لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

 مينج.. سيدة وراءها قصة!

سليمان جودة

مينج.. سيدة وراءها قصة!

سليمان جودة
07:00 م الأحد 06 ديسمبر 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

سوف يظل موضوع السيدة مينج وانتشو مثالاً للعلاقات بين الدول الكبرى، عندما تتخذ لافتة تدير صراعاتها من ورائها في الكثير من الأحيان؛ فالسيدة وانتشو صينية الجنسية، وهي تشغل منصب مدير قطاع مهم في مجموعة اتصالات عملاقة في الصين، يعرفها كل واحد فينا هي مجموعة هواوي! وهذه السيدة ليست فقط مديرة لقطاع في المجموعة العملاقة، ولكنها أيضاً ابنة مؤسس المجموعة.

وما يدور بين المجموعة وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعرفه كل الذين يتابعون هذا الملف، وقد جاء وقت على ترامب تمنى فيه لو يغمض عينيه ثم يفتحهما، فلا يجد لها وجود فوق الأرض، ولم يكن هذا سراً يخفيه، ولكنه كان يقول في كل مناسبة ما يؤكد هذه الرغبة لديه.

وقد حانت اللحظة المناسبة لإدارته في ٢٠١٨، عندما كانت مينج في زيارة إلى فانكوفر الكندية، ولم تكن تدري ماذا ينتظرها هناك من جانب الولايات المتحدة الأمريكية!

وقتها تقدمت وزارة العدل الأمريكية بمذكرة إلى الحكومة الكندية، تطلب فيها توقيف مينج؛ لأنها متهمة باختراق العقوبات المفروضة أمريكياً على إيران.. ولم تجد الحكومة في كندا مفراً من الاستجابة، وقامت بتوقيف السيدة الصينية فعلاً، ولا تزال حتى الآن.

وفي فترة تالية ساءت العلاقات بين الصين وكندا بسبب عملية التوقيف، وقامت الحكومة في بكين بتوقيف مواطنيْن كندييْن، ولا تزال.

كانت إدارة ترامب ترغب في تسليم المتهمة إليها لتقف أمام العدالة، لولا أن شيئاً من هذا لم يتم ربما لرغبة لدى واشنطن في الإبقاء على شعرة معاوية بينها وبين بكين.

وفي الأيام الأخيرة، وبينما تستعد إدارة ترمب للرحيل عن البيت الأبيض، بدأ الحديث في الملف يتجدد مرةً أخرى، وبدأنا نسمع كلاماً عن أن محاولات تجري لعودة مينج إلى بلادها، وعن أن ذلك سوف يرتبط باعترافها باتهامات محددة تتوجه بها واشنطن إليها، وعن أنها تفكر في الأمر، وعن أن هذه الإدارة الأمريكية المغادرة تدرس إغلاق الموضوع قبل رحيلها.

ولا أحد يعرف، على وجه التحديد، كيف يمكن لمثل هذا الملف أن ينتهي بهذه السهولة، فلم يكن للولايات المتحدة عمل طوال 4 سنوات ماضية سوى محاصرة هواوي بكل طريقة، وسوى تهديد الدول التي تتعامل معها بالكثير من العقوبات، وقد حدث هذا من واشنطن في حق بريطانيا نفسها، التي لا تزال الحليف الدولي الأقرب إلى الولايات المتحدة في كل الحالات!

وعندما تعود مينج إلى عاصمة بلادها، ويغادر ترامب مكتبه في العشرين من يناير المقبل، ربما وقتها نفهم ما يستغلق علينا منذ بدء فصول هذه القضية!.. وربما نعرف وقتها أيضاً أن القصة لا علاقة لها بإيران إلى هذا الحد، وإنما لها علاقة بهواوي التي يبدو أنها تخيف أمريكا على نحو لا نتخيله.

إعلان

إعلان

إعلان