لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

البرليناله السبعون.. دورة الآمال الكبيرة وسط تحديات سياسية وصحية

د. أمل الجمل

البرليناله السبعون.. دورة الآمال الكبيرة وسط تحديات سياسية وصحية

د. أمل الجمل
11:05 م الخميس 20 فبراير 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

في السابعة من مساء اليوم الخميس ٢٠ فبراير؛ افتتحت فعاليات مهرجان برلين السينمائي دورته السبعين. أحد أهم المهرجانات الكبرى في العالم مع كان وفينيسيا.

هذا العام تنطلق الدورة السبعون في ظل قيادته الجديدة المتمثلة في الإيطالي كارلو شاتريان مديرًا فنيًا والذي سبق له أن تولى إدارة مهرجان لوكارنو السينمائي، وتتعاون معه الألمانية مارييت ريسنبيك كمديرة إدارية للبرليناله. منذ الآن، نشعر أن الأثنين بفريق عملهما يسعيان لتحقيق تغيير ملموس يشي بأن استبدال الإدارة السابقة - بقياة ديتر كوسليك - كان أمراً مستحقاً.

رغم التحديات والمفاجآت التي قد تبدو مُربكة، مع ذلك فإن عناوين الأفلام بأسماء مخرجيها وأبطالها، كذلك قائمة النجوم والنجمات والتكريمات، والأمور الجديدة المستحدثة ضمن الفعاليات تشي بدورة متألقة مختلفة. فمثلاً من النجوم المشاركين بأفلام معروضة خلال الدورة؛ الممثل الإسباني خافير بارديم بمناسبة عرض فيلمه «طرق لم تُطرق» والممثلة سلمى حايك التي تشاركه البطولة. كذلك روبرتو بينيني - وليام دافو - جوني ديب- لورا ليني، والأسترالية كيت بلانشيت.

من بين الأفلام الــ ٣٤٠ التي يعرضها المهرجان هذا العام - بينما عرض بدورة العام الماضي ٤٠٠ فيلم - يوجد فيلم سبقته سمعته بسبب قيمة وأهمية مخرجه. إنه الفيلم الكمبودي «المشع» للمخرج «ريثي بانه»، هناك أيضاً الفيلم الأمريكي «البقرة الأولى» للمخرجة كيلي ريتشارد. ثم يأتي من ألمانيا فيلم «برلين الكسندر بلاتز» للمخرج برهان قرباني. كذلك وفي إطار عرض فيلم وثائقي عنها بعنوان «هيلاري» من المتوقع أن تحضر وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون المهرجان في دورته السبعين.

من دون أن ننسى تكريم الممثلة البريطانية الحائزة على الأوسكار هيلين ميرين، بطلة «ذا كوين»، حيث سيمنحها المهرجان خلال الدورة الـ٧٠ الدبّ الذهبي عن مُجمل منجزها الإبداعي، إضافة إلى عرض عدد من أفلامها.

إلغاء جائزة ألفريد باور

كان المهرجان قد اضطر إلي تعديل موعده بسبب تعديل موعد حفل توزيع جوائز الأوسكار إلى التاسع من فبراير، بما أجبر برليناله على تأخير موعد المهرجان نحو أسبوع.

أما أحد أبرز المفاجآت غير السارة فيتمثل في إلغاء جائزة الدب الفضي التي تحمل اسم ألفريد باور التي بدأ المهرجان في منحها منذ العام ١٩٨٦ أي منذ وفاة باور. إنه أول رئيس لإدارة المهرجان في الفترة الممتدة بين ١٩٥١ و١٩٧٦.

أما سبب إلغاء الجائزة فهو المعلومات التي خرجت للنور مؤخراً عن ألفريد باور تؤكد من خلال البحوث والبراهين تورطه في أعمال الحزب النازي الألماني وانتمائه له، مثلما كان شريكاً بوحدة «أفلام الرايخ».

كورونا وغياب الوفد الصيني

التحدي الآخر الذي يُواجهه المهرجان المخاوف العديدة من فيروس كورونا، حيث قاعات السينما الكبيرة والقاعات المغلقة المكتظة بالحشود من النقاد والصحفيين والجماهير. فهى فرصة مرعبة لانتشار الفيروس إن كان يحمله شخص واحد فقط.

تكتمل تلك المفاجأة غير السارة بأن هذا العام تم تخصيص مساحة استثنائية للمنتج السينمائي الصيني ضمن فعاليات «السوق الأوروبي». وكان العشرات من مندوبي تسويق الأفلام وعدد من ممثلي الشركات الصينية الكبيرة قد أعلنوا عن قدومهم، لكنهم قاموا مؤخرًا بإلغاء مشاركتهم، ليس فقط، بسبب انتشار الفيروس الذي مصدره الصين، ولكن أيضاً بسبب شدّيد السلطات الألمانية على إجراءات منح تأشيرات الدخول للقادمين من الصين إلى البرليناله.

رغم ذلك، لا يبدو أن إدارة المهرجان اهتزت، فأعمالهم ومساعيهم في فتح آفق جديد لا تزال مستمرة حتى اللحظات الأخيرة. حتى أنها منذ لحظة إعلان إغلاق مجمع السينما الكبير سوني المجاور لقصر البرليناله في بوتسدامر بلاتس، الذي كان المهرجان يعرض فيه العديد من أفلامه، مع ذلك سارعت الإدراة وأوجدت أماكن بديلة للعروض.

الافتتاح في أربع مدن ألمانية

من بين الأمور المستحدثة هذا العام أنه لأول مرة سيشاهد حفل الافتتاح - وكذلك فيلم الافتتاح - في أربع مدن ألمانية، حيث يستطيع الجمهور متابعة الحدث، ثم مشاهدة الفيلم في قاعات السينما وعلى شاشاتها الكبيرة في ذات اللحظة كأنهم في قصر البرليناله.

أما فيلم الافتتاح فهو «ماي سالنجر يير» للمخرج الكندي فيليب فالاردو، المقتبس عن قصة للكاتبة الأمريكية جوانا سميث راكوف، وتدور أحداثه حول شاعرة تعمل كمساعدة عند كاتبة مشهورة.

يُذكر أن المدير الفني للمهرجان قد علق على اختياره قائلاً: يسعدنا أن نفتتح الدورة الـ٧٠ بقصة تأخذ بوجهة نظر بطلتها التي تتمتع بمنظور جديد، وهي ليست ساذجة بأيّ حال من الأحوال.

التفكير خارج الصندوق

إضافة إلى تنظيم لقاءات مع سبع مخرجين مرموقين لأن أفلامهم شكلت حدثا مهماً واضحاً في تاريخ «البرليناله»، هنا سيقوم كل مخرج من هؤلاء باختيار مخرج معاصر حتى يشاركه في إقامة حوار مفتوح حول السينما، سيكون حوارًا مباشرًا بين المخرجين يتبادلان فيه الخبرات والآراء حول السينما وصناعة الأفلام، مع عرض فيلمين للمخرجين المتحاورين. من بين تلك المحاورات؛ واحدة تجمع بين التايواني أنج لي، والياباني هيروكازو كوري إيدا، ومحاورة ثانية بين الإيطالي باولو تافياني وكارلو سيروني، وثالثة بين كلير دوني وأوليفيه أساياس- ورابعة بين السويدي روي أندرسون مع مواطنه نيكي ليندروث فون بار. وسوف تستضيف هذه الحوارات الثنائية أكاديمية برلين للفنون.

على صعيد آخر، قامت الإدارة الجديدة بتعديل بعض المسميات، فمثلاً قسم العروض المعروف بــ«خارج المسابقة»، والذي كان يُعرض داخل المسابقة دون أن يشارك في التنافس رغم أنه في الغالب كان يضم أعمالاً مهمة، وكان بعضها أحياناً يكون أكثر أهمية من تلك المتنافسة، وهو القسم الذي طالما أربك النقاد والصحفيين لتناقضه، فلماذا يكون داخل المسابقة؟ ولماذا في نفس الوقت لا ينافس طالما دخل المسابقة؟

لكن الإدارة الجديدة أوجدت بديلاً لذلك، حيث تم ضم جميع الأفلام غير المتنافسة إلى قسم يحمل عنوان «جالا برليناله الخاصة»، ومن هذا القسم بالدورة السبعين للبرليناله فيلم "بينوكيو" للمخرج الإيطالي ماتيو جاروني، صاحب الجواهر السينمائية المعروفة «جومورا» و«دوجمان». وللكاتب كارلو كولودي، والذي يقوم بتجسيد الشخصية الرئيسية فيه الممثل والمخرج المرموق روبرتو بينيني.

عن الوجود العربي في البرليناله

تضم المسابقة الرسمية الرئيسية المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، والمخرجة المصرية هالة لطفي في مسابقة العمل الأول. أما النظرة الأولية على الأفلام العربية المشاركة سنجد في قسم بانوراما فيلم «نرجس» للمخرج البرازيلي كريم عينوز، مخرج من أب جزائري وأم برازيلية. يتابع الفيلم فتاة شابة تُدعى نرجس أثناء مشاركتها في المظاهرات ضمن الحراك الشعبي ضد الفساد ومن أجل الديمقراطية. كذلك من بين الأسماء العربية المخرج اللبناني أكرم زعتري يشارك بفيلم «الهبوط»، الذي سبق وأن شارك في البرليناله قبل عدة أعوام بفيلمه «ثمانية وعشرون ليلًا وبيت من الشعر».

علينا الاختيار من بين ٣٤٠ فيلما مجموعة من الأفلام لملاحقتها أينما كانت. وأتوقع دورة متميزة على المستوى الفني، وأفلاماً تنتمي في أغلبها للآرت هوس. ما يجعلنا نتوقع ذلك تصريح المدير الفني المهرجان كارلو شاتريان في مؤتمره الصحفي: «أريد أفلاما تتحدث عن العالم الذي نعيش فيه.»

إعلان

إعلان

إعلان