لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

شباب 2011 ذهب ولن يعود!‏

أكرم ألفي

شباب 2011 ذهب ولن يعود!‏

أكـرم ألـفي
04:24 م السبت 20 فبراير 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

غمر طوفان الشباب مصر في بداية الألفية، وأغرق سلطة مبارك في ‏‏2011، وبدأ الجذر الشبابي قبل 5 سنوات، ولن يكون هناك مدٌّ في ‏المدى المنظور. ‏

بلغة الأرقام الجافة في 2010، كان الشباب (15-29عاماً) ‏يشكلون29% من السكان و51.1% من السكان الفاعلين في مصر ‏‏(فوق 18 عاماً).‏

‏ وفي 2020، تراجعت النسبة إلى 25% من إجمالي السكان ‏و44.3% من السكان الناشطين في 2020. ‏

ويبدو أن الديموجرافيا قررت أن تحقق حلم "أمراء سرنديب الثلاثة" ‏برمية نرد واحدة، فانخفضت نسبة الشباب في مدن الاحتجاج الرئيسية ‏وقلبها القاهرة العامرة من 48% إلى أقل من 40% لينحسر الطوفان ‏الشبابي في الصعيد، وبخاصة المنيا وبني سويف وسوهاج والفيوم. ‏

تترجم أطروحات "الديموجرافيا السياسية" هذه الأرقام الجافة في ‏فرضية بسيطة- بحسب هنريك أوردال وريتشارد سينكوتا- بأنه عندما ‏تصبح نسبة الشباب في دولة ما في حدود 30% فإن فرص العنف ‏والاحتجاج السياسي تزيد، بينما تتراجع احتمالية الاحتجاجات الشبابية ‏الواسعة عندما تنخفض كتلة الشباب إلى 25% وأقل.‏

ولكن كما يقول جوتة في جملة رددها لينين مئات المرات: "النظرية ‏رمادية اللون يا صديقي ولكن شجرة الحياة خضراء". فنضوب شباب ‏القاهرة والإسكندرية يقابله قوة شبابية خارقة في المنيا وبني سويف ‏وسوهاج والفيوم؛ ما يجعل من هذه المحافظات مركزاً متوقعاً لحراك ‏وقوده من الشباب وربما ينعكس ذلك في احتقانات طائفية متقطعة بين ‏الحين والآخر أو أشكال من العنف غير السياسي.‏

‏"صديقي.. أين ذهبوا؟".. رددت هذا السؤال على أحد الزملاء في العيد ‏الأخير قبل جائحة كورونا. فقد كان كورنيش النيل يزدحم بالشباب ‏الأقل من 25 عاماً يملأون الدنيا صخباً وحياة من وجهة نظرهم ‏وضجيجاً للآخرين قبل سنوات قليلة.. لقد كان الشباب حاضرين ‏يومها، ولكن التجمعات التي تضم 20 وأكثر اختفت لحساب تجمعات ‏أصغر نسبيا. ‏

‏ ملاحظات بسيطة في شوارع القاهرة تدلل على أن قطرات ‏الديموجرافيا حفرت رسماً جديداً في صخرة المجتمع، هذا لا يعني ما ‏يقول تشارلز ديكنز بأن ربيع الأمل تحول إلى شتاء اليأس. ولكن علينا ‏أن ندرك أن زخم شباب 2011 انتهى بلا رجعة، ولن تنزل أرجل ‏السياسة في مصر في النهر مرتين بقول هيراقليطس.‏

تحذيرات البعض من خطورة شباب المدن والمخاوف المبالغ فيها من ‏تحركات الشباب لم تعد ذات دلالة أو مصداقية بالنسبة لي في مجتمع ‏القاهرة، ومن يرد أن يرصد "الخطر"، فعليه أن يضع نصب عينيه ‏قرى المنيا الصغيرة وحواري الفيوم الضيقة وساحات سوهاج. ‏

ومن يحلم بعودة 2011، فهو يعيش في "حلم ليلة صيف" شكسبيرية. ‏وتبقى المفاجآت هي "لغة الحياة" غير المنطقية وشجرة الحياة ‏الخضراء.‏

الأرقام الجافة تقول إن قوة الشباب في المدن الكبرى بمصر بدأت في ‏الأفول، ولن تعود كما كانت، وشباب 2011 ذهب ولن يعود.‏​

إعلان

إعلان

إعلان