لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

واشنطن ولندن وطهران وتل أبيب: مسافات احتراق!

محمد حسن الألفي

واشنطن ولندن وطهران وتل أبيب: مسافات احتراق!

محمد حسن الألفي
08:17 م الثلاثاء 10 أغسطس 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع


يبدو أن ما توقعناه هو ما جرى، وربما سيجري، بشأن الأزمة الإسرائيلية الإيرانية؛ فإن الحماس الواضح والتصريحات المحمومة التي انطلقت متتالية من لندن وواشنطن دعما لإسرائيل، وأن الرد سيكون جماعيا وقاسيا- سرعان ما انحسر وفتر، وتمخضت مواقف الدولتين بشأن اتخاذ عمل عسكري ثلاثي ضد إيران- عن ثرثرة ليس إلا.

كانت العواصم الثلاثة أعلنت عن عمل منظم يتم الإعداد له لردع إيران بعد ضربها ناقلة منتجات بترولية إسرائيلية قبالة الساحل العماني بطائرة مسيرة.
وكانت الإشارات كلها تتجه نحو عمل عسكري ثلاثي، و حذرت إيران من أن الرد سيكون موجعا.

ولم تمر ٤٨ ساعة تقريبا حتى أعلنت إسرائيل أنها جاهزة لمهاجمة إيران وحدها؛ ما يفسر أن الحليفين تراجعا، وأن التراجع كان أولا من واشنطن، ثم تبعتها بالضرورة لندن.
وأمس فقط، صرحت إيران بأنها تلقت (عبر وسيط) إفادة من لندن بأن الرد البريطاني لن يكون عسكريا، بل دبلوماسيا، عبر بناء التحالفات، وأن واشنطن ستفعل كذلك.
حين تتحدث دولة بلسان دولة حليفة فهو انعكاس لتنسيق وتشاور واتفاق على الإفصاح. على أية حال فإن بريطانيا لم تكذب الإفصاح الإيراني!

في الوقت ذاته، كانت إسرائيل حددت الساعات القليلة المقبلة، أمس الأول، لاتخاذ إجراء حاسم.
يلاحظ أنه مرت اثنتان وسبعون ساعة. ألم تكن ساعات كافية للحسم؟
مع التصريحات الأمريكية منذ مساء أمس، بتوقيت القاهرة، وصباح أمس بتوقيت واشنطن، سنفهم مدى ميل إدارة بايدن إلى استئناف المفاوضات مع إيران في فيينا، مع بدء حكم الرئيس إبراهيم رئيسي بتاريخه الدموي.
أكثر من هذا توجه اليوم إلى إسرائيل رئيس المخابرات الأمريكية للتنسيق والتشاور.

أكثر وأكثر عرضت واشنطن تقديم تنازلات لإيران برفع محدود تدريجي للعقوبات الأمريكية إذا كفت إيران عن اتخاذ أعمال استفزازية ولم توضح في المجال النووي عموما أم في المنطقة!

ما سر هذا التهافت الأمريكي على عقد اتفاق تعلم واشنطن أنه لن يتم لأن إيران لن تقبل المساومة على برنامجها الصاروخي، ولا على تقييد أنشطة أذرعها الإرهابية الخارجية- ميليشياتِ عصائب أهل الحق في العراق (حزب الله العراقي)، وحزبِ الله في لبنان، والحوثيين في اليمن.
هذه الميلشيات تنفذ لإيران بالوكالة أعمالا عدائية ضد الأهداف الأمريكية ما يرفع عنها تبعات الضرب المباشر.

ورغم التهافت على عقد الاتفاق، فإن مسئولين بالبنتاجون بدأوا التلميح إلى أن بايدن ربما يتخذ مسار التشدد الذي سلكه ترامب مع طهران. ومن ثم يبدو غريبا أن يكشف البنتاجون عن هذا التوجه، بينما يقدم البيت الأبيض عروضا تنافسية لإيران، ولا أقل غرابة من هذا كله رحلة رجل المخابرات الأمريكي الأول لإسرائيل للتنسيق بشأن الملف الإيراني. تنسيق بشأن عمل دبلوماسي أم لإعطاء الضوء الأخضر وحساب التكاليف المتوقعة؟
فاتورة ثقيلة ستدفعها دول الخليج لو وقع القصف والضرب!

يلفت النظر أيضا أن إسرائيل استثمرت الضربة الإيرانية، من توصيف العدوان على مصالحها إلى العدوان على الأمن الدولي في البحار. وجعلت الضربة موجهة للدول ومصالحها البحرية، بل إن بوتين دعا اليوم إلى تأسيس هيئة أممية لتأمين التجارة في البحار.

استثمرت إسرائيل الضربة الإيرانية أيضا بعسكرة سريعة مباشرة للبحر الأحمر، فأرسلت غواصة وسفينتين عسكريتين إلى البحر.
مع استكمال التجهيزات والمشاورات، هل سيكون هناك رد إسرائيلي عسكري أم ستعطي الفرصة للمتربص نتنياهو ليعلن أن حكومة نفتالي بينيت تفرط في أمن إسرائيل وأنها حكومة أقوال لا أفعال؟!
الساعات القلية المقبلة حاسمة.

إعلان

إعلان

إعلان