- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
مات رئيس زيمبابوي السابق روبرت موجابي، فعمت بلاده موجة من الحزن العميق، وأعلنت الحكومة حدادا رسميا. إنه نفس الرئيس موجابي الذي رقص الناس في الشوارع عندما أجبره الجيش على الاستقالة من الحكم قبل عامين. مثل موجابي شيئا رائعا في تاريخ زيمبابوي فحزن الناس لوفاته، ومثل أيضا كابوسا مرعبا أراد الناس التخلص منه؛ فكيف نفهم هذا التناقض؟
كانت زيمبابوي مستعمرة بريطانية لسنوات طويلة. اجتذب الطقس الرائع والثروات الطبيعية الوفيرة في القسم الجنوبي من أفريقيا المستوطنين الاستعماريين من أوربا، فتركزوا في جنوب أفريقيا وزيمبابوي. لم يحمل البلد وقتها هذا الاسم، وإنما كان اسمها ردويسيا، تيمنا باسم المستكشف الاستعماري سيسيل رودس، الذي كان من أوائل الأوربيين الذين وصلوا البلاد، فرسم حدودها وأسس فيه الإدارة الاستعمارية.
في عام 1964 أعلنت الأقلية البيضاء استقلال روديسيا عن بريطانيا، وأسسوا في البلاد نظاما للفصل العنصري حرم الأغلبية السوداء من الثروة والسلطة. خاض الثوار الأفارقة حرب تحرير شرسة لإنهاء حكم الأقلية البيضاء، فنجحوا في إسقاط دولة الفصل العنصري في عام 1980، وغيروا اسم البلاد إلى زيمبابوي، وهو اسم لحضارة ومدينة قديمة مازالت أطلالها باقية في جنوب البلاد.
روبرت موجابي هو الزعيم الفذ الذي قاد شعبه في هذا الكفاح، فاستحق المكانة الرائعة التي لا يستطيع أحد حرمانه منها. كان طبيعيا أن يختار الشعب موجابي زعيما له، فحكم البلاد منذ 1980، وظل يحكمها حتى عام 2017.
حكم موجابي بلده زيمبابوي حكما فرديا، وأدارها بأفكار مستمدة من حرب التحرير الوطني التي خاضها، ومن عقيدة الرفض والمقاومة للغرب الاستعماري والعرق الأبيض والرأسمالية. العقد الأول من هذا القرن كان فترة بالغة السوء لاقتصاد زيمبابوي، ففيه انكمش اقتصاد البلاد بمعدل 6% سنويا لمدة عشر سنوات، فزادت معدلات الفقر حتى تجاوزت نسبة السكان تحت خط الفقر السبعين بالمائة، ووصل التضخم إلى أكثر من مليون بالمائة بكثير، فطبع البنك المركزي عملة بقيمة 1 تريليون دولار زيمبابوي، كانت بالكاد كافية لدفع ثمن تذكرة الأوتوبيس. لقد تحسنت الأحوال قليلا منذ نهاية العقد الأول في القرن الحادي والعشرين، لكن هذا لم يكن كافيا لوقف احتجاجات المواطنين، فاضطر الجيش للتدخل لإجبار الرئيس والزعيم التاريخي روبرت موجابي على الاستقالة في نوفمبر 2017.
بوفاة روبرت موجابي انتهي عصر القادة العظام للتحرر الوطني، إنه عصر القادة الكبار الذين قادوا بلادهم في الكفاح من أجل التحرر من الاستعمار، فحولوها من مستعمرات وممتلكات للأجانب، إلى دول مستقلة.
التحرر من الاستعمار هو الحدث التأسيسي لأغلب الدول النامية، وقادة التحرر الوطني هم الآباء المؤسسون لهذه البلاد، لهذا استحقوا المكانة الرائعة والتكريم الكبير من شعوبهم. لكن هؤلاء القادة أنفسهم لم يكونوا – غالبا - إداريين ناجحين، ولم يكن لديهم من العبقرية الاقتصادية والإدارية ما يوازي عبقريتهم السياسية، فقادوا بلادهم إلى كوارث اقتصادية أهدرت سنوات كان يمكن خلالها تحقيق الكثير.
المشكلة هي أن النجاح السياسي لهؤلاء القادة خولهم الحق في إدارة اقتصاد البلاد دون مراجعة، فتعذر رسم الخط الفاصل بين العبقرية السياسية وضرورات الإدارة الاقتصادية الحكيمة. المشكلة الأخرى هي أن القادة العظام لم يعرفوا في أغلب الأحيان ما إذا كان عليهم أن يبدلوا سياساتهم أو يتوقفوا أو يتنحوا، فالقيادة والإحساس بالمسئولية التاريخية تجري في دمائهم، وإخلاء الطريق ليس معروفا في قواميسهم. قصة الزعيم موجابي هي قصة الرعيل الأول من الآباء المؤسسين قادة التحرر الوطني، وبموته انسدل الستار على هذا الجيل، وإن كانت البلاد النامية مازالت تبحث عن نموذجا يخرجها من الفقر والتخلف.
إعلان