إعلان

سكان مصر إلى الرقم 102 مليون .. ضوء في نهاية النفق

أكــرم ألـفي

سكان مصر إلى الرقم 102 مليون .. ضوء في نهاية النفق

أكـرم ألـفي
05:01 م السبت 31 يوليه 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

أعلنت الساعة السكانية المصرية في 5 يوليو 2021 وصول عدد السكان إلى 102 مليون نسمة لتسجل مصر زيادة سكانية قدرها مليون نسمة خلال 275 يومًا.

وهنا انصب الحديث عن كيف تأكل الزيادة السكانية ثمار التنمية، وهذا حديث حقيقي ولكن نفس الرقم يحمل معه دلالات أخرى.

فقد وصل تعداد سكان مصر إلى 100 مليون في فبراير 2020 ليزيد المليون الأول في أكتوبر 2020 أي بعد أقل من 8 أشهر، وكان من المتوقع أن نصل للرقم 102 بعد أقل من 7 أشهر وبالتحديد في إبريل 2022 ولكن في الواقع فقد وصلنا إليه في يوليو أي بعد أكثر من شهرين.

فنحن أمام تراجع متوالٍ للنمو السكاني، حيث انخفض النمو السكاني من 2.5% في 2017 إلى 1.7% في عام 2020 وقد يتراجع إلى 1.55 خلال العام الحالي.

هذه البيانات تدلل على أن مصر دخلت بالفعل في المرحلة الثالثة من التحول الديموجرافي أي بدء منحنى التراجع الحاد في المواليد مقابل انخفاض نسبي في معدل الوفيات. بقول آخر لغير المتخصصين في الدراسات الديموجرافية "لقد بدأت مرحلة تراجع نمو سكان مصر مبكراً".

إن مصر التي كانت تضيف شخصا جديدا لسكانها كل 20 ثانية قبل أقل من 4 سنوات، أصبحت تزيد هذا الشخص كل 30 ثانية خلال 2021.

إنها دولة تدخل مرحلة "الفرصة الذهبية" أو كما نطلق عليها في الدراسات السكانية "الهبة الديموجرافية"، حيث يصبح السكان في سن العمل (15-64) هم الأغلبية، وتراجع نسبة الأطفال. بقول آخر تصبح الأسر المصرية أصغر عدداً وتصبح عدد الذين تعولهم كشخص بالغ يعمل أقل. بقول آخر بدل أن تنفق دخلك على أسرة من 5 أشخاص فالأغلبية صارت تنفق على اسر مكونة من 3 إلى 4 أفراد فقط. وهو ما يترجمه المتخصصون في الديموجرافيا بمصطلح "معدل الإعالة".

نزيد من الشعر بيتا، فمصر التي بلغت المليون الـ97 في 178 يوماً فقط وصلت للمليون الـ99 في 216 يوماً وتصل للمليون 102 في 275 يوماً بدلاً من 235 للمليون الـ101. أي اننا أصبحنا نضيف مليون نسمة جديدة في وقت أطول.

إن مصر أمام فرصة ذهبية بسبب بدء تراجع النمو السكاني الذي يتوازى مع اقتراب معدل الخصوبة الكلية إلى 2.1 طفل لكل سيدة (معدل الإحلال) أي أن السيدة المصرية أصبحت تنجب نحو طفلين فقط في المتوسط وهو عدد الأطفال الذي يبقي عدد السكان بعد فترة عند الثبات.

لو استمرت معدلات النمو السكاني في الانخفاض بنفس الوتيرة خلال السنوات الخمس المقبلة في مصر، فإننا سنكون على موعد مع فرصة ذهبية للتشغيل وتحقيق معدلات نمو أعلى وجني ثمار المشروعات التي استثمرت فيها الدولة المصرية خلال السنوات السبع الماضية.

إن تراجع النمو السكاني في مصر بشكل حاد، هو مفاجأة للكثيرين ولكنه تعبير عن التحولات الاجتماعية التي تعيشها البلاد خلال السنوات الماضية، حيث قاد ارتفاع معدلات التعليم الجامعي وزيادة الخدمات الصحية المقدمة للسيدات المتزوجات إلى ارتفاع واضح في سن الزواج وميل الشباب إلى الاكتفاء بعدد أقل من الأطفال.

بالتوازي، هناك ظواهر اجتماعية يجب دراساتها وأبرزها التراجع الحاد في معدلات الزواج للشباب المصريين الذي يبدو أنه دخل في مرحلة عزوف عن بناء مؤسسة الأسرة. في النهاية، يبدو أن أرقام السكان في مصر ستحمل لنا مفاجآت أخرى خلال الأشهر المقبلة، يجب مراقبتها وخاصة في توزيع السكان بالمحافظات وتقلص سكان القاهرة وهذا موضوع آخر.

إعلان

إعلان

إعلان