- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
هذه التماثيل تمثل اعتداءً على مبادئ الأمة. هذا هو ما قالته رئيسة مجلس النواب، الديمقراطية نانسي بيلوسي، في إشارة إلى تماثيل لرموز تمثل الجنوب الذي حارب ضد إلغاء العبودية في القرن 19 أثناء الحرب الأهلية الأمريكية التي خسرها الجنوب. السيدة بيلوسي تتحدث عن 11 تمثالاً لرموز الكونفدرالية الجنوبية موجودة في إحدى قاعات الكونجرس الأمريكي، وعن العشرات من التماثيل المماثلة المنتشرة في مدن أمريكا المختلفة، التي بات مصيرها مجهولاً، بسبب حملة تحطيم الأصنام التي تجتاح أمريكا هذه الأيام.
المتظاهرون المحتجون ضد مقتل الأمريكي الأفريقي جورج فلويد على يد رجل شرطة أبيض انتقلوا من مرحلة التظاهر ضد عنف الشرطة، إلى مرحلة إزالة رموز مرحلة العبودية. هناك العشرات من التماثيل والبلدات والشوارع والجامعات والقواعد العسكرية تحمل أسماء لهؤلاء، وإزالتها تمثل إعادة صياغة لوجه الحياة الأمريكية، وإعادة كتابة لتاريخها، وهذا هو ما يستهدفه المحتجون.
القضية تبدو بسيطة وأخلاقية بسبب موقف هؤلاء من العبودية؛ لكن الأمر أكثر تعقيدًا مما يبدو عليه. حملة إزالة التماثيل لا تقتصر على قادة الكونفدرالية الجنوبيين، فأهداف القائمين على الحملة تبدو بلا حدود، حتى أنهم أسقطوا تماثيل لكريستوفر كولومبس في فيرجينيا وبوسطن ومينيسوتا. كولومبس هو أول أوروبي يضع قدمه على القارة الأمريكية، وهو الرجل الذي منح القارة كلها، والولايات المتحدة بشكل خاص، اسمها. لم يتاجر كولومبس في العبيد، ولم يحارب من أجل إبقائهم في العبودية، لكنه متهم بالمسؤولية عن الحروب التي خسرها السكان الأصليون، ومات فيها الكثير منهم؛ لتقع أراضيهم في النهاية في يد المهاجرين الأوربيين. وصل كولومبس إلى القارة عام 1492، أي قبل أكثر من خمسمائة عام، لكن لدى الثوار ذاكرة حادة، لا يسقط منها شيء بالتقادم. قبل خمسمائة عام كان هناك الكثير من الأشياء التي لا يمكن قبولها اليوم، لكن لا يجوز محاكمة الماضي بمعايير الحاضر، لكن الثوار لا يحبون هذا النوع من الحجج.
حملة إزالة رموز العبودية تهدد ميراث أسماء صنعت أمريكا الحديثة، مثل واشنطن، وجيفرسون وجاكسون، فهؤلاء الآباء المؤسسون لأمريكا الحديثة كانوا أيضا من ملاك العبيد، وهناك المئات من البلدات والمدارس والشوارع تخلد أسماءهم، فيما يطالب الثوار بضمهم لحملة إسقاط الرموز. الثوار مصرون على تطهير أمريكا من كل النجاسة التي تمثلها تماثيل المكتشفين الأوروبيين وتجار العبيد وقادة الكونفدرالية، وكل من تورط في العبودية والحرب ضد السكان الأصليين، وكأنهم يسعون لإعادة صياغة التاريخ من جديد.
لا أشعر بالارتياح إزاء محاولات الانتقام من التاريخ ورموزه، فسلبياتها تفوق كثيرًا أي إيجابية تنتج عنها. أشاهد ما يفعله الثوار بالتماثيل في أمريكا، وأتذكر تماثيل رفعت من ميادين مصر، وشوارع تغيرت أسماؤها بسبب صراعات السياسة. أتذكر ما حدث قبل أقل من عشرة أعوام عندما أخفى السلفيون والإخوان التماثيل بالأغطية، وعندما تم تشويه تماثيل أخرى، بنفس منطق القضاء على النجاسة وتصحيح العقيدة والتاريخ. مقاومة العنصرية قضية حقيقية، لكن إعادة كتابة التاريخ وفقا لتحيزات السياسة يشوه وعي الأمم بتاريخها، فلا هو يغير الماضي ولا يخدم المستقبل.
إعلان