لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

توقيت عزل ترامب

محمد حسن الألفي

توقيت عزل ترامب

محمد حسن الألفي
09:00 م الخميس 26 سبتمبر 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بينما الشرق الأوسط يغلي، وبينما ترامب يواصل لقاءاته، وتهديداته لإيران متباهيا بقوة نيران أمريكية غير مسبوقة في تاريخ الدول والإمبراطوريات، إذا بمكالمة تليفونية أجراها من مكتبه بالبيت الأبيض تطيح بثباته، وتهز موقفه، وتهدد بالإطاحة.

مكالمة تليفونية مع رئيس أوكرانيا، والقانون يقضي في الولايات المتحدة بتسجيل المكالمات الرئاسية، فهو إذن كان يعلم أن كلامه مع رئيس أوكرانيا مسجلًا وتحت الطلب في أي وقت لمراجعته.

وهذا ما وقع .

ماذا قال ترامب في هذه المكالمة التي أمسكوه متلبسًا بما فيها؟ كان ترامب يبتز رئيس أوكرانيا، طلب منه إعادة التحقيق في قضية فساد مالي مشتركة بين رجل أعمال أوكراني ومواطن أمريكي هو نجل جو بايدن .

من هو جو بايدن؟ جو هو مرشح الديمقراطيين في انتخابات ٢٠٢٠، وكان نائبا للرئيس الأمريكي الموالي للخراب العربي باراك أوباما.

رفض رئيس أوكرانيا إعادة اتهام نجل المرشح الديمقراطي، والذي ربما يصير رئيسًا للولايات المتحدة، فضلا عن أن المحكمة في أوكرانيا برأته تمامًا.

هنا هدد ترامب نظيره الأوكراني بقطع مساعدات مالية تتجاوز الـ٤٠٠ مليون دولار قررها الكونجرس للحليف الجديد المناوئ للرئيس الروسي بوتين .

المكالمة المسجلة راجعها ضابط في المخابرات المركزية، والأخيرة، ومنذ اليوم الأول لدخول ترامب مكتبه رئيسًا، تحتفظ بذاكرة مريرة لهجومه عليها وسخريته منها.

فوجئ الضابط بمضمون المكالمة، عرضها على رئيسه الأعلى، الذي مال إلى كتمان الأمر، وتجاوز الموقف حتى لا يكون الثمن فادحًا لكليهما.

ذهب الضابط بالمكالمة إلى صحيفة نيويورك تايمز وبثتها ونشرتها فانقلبت الدنيا رأسا على عقب، وطوقت النيران ترامب.

اشتعلت الصحف والفضائيات، ومعظمها عدو له بامتياز، لأنه يعتبر الإعلام الأمريكي كاذبًا ومضللاً، ما عدا فوكس نيوز التي يثق فيها.

استمع مجلس النواب للمكالمة، فأطلقت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وهي ديمقراطية، وبالمناسبة الأغلبية ديمقراطية في النواب (٤٤٥) لكنها جمهورية في مجلس الشيوخ (١٠٠)، تصريحات قاطعة بأن مجلس النواب قرر اتخاذ خطوات عزل الرئيس الأمريكي لأنه ارتكب مخالفة دستورية فقد دعا رئيس دولة أجنبية إلى التدخل في الشؤون الأمريكية والتأثير على سير العملية الانتخابية، فضلا عن أنه يستغل موارد وأموال الشعب الأمريكي في الابتزاز.

والاتهام الثالث مخالفة القسم الرئاسي الذي يتعهد فيه باحترام الدستور والقانون.

هذه هي الحكاية بتبسيط شديد، وهي فرضت نفسها رغم سخونة الإيقاع الداخلي حولنا، لكن هذه القضية سوف يكون لها أثر فادح على فرصة ترامب في الفوز بأربع سنوات أخرى في البيت الأبيض. بالنسبة لنا فإن عودة الديمقراطيين تعني إعادة العواصف إلى الشرق الأوسط أكثر وأخطر، ومناصرة الإخوان لإسقاط الدول وتخريبها على يد الشعوب. عقيدة سياسية مريبة لصيقة بالحزب الديمقراطي.

فهل ينجح ترامب في الفرار من حالة التلبس المثبتة عليه والمسجلة؟

الأدلة دامغة... لكن تفسير الكلمات التي دارت بين الرئيسين الأمريكي والأوكراني ربما يصنع مخرجًا لترامب...

أفلت من قبل من شبهة مساعدة الروس له على الإطاحة بهيلاري كلينتون... فهل يفلت هذه المرة ليواصل سياسة التهديد والوعيد والابتزاز بإيران وغير إيران؟!.

إعلان

إعلان

إعلان