لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حصيلة الرقص مع الثعابين!

سليمان جودة

حصيلة الرقص مع الثعابين!

سليمان جودة
07:00 م الأحد 03 يناير 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إذا سألتَني عن صورة لا أتمنى أن نراها في العام الجديد، فسوف أقول على الفور إنها الصورة التي نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية، وهي تودع معنا عام الوباء الذي مضى.

الصورة كانت للمبعوث الأممي مارتن جريفيث، وقد بدا متهللاً ومصفقاً بيديه من فرط الفرحة وعلامات السرور والبهجة التي كانت بادية على وجهه وفي عينيه.

أما لماذا تهلل وجه الرجل بهذا الشكل في الصورة المنشورة، فلأنه كان شاهداً على جلسة ضمت وفداً من الحكومة الشرعية في اليمن يفاوض وفداً آخر من الجماعة الحوثية المتمردة في اليمن أيضاً. وكان موضوع التفاوض بين الجانبين وبحضور جريفيث هو تبادل الأسرى بين الطرفين.

وهكذا، فقد وصل الحال بنا في أرض العرب إلى حد أن مقاتلين يمنيين يتبعون الحكومة الشرعية قد أسروا جنوداً يمنيين! ثم حدث العكس خلال معركة دارت مع مقاتلين يمنيين آخرين يتبعون الجماعة الحوثية التي تقاتل الحكومة، وتمنعها من دخول العاصمة، وتحظى بدعم ايراني معلن من جانب حكومة المرشد في طهران! فـلله الأمر من قبل ومن بعد!

لقد بلغ الأمر في اليمن الذي عشنا نقول عنه إنه اليمن السعيد إلى الدرجة التي تابع معها اليمنيون حفلاً كان الإنجاز الوحيد فيه أن أسرى الفريقين قد جرى تبادلهم بينهما، على أمل أن يكون هناك حفل آخر في المستقبل، يجري فيه تبادل ما تبقى من أسرى كل فريق.

ولم يكن هذا هو حال اليمن وحده بكل أسف، ولكننا سمعنا، وقرأنا عن عملية مماثلة بالضبط جرت وقائعها في ليبيا، بين حكومة فايز السراج في العاصمة طرابلس غرب البلاد، وبين الجيش الوطني الليبي شرقها بقيادة المشير خليفة حفتر.

ولا أعرف ما هي بالضبط حقيقة مشاعر الإخوة اليمنيين الذين جلسوا في أماكنهم يتابعون حفل التبادل برعاية الخواجة جريفيث. ولا ما هي بالضبط أيضاً مشاعر الأشقاء الليبيين الذين جلسوا يتابعون حفلاً مماثلاً في بلاد العقيد معمر القذافي!

هذه الحصيلة المحزنة في البلدين العربيين كانت حصيلة لمقدمات كانت قد جرت من قبل في البلدين، ولم تكن المقدمات سوى بقاء العقيد في الحكم أربعة عقود من الزمان مضافاً إليها عامين، ولا كانت المقدمات في اليمن السعيد سوى بقاء علي عبد الله صالح على الكرسي ثلاثة عقود من الزمان؛ فالمقدمات تؤدي دائماً إلى نتائجها، ولا يمكن لمقدمات العقيد وصالح إلا أن تقود إلى مثل هذه النتائج المأساوية!

كان العقيد كلما سألوه عن شيء في بلاده، باعتباره الحاكم فيها، رد بأنه لا يحكم، وأن اللجان الشعبية هي التي تحكم. وقد كانت هذه هي حصيلة حكم اللجان.

وكان صالح كلما سألوه عن حكم اليمن، قال إن حكم بلاده أشبه ما يكون بالرقص مع الثعابين! وقد كانت هذه هي حصيلة الرقص مع الثعابين.

إعلان

إعلان

إعلان