لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

استراتيجية ترامب الانسحابية.. الفرص والتحديات! "1"

عصام شيحة

استراتيجية ترامب الانسحابية.. الفرص والتحديات! "1"

عصام شيحة
07:00 م الثلاثاء 21 يوليه 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لا شك أن الساحة الدولية تشهد العديد من المستجدات الكفيلة بإثارة التوقعات نحو الكثير من التغيرات الجذرية في النظام العالمي؛ ذلك النظام المؤسس منذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق مطلع التسعينيات من القرن الماضي، على أساس القطبية الأحادية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.

وعودة سريعة لبدايات ظهور مؤشرات على انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، نجد أن الولايات المتحدة شهدت جدلاً كبيراً، مفاده تبادل الرؤى تجاه دور الولايات المتحدة في النظام العالمي، وهل عليها أن تنسحب، وتنكمش إلى الداخل بعد أن قضت على منافسها التقليدي العنيد، وروج لذلك أصحاب المواقف المؤيدة لخفض الكُلفة الاقتصادية الموجهة للسباق على زعامة النظام العالمي، وتوجيهها إلى الداخل، ورأى البعض أن في ذلك فائدة لا يمكن إنكارها، ألا وهي تفادي المواطن الأمريكي في الخارج تبعات العداء لبلاده، وما يُعرضه لمخاطر كبيرة؛ إذ كانت عملية احتجاز الرهائن الأمريكيين في سفارة بلادهم في إيران، مع نشأة الثورة الإسلامية الإيرانية ما زالت ماثلة في الأذهان بقوة.

في المقابل، صمم البعض على ضرورة إصرار الولايات المتحدة على التمسك بزعامة النظام العالمي، ورأوا أن تكلفته أقل كثيراً من خسائر الانسحاب، وأشار هؤلاء إلى أن قوة بلادهم تأتي من زعامتها للنظام العالمي، خاصة بعد انهيار منافسها، ولم ينسَ هؤلاء الإشارة إلى أن قوة بلادهم تضمن استقرار السلم والأمن الدوليين، وألمحوا في ذلك إلى أن انسحاب بلادهم كان من بين أسباب اندلاع الحربين العالميتين، الأولى والثانية.

وانتصر بالفعل أصحاب الرأي الأخير، وتربعت الولايات المتحدة على عرش النظام العالمي، وكان ما كان من تغيرات جذرية في النظام العالمي، لعل أهمها انكفاء منظمة الأمم المتحدة على مجموعة من الملفات ذات الصبغة الاجتماعية، مثل الهجرة غير الشرعية، وتجارة السلاح والمخدرات والبشر، وقضايا التغيرات المناخية، وحركة رؤوس الأموال... إلخ. تاركة القضايا السياسية الساخنة في رعاية القطب الأوحد.

وعلى المستوى الداخلي في الولايات المتحدة، تبادل الحزبان الرئيسيان، الجمهوري والديمقراطي الاستحواذ على البيت الأبيض، مع التزام كليهما بالاستراتيجية الأمريكية السابق الإشارة إليها والخاصة بزعامة النظام العالمي. وإن تغيرت الأساليب التكتيكية المتبعة من الحزبين لتحقيق ذلك.

ووصولاً إلى دونالد ترامب الذي حل رئيساً في انتخابات 2016 الماضي، وينتظر السباق المُقبل في 3 نوفمبر 2020، فقد اتجه إلى تنفيذ أجندته الخاصة، حيث ينتمي إلى التيار المنغلق في حزبه (الجمهوري)، وراح الرجل يؤسس لاستراتيجية انسحابية واسعة النطاق لعله لن يكتفي أن يختتمها بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية، إن أسعفه الوقت قبل فترته الثانية، التي يسعي جو بايدن، نائب الرئيس الديمقراطي السابق أوباما، إلى منعه منها، واستعادة حقه في دخول البيت الأبيض، لكن كرئيس!

كانت هذه مقدمة رأيت أنها ضرورية قبل الخوض في التغيرات الجذرية التي تشهدها الساحة الدولية، وبيان أثر الاستراتيجية الانسحابية التي ينفذها ترامب، وما يمكن أن تشيعه من مخاطر ومكاسب على القوى الإقليمية والدولية على حد سواء. فإلى الأسبوع المُقبل بإذن الله.

***

للتواصل مع الكاتب

Eshiha@yahoo.com

إعلان

إعلان

إعلان