لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

علاء الغطريفي يكتب: لا تمنعوا محمد رمضان!!

علاء الغطريفي رئيس التحرير التنفيذي لمؤسسة أونا

علاء الغطريفي يكتب: لا تمنعوا محمد رمضان!!

علاء الغطريفي
04:14 م السبت 22 فبراير 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

ثار الجدل حول ظهور محمد رمضان في أولى حلقات برنامج التاسعة مساء على التليفزيون المصري، ومالت الكفة لمنعه من الظهور، كما بدا على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي. وهذه القصة تحمل فاشية ما واستبدادا بالرأي، تمارسه سلطة المجتمع على الإعلام نفسه، رغم أن سؤال الظهور أو المنع هو سؤال إعلامي بحت؛ الإعلام لا ينسى الجمهور، ولكن يخدمه.

وهنا لا بد أن نبرز عدة نقاط ترتبط بالإعلام:

- في الإعلام لا يمكن أن يكون القرار التحريري بظهور شخص من عدمه بيد حسابات السوشيال ميديا أو شخص لا علاقة له بالإعلام.

- يثور دائما الخلاف فيما يقدمه الإعلام بين "ما يريده الجمهور" و"ما يحتاجه الجمهور"، وهذا سؤال أبديّ، مهما حاولنا الإجابة عنه، ويبحث الجميع في الإعلام عن مساحاتٍ وسطٍ بين هذا وذاك، بين الجمهور "عاوز إيه" والجمهور "محتاج إيه".

- المبدأ في الإعلام هو كيفية المعالجة التحريرية لأي قضية أو ظاهرة أو طرح مثير للجدل أو مسألة يهتم بها الرأي العام، ومن ثم تقديم خدمة موضوعية مهنية تراعي كل أطراف أي قضية وتمثيل الآراء المخالفة والمغايرة للطرح أو الشخص أو القضية محل النقاش.

- أرى أن الرأي الرافض لظهور محمد رمضان تجاهل السبب الرئيسي في عدم ظهوره، وهو تعاقده مع الشركة الفنية التابعة للشركة صاحبة التطوير في برنامج "الساعة التاسعة" وهو تعارض مصالح لا يصح، لأن الحوار هنا سيكون مشكوكا فيه من البداية إلى النهاية.

- لا يمكن أن نرفع لواء الرفض أو المقاطعة لفلان أو علان في عالم أصبح من الصعب السيطرة عليه؛ كلمة ممنوع صارت مستحيلة، هنا تبدو كأنك تحارب الزمن.

- ظاهرة محمد علي وفيديوهاته بدأت في الأفول، عندما استضافته "بي. بي. سي" لأن المحاورة وضعته أمام تساؤلات الرأي العام، وواجهته كصحفية، وسألته عن كل شيء، فظهر جاهلا فارغا، وتداعت صورته، وانتهت قصته بعيدا عن الدعاية أو المكايدة أو الفبركة... هذا هو الإعلام.

- المقارنة بين أهمية شيء عن شيء مسألة إعلامية بحتة لا يدركها سوى الممارسين للمهنة، والقياسات الساذجة مثل لماذا يستضيفون لاعبي الكرة والفنانين ولا يستضيفون العلماء؟ قياسات فاسدة لأن من وظائف الإعلام التسلية إلى جانب الإخبار والمعرفة.

- لا مانع أن يظهر محمد رمضان في برنامج التاسعة مساء، بشرط أن تطرح عليه جميع الأسئلة التي ثارت حوله الفترة الأخيرة، وصناعة خدمة إعلامية حقيقية تستدعي مخالفيه ووجهات النظر الأخرى، وتطرح كل شيء بما فيها قصة منعه في السوبر المصري، وعلاقته بالشركة صاحبة التطوير في البرنامج، ومن هو صاحب قرار ظهوره في البرنامج، وغيرها من أسئلة الرأي العام.

- وضع البيض في سلة واحدة سيظل دائما الخطأ الأكبر، وسيكون دائما بيئة خصبة لإثارة الأزمات فيما يخص الإعلام، لأنه قضى على أكسجين الإعلام "التنوع"، ولذا يقاومه جمهور المتلقين وجماهير منصات التواصل الاجتماعي.. الإعلام حاليا لا يبحث عن المعاني، بل يهتم بالمباني، يعني "بروموهات واستديوهات وإضاءة وخلافه"، وفى النهاية ننسى ما يزدهر معه الإعلام "المحتوى الذي يتنفس برئتي الحرية والشغف".

- تهدم جدار الثقة في الإعلام، ولذا من الطبيعي أن ترتاب الناس وتشك في كل شيء، والمهمة الوحيدة للقائمين على الإعلام هي كيف نستعيد ثقة الناس.

إعلان

إعلان

إعلان