- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
تَروي لنا كتب الأساطير اليونانية أن حصار اليونانيين مدينة طروادة قد استمر لعشر سنوات، بعد أن حالت مناعة أسوار المدينة وشجاعة وقوة مقاومة حكامها وسكانها دون تمكنهم من إسقاطها ودخولها. ولهذا لجأ البطل اليوناني الداهية "أوديسيوس" إلى حيلة ماكرة؛ وهي تظاهر اليونانيين بفك الحصار والعودة إلى بلادهم، والادعاء برغبتهم في إبرام معاهدة سلام مع الطرواديين.
وفي نفس التوقيت قام الداهية "أوديسيوس" بتكليف المهندس اليوناني "إبيوس" ببناء حصان خشبي ضخم أجوف، وقد أتم هذا العمل في ثلاثة أيام، قام بعدها أوديسيوس بتعبئة باطن الحصان بالمحاربين اليونانيين تحت قيادته، ثم قام اليونانيون بإقناع الطرواديين بأن الحصان هدية لهم وعرض سلام!
وفي نفس التوقيت قام جاسوس يوناني اسمه "سينون" بإقناع الطرواديين بأن الحصان هدية من اليونانيين، لأنهم لا يستطيعون حمله على سفنهم، وأنهم جادون في السلام وفي طريقهم للرحيل وفك الحصار. ولهذا قام الملك "بريام" بإدخال الحصان إلى المدينة في احتفال كبير، بالرغم من تحذيرات بعض حكماء المدينة من خطورة ذلك.
وفي الليل احتفل الطرواديون برفع الحصار؛ أكلوا، وشربوا، وفقدوا وعيهم، وناموا، فخرج اليونانيون من الحصان بمساعدة الجاسوس "سينون"، وقاموا بفتح بوابات المدينة للسماح لبقية الجيش اليوناني بدخولها، ليتم نهب طروادة بلا رحمة، وقتل كل الرجال، وأخذ كل النساء والأطفال عبيدًا. وبهذه الخدعة الكبيرة انتهت حرب طروادة، بعد حصار دام عشر سنوات، وسقطت تلك المدينة الذهبية الرائعة، واختفت من الوجود.
وأظن أننا نحتاج كثيراً اليوم في عالمنا العربي للتأمل في رمزية ودلالة أسطورة "حصان طروادة"، بعد أن عشنا في السنوات العشر الماضية تجربة الثورات الشعبية ضد الأنظمة الفاشلة والرخوة التي تأسست في العالم العربي، منذ خمسينيات القرن الماضي، والتي أخفقت في تحقيق طموح الشعوب العربية في العدالة والحرية والحياة الكريمة، وخلق فشلها أسباباً موضوعية لا يمكن إنكارها لغضب وثورة الشعوب والأجيال الجديدة منها خاصة.
ثم رأينا كيف فشلت هذه الثورات بدورها في تحقيق أهدافها، وانتهائها بفضل صراع القوى الداخلية والإقليمية والدولية، ولعب أجهزة المخابرات الخارجية إلى خراب وحروب أهلية هددت أمن واستقرار ووحدة الدول.
وهو الأمر الذي حدث في ليبيا واليمن وسوريا، ونجونا منه في مصر بفضل قوة الجهاز المناعي الوطني والحضاري للمصريين، ووطنية ورسوخ وقوة ووحدة المؤسسة العسكرية، وأجهزة الدولة الأمنية والسيادية.
ولهذا فقد صرت على يقين اليوم بأن خيار التغيير والإصلاح عبر الثورات الشعبية في سياق تعقيدات الوضع الإقليمي والدولي، وفي ظل سطوة أجهزة المخابرات الدولية، وضخامة قوتها وأدواتها ونفوذها، وسرعة تدخلها وتأثيرها في توجيه الحركة الثورية لتحقيق أهداف خارجية- قد أصبح مثل حصان طروادة- شكلًا جميلًا ومثاليًا ومُبهرًا وغايات نبيلة في الظاهر، وشرًا كبيرًا في الباطن؛ يؤدي لجعل الأوطان ساحة اقتتال داخلي، وميداناً لصراع قوى خارجية، وتحقيق تغييرات جيوسياسية جديدة في المنطقة.
وأظن أن أغلب الشعوب العربية الواعية قد أصبحت على يقين من ذلك، ولهذا كفرت بالخيار الثوري وجدواه في عملية التغيير والإصلاح، وأصبحوا يسخرون من أصحاب الدعوة إليه، دون أن يفقدوا- بالطبع- الحلم بالتغيير والإصلاح لكي يصبح على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
ولهذا ينبغي على الحكام العرب أن يبادروا هم- من فوق- بالإصلاح والتغيير وعمل "ثورة فكرية وثقافية وإدارية" تُحقق الأهداف الوطنية، وأحلام وطموحات الناس، وبشكل يخلق حالة إجماع وطني، ويُكرس حضور السلام الاجتماعي، ويجعل المجتمع بأغلب فئاته وطبقاته ظهيراً داعماً للسلطة وسياساتها وخياراتها في مواجهة أي تهديدات داخلية وخارجية.
ولأن فشل السلطة في تحقيق ذلك، هو موطن الخطر الحقيقي على الدولة، وحصان طروادة الذي تستخدمه كل القوى المُعادية لاستنفار غضب الشعوب وتثويرها، ليسهُل لهم تحقيق أهدافها في إضعاف السلطة، واختراق وإسقاط وتمزيق وحدة البلاد.
إعلان