لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الرئيس.. أين؟ ومتى؟ وماذا يقول؟

سامي عبد العزيز

الرئيس.. أين؟ ومتى؟ وماذا يقول؟

د.سامي عبد العزيز
07:00 م السبت 03 أبريل 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بحكم ما تعلمته ومارسته، أقول إن لقاء السيد الرئيس الأسبوع الماضي في قناة السويس أمر يدعو للتأمل والتقدير والتحليل.

هذا اللقاء فكراً وتنظيماً وتوقيتاً من أنجح اللقاءات الإعلامية لسيادة الرئيس؛ فقد جمع اللقاء بين شخصية الرئيس الطبيعية والتلقائية المحسوبة التى تقربه من أسماع وقلوب من يسمعه.

فمنطقة قناة السويس كانت بؤرة حديث أنظار العالم مما وفر مناخاً سياسياً وإنسانياً مواتياً كما أنه جاء فى أعقاب تجربة عالمية غير مسبوقة؛ ما جعل سخونة الحدث ممتدة ومؤثرة، ولا تزال تحت أنظار العالم بأسره. هذا من حيث المكان والزمان وهما من العناصر المعروفة لدينا نحن- الباحثين- وتمثل ركائز لفعالية وتأثير أى حدث أو حديث.

وإذا انتقلنا للمحتوى وطريقة أدائه، فلنأخذ أول عبارة جمعت بين كل معانى التحذير والتنبيه والتأكيد على أن مصر تعرف متى تقول كلمتها.

إنها عبارة (مياهنا.. خط أحمر) ويعقبها بذكاء نحن لا نهدد. يليها فإن الأحداث سوف تؤثر على المنطقة بأسرها.

وهى عبارة حاشدة لكل الاتجاهات والسياسات لكل الأطراف فى المنطقة.

وقد جاء رد فعلها أسرع مما تخيلنا من خلال بيانات رسمية صدرت من دول عربية وغير عربية تؤكد وصول رسالة الرئيس لها.

وتتصاعد النغمة فى غاية الذكاء "اللى عايز يجرب يجرب" وأفهمها أنا بلغة أهل أولاد البلد "الجدع يقرب" كل ذلك باتزان انفعالي محسوب، وهي انعكاس لشخصية تربت، وتعلمت كيف تقول، وكأنها لم تقل!

لقد قدم السيد الرئيس نموذجاً للخطاب السياسى الإعلامى المتوازن؛ يدعونى لأن أقول للإعلام المصرى هل أتيت بمحللين إعلاميين وسياسيين وعلماء نفس لمناقشة وتحليل هذا الموقف التسويقي السياسي، أم اكتفيتَ بترديد عبارات السيد الرئيس؟

وهل قامت الهيئة العامة للاستعلامات بعمل لقاء أو ندوة أو مؤتمر دعت فيه الإعلام الدولى وممثليه في مصر لمزيد من التحليل والتفسير والتأصيل لموقف مصر والقيادة السياسية من خلال عرض مواقف مماثلة وهي قريبة جداً؟

ألم نسمع عبارة "خط أحمر فى سرت والجفرة" وما تلاها من نتائج على أرض ليبيا الشقيقة؟

ويدعوني أيضا لأن أسأل بعض مراكز الفكر والدراسات التى تعتمد غالباً على أوراق بحثية ودراسات- نعم لها قيمتها، ولكن لها جمهورها الخاص- بينما حوار الرئيس كان موجهاً إلى الرأي العام بكل مستوياته وهو الأهم والأجدر بالمخاطبة.

إن دعوتي هذه تستند إلى أهم ثلاثة مبادئ تؤدي إلى نجاح الخطاب السياسي وتسويقه وهي التركيز والتناسق والاستمرارية، وهي مبادئ تغيب عن الأداء الإعلامى في بعض الأحيان، وعن الأداء البرلماني بغرفتيه في الوقت الذي نعطي فيه مساحة للتشابك والتحاور لقضايا فرعية وشخصية على حساب القضايا العامة والمصيرية؛ فقد توقعت- مثلاً- أن أرى تنسيقية الأحزاب تعقد ندوة يعد لها إعداد علمي وفكري، ولم يحدث- حسب ذاكرتي وقدرتي على المتابعة.

وفي السياق نفسه، أقول أين قضية السكان التى حينما تناولها السيد الرئيس انطلقت كل وسائل الإعلام بالتعليق والتناول، ولكن لمدة أسبوع وانتهى الأمر؟ وكأن المشكلة قد تم حلها!

مرة أخرى أقول إن الرئيس يطرح، ويتناول، ويقدم وجبة سياسية محسوبة وبأداء غاية فى الإتقان، ولكن إعلامنا غالباً فى خبر كان..!

ملحوظة :

من يرى عكس ما أقوله أو يؤيده، فإن الأهم هل قامت أية مراكز بحثية بعمل دراسة اتجاهات رأى عام فى أعقاب حوار السيد الرئيس، واتخذنا من نتائجها مدخلات لحوار إعلامي مجتمعي؟!

إعلان

إعلان

إعلان