لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بجد تعبنا: فواتير النت والمحمول

محمد حسن الألفي

بجد تعبنا: فواتير النت والمحمول

محمد حسن الألفي
07:00 م الثلاثاء 17 نوفمبر 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بصراحة لا يوجد ارتياح شعبي كبير تجاه الطريقة التي تأخذ بها بعض، إن لم يكن كل، شركات المحمول، والنت، فلوس المواطنين. يضطر الناس إلى الدفع دفعًا؛ لأن المحمول والنت والتواصل عبرهما، أصبحت جميعًا من ضرورات الحياة. قبل أن أملك سيارة كانت حياتي عادية، لما امتلكت سيارة أصبحت السيارة هي قدماي. قبل النت والمحمول كنا عاديين، نتواصل ونتزاور ونرن التليفون العادي الأسود أو الرمادي القديم. نلعن انقطاع الحرارة. المكالمات المجهولة. بعد المحمول والنت تنصب اللعنات الآن على المحمول وعلى النت. ليس لأنه صار يسرق وقتنا وتركيزنا ويبعدنا عن أقرب الناس إلينا ويمد جسورًا من الوهم مع ناس وهميين لا أراهم، وهذا كله صحيح، بل لأنه أيضًا يسرق أموالا منا بغير حق.

وما أقوله يعرفه كل مشترك، وتعرفه الشركات، وبالذات المساكين البائسين الذين يردون بكل أدب وصبر على صرخات وسباب وشتائم المشتركين الذين فوجئوا بفواتير أو اشتراكات بالمئات؛ لأنهم يشاهدون مباريات دولية أو يتابعون أغاني المعروف بالهضبة، رغم أن منهم من تليفونه من عصر النوكيا الصغير الأسود... بلا نت!

تأتيك الفاتورة مع إنذار بقطع الخدمة. تفتش في أسباب الارتفاع في المبلغ المطلوب سداده، تتصل بخدمة العملاء. كل الخطوط مشغولة. يلطعوك على الرصيف تستمع إلى إعلاناتهم، وإعلاناتهم وإعلاناتهم... حتى يهبط عليك ملاك من الشركة فتنفجر فيه.. أنت تقول له تور. يقول لك احلبوه. أنت تفهمه إنك لم تطلب خدمة الأغاني أو السينما أو المباريات. يقول لك أنت وافقت وإنك سكت بعد الرسالة التي أرسلتها إليك الشركة.

يا سيدي لم أر رسائل منكم. ويستمر الحوار. نارًا وغضبًا منك وإنسانًا آليًا يرد عليك. طبعًا الحوار مسجل. لذلك هو آلي جدًا. لا يريد أن يفقد وظيفته. هو مبرمج. آخر ما في جعبته من سهام إن حاضر. سأعتبر كلامك شكوى سأرد عليك لاحقًا. بعد 48 ساعة. وفعلًا يرد... بأن يعيد عليك نفس الأسباب التي جعلت من الشركة يدًا خفيفة تنشل ما في جيبك أو محفظتك. وهذا تعبير خفيف مخفف لطيف والله. أعرف سيدة عجوز كان لديها تليفون من عصر النوكيا في جيله الأول. فوجئت بتحميلها مبلغًا كبيرًا كلفت ابنتها أن تستفسر. عادت الابنة لأمها وهي تستعجب: هل تشاهدين مباريات "بن سبورت" يا حاجة؟!، هزت السيدة رأسها: "بن إيه وقهوة إيه يا بنتي"؟

رجعت للشركة...

طلبت حضورها.. قدمت لهم النوكيا الرضيع... وسألت الموظف بذمتك هل يصلح هذا للنت؟!

قال مبتسمًا في تراجع: لا طبعًا

وخفض المبلغ تخفيضًا كبيرًا... بعد ذلك

لماذا هذه الشحططة وإهدار الوقت والفلوس؟

لماذا تشركوننا في خدمات لم نطلبها، وتحسبون تكلفتها علينا، ونحن أصلا لا ندري أنها موجودة؟

قس على ذلك النت المنزلي... الاشتراك بـ١٤٠جنيهًا لم يعد يكفي، بـ٢٥٠ جنيهًا لم يعد يكفي عشرة أيام أو أسبوعين مع التدبير في الاستخدام... يعني في الشهر ٥٠٠ جنيه.

هل يرضي جهاز الاتصالات، وحماية المستهلك هذا الوضع الاستغلالي للخدمات؟ هنالك سباق محموم بين شركات الكهرباء والمحمول والنت والمياه... لتفريغ جيوب المواطنين. أرجو مخلصًا إعادة النظر في رسوم الاستخدام والاستهلاك؛ لأن التكلفة الاجتماعية والعواقب السياسية، وخيمة. تعبنا. حقيقي تعبنا.

إعلان

إعلان

إعلان