خرجت بعد 8 ساعات

أولاً: خرجت وأمامي صورة متكاملة الأبعاد، أكدت لي ما كنت أعرفه وما لم أكن أعرفه. صورة لدولة استهدفت من أول لحظة كيف توفر للمواطن المصري حق الرعاية والحماية ضد أخطر زلزال هز العالم بأسره اقتصادياً وصحياً وإنسانياً. زلزال كورونا.

ثانياً: خرجت وقد أكدت لي الحقائق والأرقام احترافية الإدارة بقيادة سياسية تعرف حق المواطن أينما كان، وأينما كانت ظروفه، من حيث تدبير الموارد المالية والخدمية، الأمر الذى شهد له العالم، والذى جاء على لسان الممثلين الرسميين لمنظمة الصحة العالمية وغيرها من المؤسسات الدولية إلى أن وصل الأمر أن قال بعضهم إن مصر جاءت في صدارة الدول التي أجادت التعامل مع أزمة كورونا، من حيث توفير سبل الوقاية المبكرة والعلاج لمن قدر الله وأصابهم هذا الفيروس اللعين.

ثالثاً: خرجت وقد تأكدت من التجانس والتعاون بين كل أجهزة الدولة ووزاراتها ومؤسساتها، وتحت عين مراقبة دائمة للقيادة السياسية، للتأكد من جعل حقوق الإنسان في الرعاية والعلاج دون أية أعباء تزيد من هموم مأساة كورونا، ومن ثم التزام الحكومة بإدارة الأزمة بسيناريوهات مختلفة، سواء في مجال الخدمة الصحية المباشرة أو التعليم بكل مستوياته، وكذلك وزارة التضامن الاجتماعي والمجالس المتخصصة في خدمة فئات محددة كالمجلس القومي للمرأة.

رابعاً: خرجت وهذا هو الأهم، وهو تفهم مصر قيادة وحكومة للمفهوم الحقيقي لحقوق الإنسان.
حق الإنسان في الرعاية الصحية، لكي يكون قادراً على الحركة والعمل. حق الإنسان في أن يضمن دخله ومعيشته، لكي يكون قادراً على المشاركة. حق الإنسان في تسهيل الحياة عليه من خلال مبادرات جادة وعملية أقدم البنك المركزي والقطاع المصرفي عليها، وكذلك وزارة المالية والتخطيط. وجاءت ممارسات وزارة الصحة في أعلى مستوياتها الاحترافية.

خامساً: خرجت، وهذا ما يهمني، بحكم التخصص وأن "إسأل ترَ" هل تناول الإعلام المصري، ومن ثم الإعلام الخارجي حقيقة ما حدث ويحدث على أرض مصر منذ أن بدأت هذه الجائحة؟ في يقيني لا، بنسبة كبيرة.

ومن ثم جاء هذا المؤتمر وقد قدم كل ما يحتاجه الإعلام من معلومات ومستندات وشهادات محل ثقة.
بكل هذا خرجت بعد 8 ساعات من واحد من أنجح المؤتمرات التي عقدت في الفترة الأخيرة، مؤتمر حقوق الإنسان في عالم ما بعد الجائحة، والذي نظمه المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، والذي يستحق كل التقدير على الانتقاء للقضايا، والمتحدثين، والمشاركين من الداخل والخارج في إطار تنظيمي غاية في الاحتراف.