لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

شاغل في منتدى أصيلة

الكاتب الصحفي سليمان جودة

شاغل في منتدى أصيلة

سليمان جودة
07:00 م الأحد 30 أكتوبر 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كانت القارة السمراء هاجساً من هواجس منتدى أصيلة الثقافي الدولي هذه السنة ، وقد احتفى المنتدى بالقارة في دورته الخريفية التي تنعقد هذه الأيام على شاطئ المحيط الأطلنطي، ربما كما لم يحدث أن احتفى بها من قبل في مدينة أصيلة المغربية التي يحمل منتداها اسمها.

وليس هذا جديداً على كل حال .. ففي كل دورة سابقة كانت أفريقيا حاضرة على الدوام، وكان حضورها إما على مستوى محور أو أكثر من محاور المنتدى، وإما على مستوى حضور ساسة، وشعراء، وكُتاب أفارقة، ظلوا ضيوفاً على أصيلة ومنتداها.

والسبب لدى محمد بن عيسى، أمين عام المنتدى، لم يكن فقط أن المغرب دولة أفريقية لها مكانتها بين دول القارة .. فهذا سبب مفهوم .. ولكن كانت إلى جواره أسباب أخرى من بينها أن للقارة السمراء من الحيثيات ، ما يؤهلها لأن تكون موضع اهتمام وحفاوة طول الوقت.

ولهذا .. حضرت القارة في دورة خريف هذه السنة على محورين : واحد يتحدث عن الحركات الانفصالية فيها ويضعها في اطارها الذي لا بديل عن أن توضع فيه .. ومحور آخر يتكلم عن الأمن الغذائي باعتباره قضية شاغلة من شواغل الأفارقة !

وليس سراً أن أفريقيا تنام على مساحة من الأرض تعادل مساحة الولايات المتحدة الأمريكية ، وأوروبا ، ثم مساحة الصين معهما ! .. إن مساحتها في حدود ٣٠ مليون كيلو متر مربع ، ومن شأن مساحة كهذه أن تكون غنية بشتى الموارد ، سواء كانت موارد بشرية ، أو كانت غير بشرية !

ولكن غنى القارة وثراءها بالموارد على اختلاف أصنافها ، لا ينفيان وجود إحصائية مؤلمة ترددت على منصة أصيلة في أيام المنتدى الأولى .. هذه الاحصائية تقول أن ١٨ دولة أفريقية من أصل ٢١ في أنحاء العالم ، عانت نقصاً أو أزمة في الغذاء خلال العام الماضي !!

وليس أدرى بثراء أفريقيا ولا بغناها إلا الصين ، التي زحفت في اتجاه القارة منذ وقت مبكر تنقب عن الموارد والمواد الخام ثم ترسلها الى بكين .. ومن بعد بكين جاءت موسكو تنافسها .. ثم من بعدهما سارعت واشنطون تزاحمهما ، وأعلنت ذلك صراحةً على لسان جون بولتون ، مستشار الأمن القومي الأمريكي ، أيام الرئيس السابق دونالد ترمب ! .. فلقد وقف الرجل بشعره المتهدل وشاربه الكث يعلن أمام الكاميرات ، أن بلاده وضعت استراتيجية تضمن التواجد المطلوب على أرض القارة في مواجهة الصين وروسيا معها !

ولم يكن غريباً في مواجهة الإحصائية المشار إليها ، أن يقوم الرئيس السنغالي ماكي سال بزيارة الى روسيا بعد الحرب الروسية على أوكرانيا ، وآن يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، وأن يكون تأمين تصدير القمح الروسي والأوكراني هو الموضوع في اللقاء بينهما !

ولم يكن الرئيس سال يبادر بالزيارة بوصفه رئيساً للسنغال وحسب ، ولكنه كان يبادر بها باعتبار أن بلاده تتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي من فبراير الماضي الى فبراير المقبل ، وبالتالي ، فإن مسؤولية تقع عليها تجاه القارة كلها في قضية الغذاء وفي غير قضية الغذاء !

هل من الجائز أن تكون موارد القارة على ما هي عليه ، وعلى ما تعرفه بكين وموسكو وواشنطون وتتسابق عليه العواصم الثلاث ، ثم يصل عدد النازحين داخل الدول الأفريقية في أثناء السنة الماضية وحدها الى ما يتجاوز أربعين مليون أفريقي ؟!

من أجل هذا كله كانت القارة السمراء حاضرة بما يجب على منصة أصيلة ، وكان حضورها هذه المرة يقول إن الوعي بشواغلها لا بد أن يتحقق ، وألا يغيب عنا نحن الذين نحيا فوق أرضها !

إعلان

إعلان

إعلان