- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
كان علماء الطب في القرن الثامن عشر يعتمدون حقيقة واحدة في شأن مرض السل، وهي أن كل مولود بالسل قطعا سيموت، حتى أعلن معهد "باستور" عن لقاحه المضاد الذي أحدث ثورة، وغيّر المفهوم القديم- نبوءة علمية هزمت الاعتقاد الراسخ، وغيرت تاريخ علاج أحد أخطر الأمراض.
لا تنتظر المطر
ما علاقة السل بالإعلام؟ لا يوجد اختلاف كبير؛ فكل مولود في الإعلام بصورته الحالية قطعا سيفشل، ويموت، فهناك مرض، واللقاح يجري تجاهله، ولهذا فلا جديد سيحدث، ولا تطوير سيستقر، ولا تأثير سينتج. لا تنتظر المطر من السماء في صحراء قاحلة؛ فلن تحصد وأنت تدير بالمصادفة، ولا تلتزم بالعلم ونظريات الإعلام واعتماد المعايير في السياسات أو الأشخاص.
كل قرار بشأن الإعلام مجرد إعلان وفاة جديدة! كل إجراء يتعامل مع العَرَض وليس المرض ستذروه الرياح! القدر لن يخلق تغييرا دون الاشتباك مع الأسباب. الإعلام يحتاج "باستور" آخر ليس شخصا بل فلسفة، تبدأ بتشخيص الحالة ثم وضع خطة عملية واقعية موضوعية تعكس المخرج من نفق الضبابية.
الحالة تقول إن المرض كان كامنا، وأصبح في السنوات الأخيرة نشطا، لم يكتفِ بالرئتين، بل وصل إلى الكليتين والحبل الشوكي، ودمر جزءًا كبيرا من الدماغ، والإنقاذ يبدأ من الدماغ.
الجماهير يجب أن تعرف أم لا؟
سيطرت نظرية "السلطة" ومسحة الشمولية على الإعلام؛ ما أضر بالجسد الإعلامي ووطن مرضه، ففي الأولى: تسيطر بشكل كامل كما يحظر النقد، وتسعى للتمجيد والتغني بالإنجازات.
وفى الثانية: الجماهير يجب ألا تعرف شيئا، ويجب على وسائل الإعلام ألا تبحث عن الحقيقة؛ فهي في النهاية أداة حكومية".
جرى بكل وضوح صناعة مزيج من هاتين النظريتين، ووصلنا إلى ما وصلنا إليه، المزيج قيّد طاقات الإبداع، وقتل المبادرات وأنهى معيار الكفاءة والجدارة، وأصبحت المنتجات الإعلامية واحدة لا يمكن التفرقة بينها، سواء من حيث المضمون أو حتى الشكل.
القاعدة بالطبع كان فيها استثناءات حتى لا نبخس جهد زملاء محترمين.
الترويج الحالي لنظرية الإعلام التنموي بوصفها المخرج من أزمة الإعلام ليس سوى مسكنات لن يحتملها جسد الإعلام الواهن، وستكون الضربة القاضية لما تبقى منه.
ففي الإعلام التنموي الذي يعني استخدام منافذ الاتصال لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، هناك وظيفة أولية يجب القيام بها، وهي الرقابة على خطط التنمية نفسها، فتعزيز الثقة بالسياسات الحكومية لن يأتي بتجنب السلبي من الأمور، بل بإقرار حقيقة الواقع: نقل الواقع كما هو دون تزيين أو تجميل أو طلاء.
هل المعرفة تخدم السلطة؟
الإعلام هو الإعلام، "ميشيل فوكو" يقول إن المعرفة تخدم السلطة، وهكذا يثبت تاريخ المعرفة عبر العصور، ولهذا فإن منعها لن يخدم أي سلطة بالضرورة.
في الإعلام الأصل هو المعرفة "تزويد الناس بأكبر قدر ممكن من المعلومات الصحيحة والحقائق الواضحة التي يمكن التثبت من صحتها أو دقتها".
الإعلام يحتاج أن يصبح إعلامًا أولا، ولو كان الوزير جزءًا من الحل؛ فأهلا بأي إجراء يأتي بالمخرج، لكنه ليس الحل بمفرده؛ في ظل ضبابية وميراث سلبي عن الإعلام ولدى الإعلام، سواء تصور السلطة السياسية وسلطة المجتمع عنه والعكس.
اتركوا الإعلام للإعلام دون وصاية، ففي التنوع إقصاءٌ للفاسد من المنتجات، والقانون حاكم، قانون لا يفرق بين كيان وآخر.
والممارسة تنضبط بلائحة حقيقية، ظاهرها مثل باطنها، تجمع بين الحرية والمسؤولية، ليست عقابية، بل موضوعية منصفة.
النظرة الوقتية للإعلام
في لحظات المد الوطني، وفى أوقات الأزمات، تنظر السلطة إلى الإعلام، ليساندها ويدعم إجراءاتها، وفيما يبدو، فإن هذه النظرة الوقتية تاريخية في المشهد المصري؛ ففي عام 1956 لجأت ثورة يوليو إلى المثقف خالد محيي الدين، عضو مجلس قيادة الثورة السابق، لإصدار جريدة "المساء" ليجمع فيها كتاب اليسار المؤيدين للثورة استثمارا لفترة المد الوطني وقتها، وبدأت التجربة، وإيمانا بالصحافة الحقيقية، تضمنت الجريدة كتابات تنتقد بعض الإجراءات التي تقوم بها الثورة.
يحكي محيي الدين: "كنت حريصا على نشر الحقائق وحدها، ولكني كنت أفاجأ بما يصلني من أخبار مطلوبٍ نشرها، تتضمن ما هو صحيح وما هو غير صحيح جنبا إلى جنب، فلم أكن أنشر ما أراه ليس صحيحا بإجماع وكالات الأنباء ومصادر الأخبار الموثوقة بها".
وضاق النظام بـ"المساء" وجاء السادات برسالة من عبد الناصر: "إننا في فترة حرجة لا تحتمل أنصاف الحلول، فإما أن تنضم المساء إلى بقية أخواتها إلى جانب النظام، وإما التخلي عن قيادتها".
وتخلي محيي الدين بعد تجربة لم تدم بسبب ضيق السلطة بحرية الرأي والتعبير، وهو ما دفعت ثمنه غاليا؛ إذ انتهى الأمر إلى نكسة 1967، واعتراف عبد الناصر بأخطائه.
حتى لا نصنع الخواتم المزيفة!
تقول أسطورة شرقية قديمة إن رجلا شاء أن يترك شيئا لأولاده الثلاثة، فطلب من أحد الصاغة أن يصنع له ثلاثة خواتم مقلدة من خاتم أصلي، ضاع منه فيما بعد، وقبيل أن يتوفى الأب وجد كلا منهم يقول إن خاتمه هو الخاتم الأصلي؛ مما يخوله زعامة البيت، وتبين لهم في النهاية أن الخواتم الثلاثة مزيفة.
وإذا ابتعد الإعلام عن أصله، فسيكون مزيفًا مثل خواتم الأشقاء الثلاثة. الأصل الإتاحة، ومن ثم الإبداع، وبالتالي يحدث التأثير.
أي منتج إعلامي سيكون مفتعلا مشوها حتى لو اقترب بعضه من سقف الماضي.
الأمر تلزمه دعوة بمثابة عودة للروح، فالإعلام الخالي من المعاني لا يمنح دولته منعة وحصنا ضد الدعاية والأكاذيب.
الإعلام الشعار، ولعبة الكراسي الموسيقية ترسيخ للخصام بين الجمهور والإعلام. هناك دول جيوشها في الإعلام، فكيف نفقد جيشنا الإعلامي المدافع عن مصريتنا ومصالحنا وأمننا القومي في هذه اللحظة الدقيقة؟!
فنار الإعلامي الحقيقي مهنته وعقله، رأس ماله الذي يهديه شواطئ الصدق، ومن ثم الوصول للجمهور.
أما الإعلامي الذي باع رأس ماله، فذلك برهان على ضعف في تكوينه ومهنته وغيبة الجدارة عنه. لا يمكن لإعلامي أن يقود ما لم يقرأ كتابا، ولم يقدم منتجا حقيقيا. الإعلامي يجب أن يكون صاحب رؤية ومشتبكًا مع واقعه.
*شاهد الفيديو: انتهازية رؤوف علوان للأسف حاضرة دوما
الإنقاذ يبدأ من الشبابيك!
أجد أن التمسك بنظريات الحرية والمسؤولية الاجتماعية والمشاركة الديمقراطية هو المنقذ للإعلام؛ فالصحافة حرة ومسؤولة أيضا.
الحرية حق، وواجب ومسؤولية. والإعلام يجب أن يعكس تنوع الآراء والأفكار ويسمح للجميع بالتعبير عما يرى من أفكار.
وسائل الإعلام لها الحق في مراقبة السلطة والحكومة وأصحاب النفوذ والنخب والكشف عن أي فساد أو انحراف أو إهمال.
يقول توفيق الحكيم عن عبد الناصر المتأثر بروايته "عودة الروح": "صحيح أن عبد الناصر نجح في فرض هيبة الدولة، لكنه كان خائفا زيادة عن اللزوم على الثورة، فأقفل النوافذ والأبواب فجاءت النتائج عكسية.
إن إقفال الشبابيك لا يمنح المناعة، وحبذا- لو وجد - من يقول له: إن الثورة لا يمكن حمايتها بخنق الحريات، ولا تستمد العافية والقوة من غلق النوافذ، وإنما من الديمقراطية عينها".
هكذا يجب أن تسير الأمور، وتاريخ الإنسانية هو الذي يعطينا الحلول، ولا يمكن أن ننكر شمسًا، ونحن يلفنا الضباب.
إعلان