لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عفواً.. مش "شتي في مصر"

عبدالرحمن شلبي

عفواً.. مش "شتي في مصر"

عبد الرحمن شلبي
07:00 م الخميس 11 فبراير 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

في 15 يناير فاجأنا الدكتور خالد العناني، وزير السياحة، والطيار محمد منار، وزير الطيران بدعم من مجلس الوزراء بمبادرة، كانت بمثابة طوق نجاة لقطاعي السياحة والطيران- القطاعين اللذين يضم أحدهما أكثر من 3 ملايين عامل، وهو قطاع السياحة.

إنها طاقة النور التي ستكون بمثابة الخلاص من أزمة ركود وموت قطاع السياحة " شتي في مصر". وفي الحقيقة وبعد أكثر من 20 يوماً على المبادرة، أرى أن الوزيرين تفاجآ مثلنا تماماً؛ فلا إعداد، ولا ترويج، ولا تنسيق لها. حقا الوزراء تفاجأوا بها.

دعوني أحدثكم عن مؤشرات المدة الماضية بالتفصيل، بعيداً عن الانتقاد الموجه لاختيار الاسم "شتي في مصر"، وكأنني أخاطب العالم أو الأجانب على غير الحقيقة، وإذا كنت سأخاطب العالم، فهل سأتعامل مع المبادرة بهذا الشكل من الإهمال وعدم الاكتراث!

تعجبت كثيراً عندما تأكدت من المعلومات. ودعونا نتعجب سوياً وربما يتعجب معنا الوزراء والمسؤولون عن المبادرة أيضاً. فربما اعتمدوا على تقارير المكاتب فقط. غير أن رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي رفض أن يعتمد على تقارير المكاتب، واصطحب نصف الوزراء إلى عزبة الهجانة ليرى بعينيه على أرض الواقع أولاً قبل أن يتحدث معهم "التقرير على الأرض مش في المكتب" هذه كانت رسالة الرئيس للوزراء وللشعب بأنه بينهم، ويرى بعينيه، ويتابع كل كبيرة وصغيرة. رسالة الرئيس عندما ذكر "الخصوص" التي ربما لا يعرفها أو يسمع عنها من سبقوا هى تأكيد للمعنى قبل أن تكون رسالة للشعب. تأكيد للجميع أن الوزراء لا بد أن يحذوا حذوه، ولا ينتظروا التقرير عبر المكاتب.

"شتي في مصر" حققت نسبة إشغالات لا تزيد على 12% من الطاقة الاستيعابية- بحسب معلومات رسمية حصلت عليها في الأقصر وأسوان، 12% من الطاقة الاستيعابية البالغة 50% بسبب إجراءات "كورونا" تعنى 6% فقط. بينما في شرم الشيخ والغردقة وجنوب سيناء وصلت إلى 20% الرقم جيد، لكن ربما تكتشف أنها 10% فقط لأنها أيضاً من الطاقة الاستيعابية وفق إجراءات كورونا.

"شتي في مصر" المبادرة الوجيهة المعني والهدف، الفاشلة التنظيم والإعداد. لم يتجاوز عدد الفنادق ضمنها عن 140 فندقا، نعم 140 فندقا تمثل 1 على 6 من الفنادق التي تعمل في ظل أزمة كورونا.

والسؤال المهم: هل الفنادق الأخرى رفضت الدخول في المبادرة؟ ربما تسبقني في الإجابة: "محدش هيرفض البيع".

وربما يسبقني مسؤولو السياحة- بحسب معلوماتي منهم-: "الفنادق ما طلبتش تدخل المبادرة وهى مش حابة تنزل أسعارها".

أما أنا، فسأقول لك إن هذا الحديث حديث مكاتب يكتب فى تقارير رسمية لا تغني ولا تُسمن جوع 3 ملايين عامل في قطاع السياحة.

الحقيقة أنني تحدثت مع عدد كبير من الفنادق، فاكتشفت أن الوزارة "السياحة" لم تنسق معهم، ولم تخاطبهم من الأساس، واكتفت فقط بالمعارف والأصدقاء، فعلى سبيل المثال هناك 72 فندقا في مرسى علم، لم تدخل المبادرة سوى 5 أو 10 فنادق فقط. ناهيك من أن الفنادق ضمن المبادرة لم تجهز، ولم تعد جيدا لضيق الوقت والاستعجال. وبالتالي الخدمة كانت على غير المستوى ولا يوجد برامج ترفيهية كاملة؛ لأن بعض الفنادق لم تتمكن من استدعاء أغلب عامليه بسبب إجازات أزمة كورونا.

من الملاحظات التي ربما أعتقد أنها وجيهة أن سعر تذكرة الطيران تم تخفيضه حقا بنسبة تصل إلى 50 %، يعني لو حبيت أروح مرسى علم لمدة 5 أيام في أحد الفنادق المتوسطة 4 نجوم، فالتذكرة بنحو 2000 جنيه، وتكلفة الفندق 2500 جنيه لفرد واحد، فهل يعقل أن تكون تكلفة النقل قريبة من تكلفة الإقامة؟!

وهنا أتساءل: لماذا لم يتم إشراك شركات النقل وعمل تخفيضات أيضا تتيح للجمهور السفر بأسعار جيدة والإقامة بسعر مناسب؟!

أعود للحديث عن المبادرة في مضمونها: هل هناك مبادرة لتنشيط قطاع سياحي بالكامل مدتها شهر ونصف؟!

أعتقد أن الأفضل أن تكون فصل الشتاء بالكامل. 3 أشهر حتى تؤتي ثمارها. ربما اكتشف مسؤولو المبادرة أنهم أهملوها أو لم يقوموا بواجبهم، فحاولوا حفظ ماء الوجه عبر السوشيال ميديا.

قبل يومين، دعت وزارة السياحة والآثار مجموعة من المدونين والمؤثرين المصريين لزيارة عدد من المدن السياحية المصرية، للترويج لها عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تتمتع بآلاف المتابعين، في إطار خطة الوزارة لتنشيط حركة السياحة الداخلية والترويج لمبادرة "شتى في مصر".

فهل فشلت الوزارة بكيانها وتنظيمها وجهاتها التابعة وسلطاتها في الترويج للمبادرة وتوصيلها لبضعة آلاف من المواطنين؟!

حقاً فشلنا في الترويج، فتذكرنا غول السوشيال ميديا ليقوم بالترويج مع قرب انتهاء فترة المبادرة.

حقا المبادرة لم تؤتِ ثماراً بعد أن تم التقصير العمدي فيها.

حقا يجب المساءلة عن هذا الإهمال والتراخي.

أسئلة كثيرة حول المبادرة، ربما تكون موضوع مقالات لاحقا حول: فكرة المبادرة.. من أين أتت؟ وكيف تمت؟ وللحديث بقية...

إعلان

إعلان

إعلان