- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التى سيكتب فيها أحدهم عن الضوضاء في مصر. ولا في الهند ولا في فرنسا ودول أخرى كثيرة، ما دام الناس هم الناس، والتربية هي التربية، وإجراءات الردع والمنع ضعيفة ومتخاذلة. نحن- سكان القاهرة- ثاني أكبر مدينة ذات ضجيج ووش وطنين وأزيز وصراخ في العالم. نيودلهي الهندية هي الأولي، وباريس بعدنا.
بمقياس وحدة الصوت التي هي الديسيبل، مستوى الصراخ في مصر تجاوز الـ٩٠ وحدة. المفروض أقل من أربع وحدات. الرقم ٩٠ معناه أننا نعيش طول أربع وعشرين ساعة، اضربها في شهر، في سنة داخل مصنع تتلاطم ماكيناته. تئز، وتزأر، وتجعر، وتطن، وتتناصل.
لماذا يصرخ المصرى، ويزعق وهو يتحدث؟ لماذا ترتفع العقيرة- الجعيرة وهو يتكلم؟ هل فقدنا آداب التحدث والإنصات؟ فقدنا كل شيء له علاقة بالذوق. الضجيج أو الضوضاء هو ارتفاع الصوت إلى مستوى لا تحتمله الأذن، ومن بعد الأذن الأعصاب.
في بيوتنا جعير، وإن أنكر الأصوات لصوت الجعير. الزوجة تهمس إن توسلت طلبا، فإن رفضه الزوج تحولت، والعكس صحيح تماما.
الأبناء في اشتباك وتبادل لفظي يتابعه الجيران. التليفزيون مفتوح على ٥٠ درجة صوت. التكييف يطن، ويزن طوال الليل. الغسالة تمور، وتفور، وتدور.. بيت خليق بنمو فطر الهستيريا.
أما الشارع، فحدث ولا حرج. المصيبة المسماة بالتوك توك وما يفرزه من أغاني البلطجة. وبأصوات تصم الآذان وتهاجمك في بيتك وداخل سيارتك، لا ضابط لها ولا رقيب عليها، والألعن أنها بلا أرقام، يعني أن تضرب شخصا، وتدوسه، وتمضي لحالها بلا حساب.
وكلاكسات الميكروباصات والأتوبيسات وسيارات النقل الديناصورية والمفصلية، ثم مكبرات الصوت في الأفراح وفي الأتراح. في الفرح صويت وفجاجة، وفي السرادقات، صوت مولانا واصل للمريخ،
ثم الفوضى ليست مقتصرة على الطبقات الدنيا، فالكبار أصحاب الهامر والسيارات العوالي يزيحونك بصافرة متصلة ويرعشون لك النور أو يلتصقون بك من الخلف يهددونك بالإطاحة..!
ثم أنت أو جارك أو أنا نشغل الأغاني، ونفتح السماعات على آخرها، أو نتنادى بأعلى الصوت من جراج العمارة... يااااا علي... يااا محموووود... يا حسييييين! ... يا ألفيييي..!
ماذا أصابنا؟ هل طار صوابنا؟
ما حالة الوش الجماعي هذه؟ الضجيج يسبب الانهيار، فالعصبية. وبالفعل نحن في حالة انهيار عصبي. راقب شخصا يبدأ حوارا مع شخص لم يفهم ما يقصده، بعد قليل سيصفه بالغباء، وسيرد عليه المشتوم، بقصف مماثل، ويتجمع الناس، وتهيص الكلاكسات. وتحتد الأصوات.
الشعب هادئ الأعصاب. شعب منتج. متأمل. مبدع. الشعب الذي تعود على الزعيق. والصراخ. شعب يتقاتل، ويتصارع، بل إن الأجنة في بطون الأمهات. يخرجون مصابين بالآثار النفسية.
شيء من الهدوء. شيء من التحضر. التلوث السمعي يقتل سلامنا الداخلي.
تكلموا... لا تزعقوا... لا تصرخوا... آذاننا ثقبت... كالغربال.
أما أنت- يا وزارة البيئة- فواصلي الشخير. نوما هنيئا وأحلاما سعيدة!
إعلان