لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

التطور الطبيعي لكفالة اليتيم!

الكاتب الصحفي سليمان جودة

التطور الطبيعي لكفالة اليتيم!

سليمان جودة
07:01 م الأحد 25 أبريل 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

الفجوات بين دول العالم في تطعيم مواطنيها ضد ڤيروس كورونا كبيرة للغاية، ويبدو الفارق بين الدول في هذا الملف باتساع المسافة بين السماء والأرض!

وقد بدت منظمة الصحة العالمية وهي تطلق ما يسمى بمبادرة كوفاكس لتقليل هذه الفجوة، وكأنها تتسول مساعدات اللقاح من الدول الغنية للدول الفقيرة، أو للدول النامية كما يقال في العادة عن الدول الفقيرة على سبيل حفظ ماء الوجه لها!

إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، على سبيل المثال، أعلن وهو يزور أحد مراكز التطعيم، صباح الأربعاء ٢١ من هذا الشهر، أن إدارته نجحت في توزيع ٢٠٠ مليون جرعة لمواطنيها، وأن هذا حدث قبل انقضاء مائة يوم على وجوده في مقاعد الحكم!

وهذا معناه أن إدارته قد أنجزت ما تعهد هو به عندما قال إنه يخطط لتطعيم جميع البالغين الأمريكيين قبل انتهاء إبريل ٢٠٢١!

وفي ذات اليوم الذي أعلن فيه بايدن تدبير هذا الرقم من الجرعات، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعلن على الجانب الآخر أن حكومته سوف تصل إلى المناعة المجتمعية في الخريف القادم، بما يعني أنه في هذا الموعد سوف يكون قد انتهى من تطعيم غالبية المواطنين الروس!

ولا توجد دولة في العالم تنافس الولايات المتحدة وروسيا في هذا الطريق سوى إسرائيل التي تعتبر الثالثة بعدهما في قطع مشوار كبير على طريق تطعيم سكانها، بل في التبرع بكميات من الجرعات لدول أخرى حولها في المنطقة وخارجها!

واللافت أن الولايات المتحدة لم تقدم شيئاً يذكر في طريق التبرعات، رغم غناها بوجه عام، ورغم قدرتها على إنجاز ما لم تنجزه دولة غيرها في موضوع التطعيم. لم تفعل شيئاً يمكن تسجيله لها في هذا الإطار، اللهم إلا أربعة ملايين جرعة لكندا في شمالها والمكسيك في جنوبها!

وقبل أيام كانت قد حذرت مواطنيها من السفر إلى مائة دولة حول العالم؛ لأنها ترى نسبة الإصابات عالية في هذه الدول!

ولو أن إدارة بايدن أنصفت نفسها، وأنصفت معها هذا العالم، لبادرت فتبرعت بشيء من الجرعات إلى الدول المائة؛ لأن تبرعاً كهذا إذا تم سوف يكون من أجل سلامة العالم كله، وفي القلب منه الولايات المتحدة نفسها، قبل أن يكون عملاً خيرياً أو إنسانياً أو سياسياً؛

فالفيروس لا يفرق بين دولة وأخرى، ولن تستطيع دولة في العالم الحديث عن أنها صارت في مأمن كامل منه، إلا إذا أمكنها السيطرة عليه عالمياً، وليس في داخلها هي وحدها مهما كانت قدراتها.

وفي وسط هذه الأجواء كلها أعلنت فرنسا تبرعها بمائة ألف جرعة للدول النامية، ثم دعت باقي دول الاتحاد الأوروبي إلى التبرع لدعم مبادرة كوفاكس التي تهدف بالأساس إلى تقليل الفجوة بين الدول في مسألة التطعيم، ومد يد العون إلى الدول محدودة القدرات والإمكانات، أو الدول الأشد فقراً على حد تعبير مستشار الرئيس الفرنسي وهو يعلن عن تبرعات فرنسا.

وهذا ما يجعلنا نتذكر حكاية القرى الأكثر فقراً التي كانت قد شاعت، وانتشرت فيما قبل ٢٥ يناير، فلقد تطور الأمر من شعار "اكفل يتيماً في السابق" إلى شعار "اكفل قرية لاحقاً"، ثم هذه الأيام إلى شعار "اكفل دولة"! الذي تعمل على وحي منه مبادرة كوفاكس وتأمل أن تنجح.

إعلان

إعلان

إعلان