- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
في الساعات الأولى من صباح الأربعاء ٨ أبريل، عقد تيدروس أدناهوم، مدير منظمة الصحة العالمية، مؤتمراً صحفياً إلكترونياً في مقر المنظمة في مدينة جينيف السويسرية.. والذين تابعوا وقائع المؤتمر لا بد أنهم قد لاحظوا أن أدناهوم طلب عدم تسييس موضوع كورونا، لأن الأفضل في تقديره هو التعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين لمواجهة الوباء !
ولم يكن أدناهوم يطلب عدم تسييس كورونا من فراغ؛ ولكنه كان يرد بشكل غير مباشر على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كان قبلها بأربع وعشرين ساعة، قد اتهم المنظمة بالانحياز في القضية، ثم لم يشأ أن يجعل اتهامه اتهاماً مطلقاً، فقال إنها منحازة إلى الصين على وجه التحديد !
وكان معنى الاتهام أن انحياز المنظمة الدولية التي تبقى الأعلى عالمياً في مجالها، ليس انحيازاً والسلام، ولكنه انحياز إلى الصين التي هي الخصم السياسي اللدود لواشنطن، والتي لا يخلو يوم منذ بدء ظهور كورونا على أرضها، من مناوشات وملاسنات بينها وبين الإدارة الأمريكية.. وقد وصل التناوش والتلاسن بينهما إلى حد أن كل طرف منهما قد اتهم الآخر علناً بأنه مسئول عن هذه المأساة التي يألم منها العالم ويعاني !
ولكن المشكلة أن الحكومة في بكين لم تقدم دليلاً على اتهامها، ولا إدارة الرئيس ترامب قدمت برهاناً على صواب ما تتهم الصين به، وبالتالي، فاتهام كهذا رغم خطورتا سوف يظل قضية معلقة إلى أن يحسمها طرف منهما بدليل قاطع يقدمه !
والمشكلة الأخرى أن الرئيس الأمريكي لم يتوقف عند حدود اتهام راح يوجهه إلى المنظمة الدولية، ولكنه ذهب إلى مدى أبعد، فقال ما معناه أنه سيوقف دفع المساهمة الأمريكية في ميزانية المنظمة!.. ويبدو أنه أحس بأن ما قاله أمر خطير في أجواء مكافحة الڤيروس عالمياً، وفي ظروف تحاول فيها المنظمة لملمة الموضوع في أنحاء العالم، فعاد بعدها بساعات يقول إنه لم يقرر وقف دفع مساهمة بلاده، ولكنه سوف يدرس الأمر ليرى إذا ما كان من الممكن اتخاذ خطوة كهذه أم لا؟!
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتخذ فيها ترامب موقفاً سلبياً من منظمات دولية تمارس دورها حول العالم تحت مظلة الأمم المتحدة، وتقدم خدماتها للناس في أركان هذا العالم المعاصر، دون تمييز بين إنسان وإنسان، على أساس دين، أو جنس، أو لون !
فمن قبل، كان قد اتخذ الموقف نفسه، بل اتخذ موقفاً أشد من المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم، الشهيرة باليونسكو في مقرها في باريس.. لقد هدد بوقف دفع مساهمات بلاده في ميزانية اليونسكو ثم أوقفها بالفعل، رغم أنها معنية بالتربية، والثقافة، والعلوم، في الولايات المتحدة الأمريكية وفي كل بلد آخر، ولكنه عاقبها لمجرد أنها اتخذت موقفاً مستحقاً من الحكومة الإسرائيلية فيما يخص آثار ومقدسات القدس بالذات !
وإذا ما وضعنا موقفه من اليونسكو إلى جانب موقفه من الصحة العالمية إلى جوار انسحابه من اتفاقية المناخ التي جرى توقيعها في العاصمة الفرنسية باريس ٢٠١٥ أثناء إدارة الرئيس باراك أوباما، فإن المواقف الثلاثة مع مواقف مشابهة من جانب إدارته تضع يدك على ملامح منهج عام في سياسة ترامب منذ دخل البيت الأبيض في يناير ٢٠١٧.
ولكن اتهامه لمنظمة الصحة العالمية يستحق أن نظل نفكر فيه، من الناحية النظرية على الأقل، لنرى إذا ما كان رئيسها أدناهوم قد تواطأ فعلاً مع حكومة الرئيس الصيني شي جينبينج، بما أدى إلى خروج الڤيروس من مدينة ووهان الصينية التي بدأ فيه أول ما بدأ، أم أن ذلك كله خطأ في خطأ!
إن المسألة مثيرة للتساؤل دون شك، والسبب أن كورونا ظهر في ووهان آخر ديسمبر من العام الماضي، ثم مضى شهران كاملان هما يناير وفبراير، إلى أن بدأ العالم ينتبه لوجود ڤيروس بهذه الخطورة يهاجمه بقوة وقسوة على أكثر من جبهة وفي أكثر من بلد !
فأين كانت المنظمة طوال الشهرين؟ وهي المنظمة المعنية بموضوع الصحة عموماً، وملف الڤيروسات خصوصاً، وبما يجعلها مهيأة لاستشعار ما لا يستشعره غيرها من المنظمات، وبما يجعلها كذلك قادرة على أن ترى مبكراً ما لا يستطيع سواها أن يراه !
أين كانت؟!.. هذا سؤال.. وهل عرفت بأمر كورونا، ثم تكتمت عليه بالاتفاق الضمني مع بكين؟!.. هذا سؤال ثانٍ.. وهل لدى ترامب معلومات لا نعرفها في هذه القضية؟!.. هذا سؤال ثالث.
حقيقة الأمر أن التساؤلات الحائرة في كتاب وباء كورونا الضخم، والذي يزداد تضخماً يوماً بعد يوم، أكثر بكثير جداً من الأجوبة، وما يبدو أمامنا على اتساع الدنيا في كل صباح يشير إلى أن ما يظهر من الحقيقة في أمر الوباء لا يكاد يقارن بما لا يظهر لنا وبما لا نعرفه!
إحساسي أننا الآن لا نزال في مرحلة طرح الأسئلة، وأن مرحلة تقديم الأجوبة الأمينة لم تأتِ بعد، ولكنها سوف تأتي ذات يوم بالضرورة.
إعلان