من الإنتاج السعودي الخالص، يحمل عنوان «آخر زيارة» للمخرج عبد المحسن الضبعان والذي شارك في الكتابة مع فهد الأسطاء.

يشارك الفيلم السعودي بمسابقة «شرق الغرب»، وهو مفاجأة في مستواه الفني. بالطبع لا يعد من التحف الفنية، لكن مقارنة بمستوى سينما وليدة في مجتمع ظل لعقود يمنع الأفلام، ومقارنة بالأفلام السعودية في السنوات الثلاث الأخيرة يعد فيلم «آخر زيارة» فيلما جيدا على مستوي الشكل والموضوع، كما أن مخرجه نجح في ضبط إيقاعه النفسي والزمن الداخلي المعبر عن حالة أبطاله الشعورية، وذلك رغم أنه لا يتناول حدثا جللا، فقط هو تعبير عن حالة نفسية وارتباكاك وتوترات بين صبي يمر بمرحلة المراهقة وعلاقته بوالده وسط حالة قلق علي الجد الذي يحتضر. والفيلم يستحق الكتابة التفصيلية لاحقاً.

أما الأفلام الثلاثة الأخرى، فالأول تحقق بإنتاج مغربي فرنسي صربي وهو فيلم «آدم» المعروض بقسم آفاق بمهرجان كارلوفي فاري، بتوقيع المخرجة مريم التوزاني.

كتبت السيناريو بنفسها بالتعاون مع نبيل عيوش الذي شارك في الإنتاج. جاء العرض العالمي الأول للفيلم بقسم «نظرة ما» مايو الماضي بالمهرجان الكاني الشهير.

فيلم عن وضعية المرأة في مجتمع لا يقبل بالأطفال مجهولي النسب. شريط سينمائي منسوج بحساسية مرهفة عن التضامن الإنساني النسائي الذي ينزع القوقعة الصلبة- التي تحتمي خلفها بعض النساء- والتي قد تبدو عنيفة وقاسية، لحماية أنفسهن من المجتمع، وتوابعها من الخسائر النفسية الجسيمة.

أما الفيلم الثاني، فيعرض أيضاَ بقسم آفاق، من الإنتاج الجزائري الفرنسي البلجيكي القطري المشترك، بعنوان Papicha. والفيلم الأخير إنتاج مشترك بين المغرب وقطر وفرنسا بعنوان «القديس غير المعروف» ويعرض بقسم «وجهة نظر أخرى»، من إخراج علاء الدين الجيم.

مارادونا

هنا، فرصة لمشاهدة أفلام ذات مستوى فني عالٍ تعرض للمرة الأولى دوليا وعالميا، فرصة أيضاً لمشاهدة أجمل التحف السينمائية التي عرضت في المهرجانات الثلاثة الأكثر عراقة بالعالم وهي كان وفينيسيا، وبرلين.

أمسِ شاهدت اثنين من أفلام المسابقة الرسمية، مستواهما جيد، الأول «monsoon عن شاب إنجليزي يعود للبحث عن جذوره في فيتنام، ويشهد التحولات التي حدثت للمدينة، وتبدلات الأجيال الحديثة.

الفيلم الثاني إسباني الجنسية بعنوان «عذراء أغسطس»، فيلم مليء بالحيوية والمواقف والشخصيات المتواجدة في وسط مدريد في أول أسابيع أغسطس؛ حيث يهجر السكان المحليون المدينة بسبب الحر الشديد ولا يبقي بها سوى السياح، وبعض السكان المجاورين.

فيلم موضوعه الرئيسي امرأة، لكنه أيضاً أثناء ذلك يتحدث عن المدينة، وجوها وحالتها بشكل رومانتيكي حالم أحياناً، وبشكل هستيري مرات أخرى، لكنه عمل يحمل خصوصية جميلة.

اختتمت مشاهداتي لليوم الأول لمهرجان كارلوفي فاري الرابع والخمسين بالفيلم الوثائقي «دييجو مارادونا» الذي عشت معه، على مدار ساعتين وربع الساعة، رحلة صعود وخفوت النجم الأرجنتيني الأشهر.

شخصية أسطورية ملهمة بكل المقاييس. يسرد الفيلم رحلة مليئة بالصعاب والعقبات والتقلبات، لكن التحدي والإرادة لتلك الشخصية وقراراته، وإدمانه للمخدرات ودور المافيا، ثم هبوط أسهمه بشكل مفاجئ جعلتنا في حالة تأهب ويقظة وحماس طوال زمن الفيلم.

جزء كبير من العمل يسرد تفاصيل رحلة اللاعب مع فريق نابولي واستقباله من ٨٥ مليون إيطالي، وقعوا في حبه وعشقه ثم فجأة بين ليلة وضحاها تحولوا إلى كراهيته بشكل عنيف ومأساوي.

كذلك يكشف الفيلم كيف ولماذا أصبح الجميع ضده في نهاية رحلته بأرض المافيا؟

إعلان

إعلان

إعلان