- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
فى سياق التمارين الذهنية التى يمارسها البعض لاستكشاف عالم ما بعد كورونا، هناك سيناريوهات أكثر تشاؤما للجائحة، وتبدو مستبعدة وبائسة، وأعني هنا تلك السيناريوهات التى راحت تقارن بينها وبين جائحة الأنفلونزا لعامي 1918- 1919 التى سميت بالأنفلونزا الأسبانية، حيث أصاب هذا الوباء، الذي بدأ في الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الأولى، 500 مليون شخص وقتل 50 مليون شخص حول العالم. ومع تسليمي بعدم واقعية تلك المقارنة، إلا أن هذا لا ينفى أنه وبعد انحسار الوباء سيكون الصدع الجيوسياسي الذي سيتركه في أعقابه عميقا.
بل يمكن للفيروس والكارثة الاقتصادية الناجمة عنه أن تخلق سيناريوهات جديدة للاضطرابات السياسية. إذ يمكن أن يؤدي انهيار أنظمة الرعاية الصحية، وعدم كفاية الدعم الاقتصادي، وسوء الإدارة المتصورة لحكومات بعض الدول، إلى اندلاع أعمال شغب ومظاهرات في بعض المواقع.
في الدول الأكثر فقراً والأكثر تقدماً أيضا، يمكن أن تؤدي القيود الصحية العامة التي تحد من العمل إلى تدمير أولئك الذين يعيشون على هوامش اقتصادية ضعيفة. ويمكن أن يثير الغضب المتزايد اشتباكات بين الأفراد اليائسين وقوات الأمن التي تفرض قيود من أجل الصحة العامة. حتى في الأماكن التي تمكنت من تقديم استجابة فعالة للفيروس، من الوارد أن تكون النتائج غير متساوية إلى حد كبير وقد تكون الاضطرابات الاقتصادية كبيرة، مما يخلق مجموعة جديدة من المظالم.
وقد يتبين أن كورونا المستجد مدمر بشكل خاص في مناطق الصراع الحالية حيث بدأت بالفعل حلقة مفرغة متوقعة. فعلى الرغم من الدعوات التي وجهتها الأمم المتحدة لوقف القتال مؤقتًا كي يتسنى للناس والحكومات التركيز على الوباء، نجد أن العنف محتدم في العديد من تلك المناطق. في ليبيا وسوريا و أفغانستان، وبوركينا فاسو، وتشاد، ومالي، والنيجر، ونيجيريا، والصومال، وأوكرانيا، وأماكن أخرى، يبدو أن المقاتلين والمتطرفين يتطلعون إلى فرص لاستغلال الأعداء المشتتين. كما تجد الدول التي تقدم مساعدة خارجية للدول التي تقاتل المتطرفين صعوبة أكبر في العمل. في العراق، على سبيل المثال، القوات الأمريكية - التي تشتتت بالفعل بسبب التهديدات من الميليشيات المدعومة من إيران - باتت الآن متحصنة لتجنب عدوى كورونا المستجد. كذلك قامت فرنسا بسحب قواتها من العراق بالكامل بسبب مخاوف بشأن الفيروس.
في العديد من مناطق النزاع، كانت أنظمة الرعاية الصحية مرهقة بالفعل أو لم تكن موجودة من الأصل قبل الوباء. الآن ، القتال المستمر يجعل من الصعب على الناس تلقي المساعدة الطبية الطارئة أو على قوات الأمن إعادة توجيه اهتمامها الكامل للمساعدة في احتواء الفيروس. ولأن مخيمات النازحين واللاجئين الهاربين من مناطق النزاع معرضة تاريخيًا للعدوى، فقد أعرب مسئولو الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة عن قلقهم البالغ من التأثير المحتمل لفيروس كورونا على المخيمات المكتظة في بنجلاديش والعراق وليبيا وكينيا وسوريا، والعديد من البلدان الأخرى.
مثل كورونا المستجد نفسه، لا يوجد سبب لتوقع أن تظل الاضطرابات الناتجة عن الوباء محتواة داخل حدود دولة واحدة. وفقا للأمم المتحدة، من عام 2000 إلى عام 2019، ارتفع عدد المهاجرين الدوليين في جميع أنحاء العالم من 150 مليون إلى 272 مليون. نزح العديد منهم داخليًا وخارجيًا بسبب الحرب الأهلية، أو المستويات المروعة للعنف الإجرامي، أو الكوارث البيئية. في الواقع، في عام 2019، بلغ عدد النازحين واللاجئين ما يقرب من 71 مليون شخص - وهو أكبر عدد منذ الحرب العالمية الثانية. ومع نمو عدد الأزمات الإنسانية وتفاقم الأوضاع الاقتصادية، يجب أن نتوقع أن يساهم كورونا المستجد في تعزيز هذه الاتجاهات.
في الوقت الحالي، أدت محاولات إبطاء انتشار الفيروس عن طريق إغلاق الحدود إلى إبطاء تدفقات الهجرة. ومع ذلك، مع تفاقم الظروف وتفكك بعض الدول، سيهرب المزيد من الأشخاص إلى أماكن تتمتع برعاية صحية أفضل أو أمان أكبر أو فرص اقتصادية أكثر. في أمريكا الوسطى، على سبيل المثال، أدى إغلاق الحدود وحالات الإغلاق إلى تعطيل الهجرة إلى المكسيك ومنها إلى الولايات المتحدة مؤقتا.
ولكن، إذا ضرب كورونا المستجد والاضطراب الاقتصادي المصاحب له بشدة السلفادور وجواتيمالا وهندوراس، ستتعمق الأزمة الإنسانية الكامنة التي تدفع نحو الهجرة إلى الحدود الجنوبية الغربية لأمريكا. ورداً على ذلك، ستميل البلدان الغنية التي تتلقى الهجرات إلى منع المهاجرين الفارين من الدول الأكثر فقراً، وكذلك الحال بالنسبة للجيران الإقليميين. على سبيل المثال، أغلقت كولومبيا والبرازيل مؤخراً حدودهما مع فنزويلا على الرغم من السماح سابقًا لعدد كبير من الفنزويليين الفارين من الاضطراب السياسي والاقتصادي في البلاد بالدخول. ومن المرجح أن تحدث أشياء مماثلة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل وآسيا الوسطى والشرق الأوسط.
إعلان