- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
كان الخميس ٨ يوليو يوماً من أيام المصريين؛ لأنهم استطاعوا فيه مع الأشقاء في السودان خلق درجة من الوعي بقضية سد النهضة الإثيوبي في العالم!
ففي مساء ذلك اليوم كان من النادر أن تتطلع إلى شاشة عربية، أو إقليمية، أو دولية، إلا وترى وقائع جلسة مجلس الأمن منقولة على الهواء، وإلا وترى وزير الخارجية سامح شكري يلقي خطابه في المجلس، أو يرد على سؤال في مؤتمر صحفي، وإلا تلاحظ الشيء نفسه بالنسبة للسيدة مريم المهدي، وزيرة الخارجية في السودان، التي لا تزال تثبت بأدائها اللافت أنها حقاً ابنة أبيها.
وكان هذا كله مجرد عينة من كلام كثير قيل في قاعة المجلس في ذلك المساء، وكان انعقاده بناءً على دعوة مصرية سودانية عاجلة، وبناء على مشروع قرار تقدمت به تونس بوصفها العضو العربي الوحيد فيه حالياً. وفي كل الحالات كانت الجلسة التي بدت عاصفة من بين دواعي اطلاع العالم على أبعاد قضية السد الذي تحاول إثيوبيا التقليل من خطورته على دولتي المصب. والغالب أن الجلسة الصاخبة نجحت في وضع القضية في إطار بارز لعل العالم ينتبه.
ومن معالم الطريق إلى انعقاد الجلسة يتبين لك أن هناك توجهاً دولياً لتكليف الاتحاد الأفريقي باستكمال ما كان قد بدأه في طريق التفاوض بين الدول الثلاث.
تستطيع أن ترى هذا في بيان الخارجية الأمريكية على لسان متحدثها الرسمي تيد برايس، وتستطيع أن تراه بالدرجة نفسها في بيان صدر عن الأمم المتحدة من مقرها في نيويورك.
وإذا حدث، وأعيد الملف الى الاتحاد فسوف يكون مجلس الأمن شريكاً معه هذه المرة، وسوف يكون على الاتحاد أن يتعرض للقضية بشكل مختلف. شكل يختلف عن حال الملف على مدى فترة امتدت سنة ونصفا كانت قضية السد خلالها يجري العمل عليها تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، وكان نصيبها من الإنجاز لا يسجل أي تقدم؛ فالقضية ظلت في مكانها طوال عام كامل كانت جنوب أفريقيا ترأس خلاله الاتحاد، ثم على مدى النصف الأول من هذه السنة التي كانت الكونغو الديمقراطية خلالها ترأسه، ولا تزال كذلك.
ولأمر ليس مفهوماً كانت أديس أبابا تتمسك بأن يكون الاتحاد هو بيت القضية، بحيث لا تغادره إلى بيت آخر ولا إلى منصة أخرى. ولم يكن لدى القاهرة ولا لدى الخرطوم اعتراض من حيث المبدأ على أن تبقى القضية داخل بيتها الأفريقي، لكن بقاءها في داخله لم يكن هدفاً في حد ذاته ولا يتعين أن يكون، وإنما الهدف هو الوصول إلى حل، وهو التحرك تحت سقف زمني له حدود، وليس مفتوحاً بغير أفق تراه مصر والسودان. وهذا ما كان مشروع القرار الذي تقدمت به تونس حريصاً على أن يوضحه بطريقة لا يلتبس معها الموضوع على أحد.
مشكلة إثيوبيا أنها تتصور أن المفاوضات يمكن أن تمتد بلا نهاية، ويمكن أن تظل استهلاكاً للوقت دون الوصول إلى شيء، وهذا ما جعل القاهرة والخرطوم تتوجهان إلى مجلس الأمن، وما جعل الخرطوم تعلن أنها لن تعود إلى طاولة التفاوض ما لم يغير المفاوض الإثيوبي من عقليته ومنهجه وأسلوبه، وإلا فإن التفاوض يصبح عملية ممتدة من العبث!
القضية إذن أن يكون التفاوض ذا إطار زمني له آخر، يتم عنده التوصل إلى اتفاق ملزم، وأن يكون مثل هذا الاتفاق محكوماً بالقانون الدولي الخاص بالأنهار حول العالم، وما عدا ذلك، فهو استمرار في عبث لن يؤدي في النهاية إلى شيء!
وحين يكون مجلس الأمن شريكاً مع الاتحاد الأفريقي في استئناف ما كان قد جرى طوال العام ونصف العام دون فائدة، فإن ذلك في حد ذاته ضمانة لقطع الطريق على مفاوض إثيوبي، لا يريد حتى اللحظة أن يتصرف بمسئولية، ولا يريد أن يرى عواقب ذلك عليه.
إعلان