- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
برغم بشاعة الانفجار الإرهابي الذى وقع أمام المعهد القومي للأورام فأودى بحياة 22 قتيلاً إلا أن الأبشع من تلك الجريمة النكراء هو خطاب تزييف الوعي الذي صدر عن منابر الإعلام الإخوانية بتركيا تعليقاً عليها فقد اعتبرت تلك المنابر أن اتهام الإخوان بارتكاب تلك الجريمة سيكون بمثابة الشماعة الجاهزة التي ستعلق عليها الأجهزة الأمنية فشلها وارتباكها في مواجهة انفجار معهد الأورام لتحقق السلطة بذلك مكسباً سياسياً في مواجهة خصومها من الإخوان وهو خطاب يمكن الرد عليه انطلاقاً من عدة اعتبارات منطقية وعقلية...
الاعتبار الأول هو أن هذا الانفجار برغم ما خلفه من ضحايا ما هو إلا صدىٍ لعملية إرهابية كبرى فاشلة كان يجري التخطيط والإعداد لها، بل وتم التحرك لتنفيذها بأوامر أتت من قيادات إخوانية بتركيا وفق ما أشار بيان وزارة الداخلية الصادر بشأن الانفجار والذى حدد بالأسماء أعضاء الخلية العنقودية المخططة والمنفذة له، إلا أن حجم التأمين واليقظة الأمنية في محيط منطقة وسط العاصمة التي تعُج بالسفارات والمؤسسات الحكومية دفع السيارة التي حملت المواد المتفجرة للسير عكس الاتجاه بطريق الخطأ بحسب ما أشار البيان الذي أكد أيضا على تتبع وتحديد وزارة الداخلية لخط سير السيارة قبل وقوع الانفجار وهو ما يقودنا إلى الاعتبار الثاني...
ففشل العناصر الإرهابية في تنفيذ مخططها جعل تبعات فشل الجريمة تصب سياسياً ومجتمعياً في خانة الجهة التي تولت عملية التخطيط له وتنفيذه، فبدلاً من وقوع انفجار مدوٍ يستهدف سفارة كبرى أو مقر جهة حكومية ومن ثم يمكن توظيفه سياسياً للهجوم على الدولة وأجهزتها الأمنية وانتقاد جهودها في مواجهة الإرهاب من قبل منابر الإعلام الإخوانية بتركيا وقع على العكس من ذلك انفجار عشوائي أمام مستشفى يعالج فقراء مصر الذين راحوا ضحايا لهذا الحادث الإرهابي سواء كانوا مرضى داخل المعهد أو مارة من خارجه وهو ما يعنى ضخامة التبعة السياسية والمجتمعية التي ستقع بكل تأكيد على عاتق الجهة المنفذة والمخططة له وهو ما يقودنا إلي الاعتبار الثالث...
فالتبعة السياسية لموجة الإرهاب التي ضربت مصر منذ ستة أعوام هي تبعة بالجملة وليست بالقطعة بمعنى أن المسؤولية السياسية لا يمكن أن تتجزأ فإنكار حركة حسم الإخوانية القيام بتلك العملية فور وقوعها ((وهو موقف كان يمكن أن يكون على النقيض بالمناسبة في حال نجاح العملية في تحقيق أهدافها)) لا يعنى أن الحركة ومن ورائها جماعة الإخوان المسلمين لا تتحملان المسؤولية السياسية عن اندلاع وتأجيج موجة الإرهاب الأخيرة في مصر فالجماعة مسؤولة عن خلق سياق سياسي ملائم للإرهاب بفعل تبنيها مواقف سياسية نابعة من خطابها الفكري والعقائدي الذى تتم تنشئة أعضائها وفقا له، فتلك المواقف والتصورات الفكرية ساهمت في خلق مناخ العنف كما سهلت عملية شحن وتحريض عناصرها للقيام به في مواجهة الدولة ومؤسساتها وذلك اتساقاً مع أدبيات جماعة الإخوان وسلوكها الوحشي والبربري الذى يخالف تعاليم الإسلام ولا يعبأ بحرمة شهره الحرام وفق ما أشار البيان الناري لمؤسسة الأزهر الذى أدان الجريمة ومن نفذوها بكل شدة ووضوح وبلا أدنى مواربة...
إلا أننا في النهاية وبرغم كل تلك الاعتبارات المنطقية لا يمكن أن نغفل أن حالة الفراغ الإعلامي التي واكبت وتلت الانفجار مباشرة وكانت بمثابة المفارقة مقارنة بالأداء الأمني الذى اتسم بالسرعة والفاعلية والمعلوماتية قد ساهم بشكل مباشر في منح الإعلام الإخواني الفرصة المواتية للتمدد من خلالها، ومن ثم محاولة فرض تأويل الجماعة الأحادي لانفجار معهد الأورام، وهو تأويل سيُعاد إنتاجه من جديد خصوصاً بعد صدور بيان الداخلية الأخير الذى أدان بوضوح حركة حسم الإخوانية، ومن ثم فإن هذا الخطأ الإعلامي المهني ينبغي التنبه له والتعاطي معه بمنطق نقدى وعقلاني، فتغطية إعلامية مصرية دقيقة ومباشرة ومواكبة للحدث ومستندة على معلومات متاحة من قبل الدولة وأجهزتها كانت كفيله بمنع هذا الخطاب الإعلامي الإخواني من التمدد داخل هذا الفراغ، لا سيما وأن هذا الخطاب قد تأسس على تضارب الأنباء بشأن الانفجار وحالة التعتيم الإعلامي التي واكبته وتلته بشكل مباشر، وهو ما يعني حاجتنا الملحة إلى إعلام مهني يواجه بالحقائق والمعلومات خطاب تزييف الوعي الإخوانى...
*** كاتب وباحث سياسي
إعلان